كان نافد الصبر في كل زيارة تصفحية له على موقع التواصل الإجتماعي الأول " فيس بوك " ولعل ما كان يبرر الإفراط في السأم ، ارتفاع منسوب التخلف الديني والعربي فيما كان يتعثر به من صفحات نالت إعجاب أصدقائه في ملخص أخبارهم على صفحة " Home " فمن صور لإطفال يعانون من مجاعات وويلات بشرية ، تستدعي في نفسه مبادرات الدعم والتضحية والإيثار، والتي لم تكن لتجدي نفعا لو كان سبيلها بالمال أو الكلمة الطيبة ، بل بتحفيز سبابته للضغط على كلمة في أسفل الصورة " Like " كي يؤدي بذلك واجبه الإنساني المقدس .
ولربما كان ينقص عقيدته التوكيد بضغطة " Like " أخرى ، كي يشارك في حصد أكبر تجمع للموحدين بالله عز وجل ، بعدما تلقى رسالة تحذيرية من المشرفين على تلك الصفحة بارتداده عن دين الإسلام وانضمامه المعنوي لجماعة الإخوان العلمانيين في حال امتناعه عن ضغطة الـ " Like " ، حتى أنه توجس في نفسه خيفة من دعوة صفحة عابرة ظهرت على حين غره ، بعد أن طالبته بضغطة " Like " خاطفه ، ثم الصلاة على الحبيب المصطفى ، كي لا يتهم بمساندة الصفحات المحرضة على الإساءة للرسول الكريم .
وكم تغيرت قناعاته عند الدعاء بأمنيات كان يود لو أنها تتحقق ، فصور الأطفال الملائكية ، كان يتتبعها من صفحة بادرت بالإلحاح عليه كي يضغط "Like " أولا ، ثم يدعو المولى عز وجل بذرية تشبه في جمالها هؤلاء الإطفال ، ولكي لا يغفل عن التسبيح بعظمة رب العباد ، ظل يتفكر بكل صور عجائب الخلق التي أبدعها الرحمن ، والتي كان يتشاركها الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء من صفحات فيسبوكية لا تعد ولا تحصى ، ولكن شريطة الضغط بـ " Like " كي ينال الأجر والثواب .
وبعد أن تشنجت مفاصل ذراعه ونفرت العروق كأسلاك شائكة في كف يده ، من ضغطة " Like " هنا وأخرى هناك ، يقرأ عبارة على حائط امرأة تبكي حبا لم يأت في الساعة الواحدة بعد منتصف القهر ، لم يضغط " Like " ، فلقد كانت يده ترتعش بعد قراءة كلماتها التي ظلت متتابعة بالظهور على صفحة " Home " ، فهو رجل لا تغويه إلا امرأة تجيد التعبير عن مشاعر الحب ، يجد في هذا النوع من النساء فتنة استثنائية ، تمضي بروحه إلى دروب ممهدة للعشق .
وبعلامات استفهام عبرت أفكاره وتساؤلاته ، لم يجد سبيلا للحديث معها ، إلا بإدراج تعليق في متن واحدة من كتاباتها ، " الحب يأتي دوما من وراء أبواب موصدة لا نسعى لإيجاد مفاتيح قلوبها " ، لا تعقب على كلماته إلا بعلامات تعجب ، يؤوب مجددا إلى أزرار حاسوبه ، ليكون أكثر وضوحا ، " حين تلتقي القلوب بعد فراغ عاطفي ، لابد أن تتحرر من ذكريات الماضي بكل هزائمه وخيباته ، كي لا تبكي حبا قد يأتي الآن ويرحل غدا " .
تنقضي الساعات ولا يجد ردا على كلماته إلا بالصمت ، ثم يختفي اسمها من قائمة الأصدقاء ، يثني على حظه الذي يعاكسه على الدوام في العثور على امرأة تتناسب مع مقاسات أحلامه ، ويختم هزيمته العاطفية بعبارة يدونها على حائطه الفيسبوكي المهمل " إذا كان الاعتراف بالذنب فضيله ... فإن الاعتراف بالحب لامرأة في هذا الزمان قد أصبح أكبر خطيئه " ، ليجدها وقد بعثت له بضغطة " Like " بعد أقل من ثلاثين ثانية ، إلا أنها لم تكن كافية لاستجداء الأمل عنده في محاولة الحديث إليها مجددا .
ولربما كان ينقص عقيدته التوكيد بضغطة " Like " أخرى ، كي يشارك في حصد أكبر تجمع للموحدين بالله عز وجل ، بعدما تلقى رسالة تحذيرية من المشرفين على تلك الصفحة بارتداده عن دين الإسلام وانضمامه المعنوي لجماعة الإخوان العلمانيين في حال امتناعه عن ضغطة الـ " Like " ، حتى أنه توجس في نفسه خيفة من دعوة صفحة عابرة ظهرت على حين غره ، بعد أن طالبته بضغطة " Like " خاطفه ، ثم الصلاة على الحبيب المصطفى ، كي لا يتهم بمساندة الصفحات المحرضة على الإساءة للرسول الكريم .
وكم تغيرت قناعاته عند الدعاء بأمنيات كان يود لو أنها تتحقق ، فصور الأطفال الملائكية ، كان يتتبعها من صفحة بادرت بالإلحاح عليه كي يضغط "Like " أولا ، ثم يدعو المولى عز وجل بذرية تشبه في جمالها هؤلاء الإطفال ، ولكي لا يغفل عن التسبيح بعظمة رب العباد ، ظل يتفكر بكل صور عجائب الخلق التي أبدعها الرحمن ، والتي كان يتشاركها الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء من صفحات فيسبوكية لا تعد ولا تحصى ، ولكن شريطة الضغط بـ " Like " كي ينال الأجر والثواب .
وبعد أن تشنجت مفاصل ذراعه ونفرت العروق كأسلاك شائكة في كف يده ، من ضغطة " Like " هنا وأخرى هناك ، يقرأ عبارة على حائط امرأة تبكي حبا لم يأت في الساعة الواحدة بعد منتصف القهر ، لم يضغط " Like " ، فلقد كانت يده ترتعش بعد قراءة كلماتها التي ظلت متتابعة بالظهور على صفحة " Home " ، فهو رجل لا تغويه إلا امرأة تجيد التعبير عن مشاعر الحب ، يجد في هذا النوع من النساء فتنة استثنائية ، تمضي بروحه إلى دروب ممهدة للعشق .
وبعلامات استفهام عبرت أفكاره وتساؤلاته ، لم يجد سبيلا للحديث معها ، إلا بإدراج تعليق في متن واحدة من كتاباتها ، " الحب يأتي دوما من وراء أبواب موصدة لا نسعى لإيجاد مفاتيح قلوبها " ، لا تعقب على كلماته إلا بعلامات تعجب ، يؤوب مجددا إلى أزرار حاسوبه ، ليكون أكثر وضوحا ، " حين تلتقي القلوب بعد فراغ عاطفي ، لابد أن تتحرر من ذكريات الماضي بكل هزائمه وخيباته ، كي لا تبكي حبا قد يأتي الآن ويرحل غدا " .
تنقضي الساعات ولا يجد ردا على كلماته إلا بالصمت ، ثم يختفي اسمها من قائمة الأصدقاء ، يثني على حظه الذي يعاكسه على الدوام في العثور على امرأة تتناسب مع مقاسات أحلامه ، ويختم هزيمته العاطفية بعبارة يدونها على حائطه الفيسبوكي المهمل " إذا كان الاعتراف بالذنب فضيله ... فإن الاعتراف بالحب لامرأة في هذا الزمان قد أصبح أكبر خطيئه " ، ليجدها وقد بعثت له بضغطة " Like " بعد أقل من ثلاثين ثانية ، إلا أنها لم تكن كافية لاستجداء الأمل عنده في محاولة الحديث إليها مجددا .