الجمعة، 21 ديسمبر 2012

أحلام وردية بالنساء

بعد قيام الخبراء المحليين باعداد مسودة جغرافية لخطوط الطول ودوائر العرض في منطقة الشرق الأوسط ، تبين أن العاصمة الأردنية " عمان " هي بمثابة خط جرينتش للمنطقة ، وهكذا جاء القرار الحكيم بإلغاء التوقيت الشتوي ، وانتظار ضوء النهار حتى الساعة السابعة والنصف كي أقتنع أن الوقت قد حان لمغادرة الفراش والذهاب إلى العمل ، وكما هي عادتي ، أقف أمام المرآة وأتحدى الرجل القابع خلفها في إظهار زينتي ، ثم أخرج من باب المنزل ساخرا من عناقيد الياسمين والورود في حديقتي ، فرائحة عطري تزكم بها الأنوف من مسيرة مزدوجة لعدة أقدام .

بالكاد عبرت خطوة خارج محيط المنزل ، وإذ بفتاة ترتدي " مريول المدرسة الأخضر " تقترب نحوي بخجل وفي عيونها لهفة ورجاء ، وفورا نشب صراع داخلي بين قلبي المتعطش لامرأة تؤنس وحدتي ، وبين عقلي الغاضب من نشوتي في الانقياد إلى رغبات شاذة بفتاة في سن المراهقة يكون حاصل مجموع عمري يساوي مجموع عمرها ولكن بعد قسمته على اثنين ، ومع هذا استقبلتها بفم فاغر ولعاب يسيل بالأمل لقصة حب غير عاديه ، ولكن الأحلام الوردية سرعان ما انقلبت إلى كوابيس مرعبة ، وهي تبدأ حديثها معي بمنادتي " عمو " ، حاولت تدارك الموقف والعبث مجددا في لعبة البحث عن الحب ، فقلت لها " نعم يا حبيبتي " ، وإذ بها تخبرني أنها أضاعت مصروفها المدرسي وتتوسلني لإعطائها دينارا عوضا عن ذلك الذي فقدته في الطريق .

ركبت السيارة وحاولت نسيان صدمة الصباح العاطفية التي ارتطم بها قلبي ، حتى وصلت عند إشارة ضوئية تفصلني ببضع كيلومترات عن مكان عملي ، وفجأة وبدون سابق انذار ، أنظر إلى يساري فأجد امرأة تبدو في منتصف العقد الثالث من عمرها ، وكأنها غارقة في التحديق نحوي ، حاولت بدءا أن أتجاهل المشهد بكل تفاصيله كي لا تزل قدمي في الفخ العاطفي الكاذب الذي وقعت فيه لتوي ، ومع هذا فلم أتمكن من المراوغة والمقاومة وبادلتها على الفور بالتحديق مع بعض الابتسامات والغمزات ، وما بين طرفة عين وأختها ، تتجهم ملامحها وتستحيل كغيمة سوداء ظهرت في كبد سماء زرقاء صافية ، وتنهال كصوت الرعد بشتائم استدعتني على الفور لتجاوز الشاخصة المرورية الحمراء والنجاة بأعجوبة من حادث شبه مؤكد .

أدخل مكان عملي ، وأقف مرغما في طابور طويل لانتظار المصعد الكهربائي ، فلياقتي البدنية لا تسعفني لصعود ثمانية طوابق بأدراج مزدوجة ، تقف أمامي فتاة شقراء بملامح شبه غربية ، ولست أدري لماذا كانت ما بين لحظة وأخرى ، لا تنفك عن الالتفات نحوي ، ثم لا تلبث أن تهمس ضاحكة في أذن زميلتها ، وهذا جعل فأر الحب يعود للجري سريعا ما بين شرايين جوعي العاطفي وأوردة قلبي الباحثة عن العشق ، حتى قرع جرس المصعد إيذانا بوصوله ، لندخل أفواجا تلو أفواج ، حتى فار تنور المساحة المتبقي فيه للهواء ، وقد كانت مصادفة لم أتعمد حدوثها ، بعد ان التصق كتفها بكتفي ، مما جعل قلبي ينبض في جوفي ، وأنا أنتظر اللحظة الحاسمة للهمس في أذنها بمشروع عاطفي محتمل ، يتوقف المصعد في الطابق الثالث وتضطر هي للخروج كي تتيح الفرصة للقابعين خلفها بالعبور ، وقبل عودتها إلى المصعد ، تغلق أبوابه وهي تهم بالدخول ، مما دفعني لشد ذراعها كي أسحبها إلى الداخل ، وعندها انقلب الحلم الوردي إلى كابوس مجددا بعد قيامها بصفعي على إثر ذلك السلوك الأرعن .

في طريق عودتي إلى المنزل ، أعرج على الصيدلية لشراء حبوب تعينني على النوم المبكر دون التفكير بالنساء ، وما أن أشاهد تلك الصيدلانية الحسناء بملامحها السمراء اللاتينية ، حتى تجددت الأحلام الوردية ، محدثا نفسي بالأقدار التي تبتسم للمرء بعد عدة عثرات ، وحين سألتني عن طلبي ، قلت لها " أنت الداء وحبك الدواء " فأشارت بإصبعها الملون بطلاء أخضر نحو الباب ، فطالبتها بمزيد من التوضيح ، لتصرخ في وجهي وتطالبني بالرحيل قبل أن تستدعي رجال الأمن .

عدت إلى المنزل ، ورقدت في سريري بحلم وردي لفتاة المدرسة والسيارة والعمل والصيدلية ، وأنا أزف إليهم عريسا في ليلة واحدة ، ثم تأتي زوجتي وتضرم النار بقاعة الإحتفال ومن فيها ، ولا أزال أصرخ حتى أيقظتني زوجتي من المنام وهي تسمي بالرحمن وتناولني كوبا من الماء كي تخمد نيران روعتي ، وحين سألتني عن الحلم ، استعذت من الشيطان الرجيم وأخبرتها بضرورة التكتم عن الحديث في الأحلام السيئة كي لا تتحقق .       

هناك 5 تعليقات:

  1. كف و من ورائه (كفووووووووووووف)

    و مع هذا لا نتعظ و نواصل ال(صيد) !

    ههههههههههه

    أو بصراحة
    مش هههههههههههه

    ردحذف
    الردود
    1. وتستمر ....

      الكفووووووووووووووووووف يا صديقي هيثم في كل شىء وليس من الجنس اللطيف وحسب :(

      فعلا على رأيك مش ههههههههههههههههه

      حذف
  2. مرحباً اشرف والله هالموضوع ضحكني الله يسامحك وانا مأخذ فكرة عنك انك شاب عاقل ملكش على الحركات الشبابية الفايعة على قولت أهل الاردن هههههههههه ( بمزح معك) ما هو بالآخر طلع حلم .
    بعدين شو قصة الدينار المصروف مش على أساس الناس مش لاقية تأكل هناك والله الناس متطورة وعايشة ولا هاد كمان حلم ؟ الله يرحم أيام الشلن .
    بعدين شايف يا اشرف ما أحسن مرتك ما الك غيرها شوفت كيف سمت عليك بس صحيت من النوم مفزوع ما الك غيرها بلا طالبة ، موظفة ، أو صيدلانية صح ولا لا؟ .
    البوست كان كتير حلو .



    صحيح قرب عيد ميلاد المدونة صح كل سنة وانت سالم مقدما .

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا وسهلا نور :)

      خلص بما إنو قدرت اخليك تضحكي فهادا بعتبرو إنجاز كبير تطبيقا للمقولة الشهيرة " من السهل على رجل أن يجعل امرأة تبكي ولكن من الصعوبة عليه أن يجعلها تضحك " :)

      بعدين إنت مش عارفه إني حاليا بديت مراهقه جديده بعد الثلاثين ... بمزح مهو حلم على رأيك :)

      صدقيني على قصة الدينار شو بدي احكيلك لأحكيلك ... إنت عارفه إنو سندويشة الفلافل صارت بالأردن بنص دينار تقريبا ... فلشو ولى لشو الدينار بدو يكفي يا نور :(

      بعدين هي مرتي صحيح طبطبتلي وشربتني مي ودارت بالها عليي بس لو عرفت بالمنام يا لطيف شو كان رح يصير :)

      فعلا مر 3 سنوات على عمر المدونة .. وانت سالمه يارب وفعلا بعد مرور كل هادا الوقت اديش انا مبسوط إنك لسى عم بتابعيني ... صدقا مش ملاقي كلام اوصف فيه اديش عم بيعنيلي تواجدك اللي بيشرفني دائما في المدونه :)

      نهارك سعيد يا رب :)

      حذف