كتلميذ نجيب في يوم الامتحانات الدراسية ، استيقظت قبل صياح الديك حين تتشقق عتمة السماء بخيوط الفجر ، وبالغت في الوقوف غير المبرر امام المرآة ، إذ كنت أخشى خسارة بضع علامات على المظهر و (( الهندام )) ، وحينها لن يجدي حفظي لكل قصائد الغزل الموزونة على شتى بحور الشعر ، فمعلمتي صارمة في تقييم تفاصيل الأداء العشقي ، ولديها من الأسباب ما يعجل في رسوبي المبكر قبل اكتمال الإجابات العاطفية في كراسة القلب والروح ، وحينها لن تجدي الحيرة أمام تساؤلاتها في التعريف المجازي لكلمة الحب .
معلمتي تبالغ في الادعاء عن خيبتها بتلميذ توقعت من قلبه الكثير ، فهو حين أنشدها نغما يمشي بين غياهب الهوى ، جعلت أصابعها في أذنيها خشية الاعتراف بالحب ، وعندما أعرب جمل الايام من قبلها بالعشق الناقص ، سخرت من بلاهته في قواعد الحب عند النساء ، ولما أسهب في كتابة قصة رومانسية تتفرد فيها بدور البطولة ، أشاحت بقلبها ولم تعقب ، وعزمت أمرها على تمزيق الاوراق قبل قراءة التفاصيل .
كيف إذن سأرضى بالتوقيع على شهادة دونت فيها رسوبي المبهر في مبحث الحب ، بعد أن رفضت السير معي في أي درب من دروبه المرئية او المسموعة ؟
هل الحب يخلق من العدم ؟
إذا كنت حقاً معلمة في الحب ، دعيني إذن اخلع دور التلميذ ، وهلمي كي نتناظر في مفاهيم العشق الممنوع من الصرف ، حين يكون الحبيب نائب فاعل مجهول ، تقديره ضمير مستتر الظهور ، وتعالي إلى مواجهة مباشرة تلتقي فيها عيناك بعيوني المحمومة بالشوق المتداعي في حضرة الغياب ، وإياك ثم إياك أن تتراجع مواقفك الحازمة عن الحب الكاذب والفراغ العاطفي الذي يشغله قلب عابر ، فحين تلتف ذراعي حول خصرك النحيل الممتلىء ، ويحترق صدري بتنهيدات تعترفين في كل نفس منها ، بقدرتي على احتوائك في أجمل قصص الحب ، سيغفر لك القلب ما جنيت عليه من ظلم الهجر والجفاء .
أنا المعلم الآن ، وأنت ستكونين تلميذتي الصغيرة ، ودرسنا الأول في منهاج الحب على طريقتي ، أن تختاري الإجابة الصحيحة بين هذه الكلمات :
- أحبك
- أعشقك
- أتنفس هواك
- جميع ما ذكر أعلاه
فأي الإجابات ستختارين يا حبيبتي ؟