الجمعة، 19 يوليو 2013

أنت عربي


وهذا يلزمك أن تستمسك بأصولك القبلية وما يتبعها من تعصب أعمى إلى ذوي القربى وأبناء العمومة كي تنصرهم وتستنصر بهم ، فحرب هنا وحرب هناك ، لا تستدعي منك بالضرورة أن تفكر في مسوغات مذابحها ، إذ عليك وفقا للمفهوم الذي احتمل تأويلات ليست بكل تأكيد عن عقيدة دينية " أن تنصر أخاك ظالما كان أم مظلوما " .

وحيث أنك عربي ، فهذا يعني تفوقك العرقي على سائر شعوب الأرض ، فمن القمع و إقصاء الطرف الآخر ، إلى الكذب والنفاق والخيانة ، ولا تسأل عن تاريخ مشرف في حروب طاحنة رفع فيها كل الأطراف راية النصر ، إذ أن الخاسر الأكبر منها لم يكن سوى دم عربي سال من كؤوس الأعداء على أهازيج وأناشيد أبدع فيها شعراء العرب تمجيد قادتهم وجيوشهم وأجهزتهم الأمنية وبطولاتهم التي لم تتعدى حدود بلادهم الغارقة في الانحطاط السياسي والإقتصادي والديني والاجتماعي ، فكم هي عظيمة الشعوب العربية !

في بلاد العرب ، تنوع ليس له مثيل في توليفة تبهر كل المجتمعات الإنسانية ، فعند الحديث عن السياسة يمكنك أن تفاخر بالمشهد الديمقراطي الذي تعج به شوارع كل مدينة عربية ، فتجد كل حارة رفعت راية جماعة تنقاد خلفها كقطيع الأغنام ، وإذا تأملت قليلا حالة الإقتصاد ، تكتشف أنه متسارع على الدوام من أطوار النمو والإزدهار إلى مقبرة الانكماش ، وهذا ليس ناشئا عن ارتفاع معدلات البطالة واحتكار السلع وأدوات الإنتاج ، أو بسبب سوء استخدام الموارد وضعف خطط التنمية والجهل في تطبيق نظريات الإقتصاد ، بل إنك إذا أمعنت النظر في التربية الدينية والمجتمعية والأخلاقية ، تزداد قناعاتك ويطمئن قلبك وتحمد رب العباد أنك خلقت واستوطنت في هذه البلاد .

إذن من أين سنبدأ الكلام وكيف من الممكن أن نفرغ مما في جعبة صدر أثقله صمت طويل ، هل نتحدث عن رؤوس أموال عربية تتهافت على شراء أندية كرة القدم الأوروبية ، وبيوت عربية تنام خاوية من كسرة خبز ؟ أم لعلنا سنخوض في الجدال طويلا عن دعم حركات تتدعي أنها دينية ؟ وهي ليست سوى أداة قتل وترويع لشيوخ وأطفال ونساء ليس لهم سوى رب رحيم يحفظهم من أيدي هؤلاء المرتزقة الشياطين ، ولربما سنكون كارهين عند تذكر تلك الأنظمة الديكتاتورية المستبدة التي لا تحكم شعوبها إلا بالدم والذبح والتعذيب في المعتقلات والسجون ؟ 

أين المفر في أوطان ليس فيها للإنسان من قيمة تذكر ؟ وماهي سيرة حياتك التي لاتزال بغباء تفاخر فيها بعروبتك ؟ بفقرك أم بجهلك أم بكبتك ؟ أم بأحلامك التي لن تشاهدها إلا في منامك ؟ 

استيقظ أيها العربي من سباتك ، وانظر من حولك إلى شعوب الأرض ، تعلم من تجاربهم ، وتأمل في سيرة حياتهم ، قبل أن تبتهج لخطابات القادة والحكام حين يخدعونك بقولهم أنك وأمثالك شعب عظيم !!         

هناك 6 تعليقات:

  1. للاسف :(
    مع انه المفروض انا خير أمة أخرجت للناس !
    لكن فعلا مش عارفه من وين نبدأ الكلام ووين الغلط بالزبط اللي وصلنا لهالدرجه الفظيعه من كل شي سيء بنعاني منه ؟!

    الله يفرجها علينا يا رب ويهدينا لسبيل الصواب .

    ردحذف
  2. نيسانة التدوين :)

    ليس لدي ما أضيفه سوى أن أضم صوتي لصوتك بالدعاء ...

    كل الود والتقدير

    ردحذف
  3. صباح الخير اشرف .... بتعرف انا ما عندي مشكلة بالعروبة
    بحس دائما انها بيتنا ... و عمروا البيت كلن مشكلة . السكان هم سبب المشاكل
    :)
    كل عام و انت بخير مع انها متاخرة كتير

    ردحذف
    الردود
    1. صباحك سكر وعنبر يا لبنى :)

      انا متلك تماماً ودائما عم بفكر انو المشكله فعلا بالسكان مش بالبيت :)

      معايدتك لها نكهة خاصة عندي حتى ولو كانت متأخرة :)

      لك مني كل الود

      حذف
  4. بكل بساطة رح أعلق ب الله يفرجها

    ردحذف
  5. الغاليه نور :)

    وأنا معك أردد الدعوة في السر والعلن :)

    مودتي وتقديري

    ردحذف