بموكب مهيب ، استدعى وصوله إغلاق الطريق العام وخمسة شوارع فرعية ، يخرج (( عريسنا الزين )) من السيارة ، وقد أحاطت به الجموع التي تجمهرت من حوله بين قريب وصديق وجار وزميل ، وعلى دفوف الأيادي وتصفيقها الحار ، ثم هتافها بصوت رجل واحد ، لإكثار الصلاة على النبي الحبيب ، بنبرة حماسية متتابعة التكرار لرد عين الحاسدين التي سيقتلعها العود ، يدق باب عروسه ، وتفتح له أبواب نعيم الدنيا وفردوسها ، فيقبل يد والديها ويتبارك بهما ، كمحاولة للتعبير عن خالص مودته وامتنانه بجزيل عطائهما في ترشيحه لمنصب رفيع المستوى ، فهو من سيحفظ عرضهم من دمث الطامعين في كريمتهم المصون ، بعد أن تم اعتماده بمهر مؤجل الدفع ، و نفقات زهيدة لتجهيز العروس وتأمين انتقالها بيسر لا يتبعه عسر إلى بيت زوجها .
ويسير الموكب مجددا قاصدا فندقا لا تقل نجومه عن الخمس ، وتنقضي الليلة الأولى بعتاب خفيف الظل على جودة الطعام وعدم كفايته للمدعوين الطارئين من أهل العروس ، ويبتسم هو في وجهها والغيظ يلتهم أعصابه كلما تذكر أنها لم تقبل يد والدته بعد أن زينت عنقها بعقد ماسي ، وتبالغ هي في وصفها لقلة ذوق بعض أفراد عائلته الذين أصروا على اصطحاب أولادهم إلى العرس رغم تأكيد بطاقات الدعوة لهم بأن جنة الأطفال في منازلهم .
وهذا جعل باب الحوار ينشرع على مصراعيه كي يذكرها ببعض المواقف التي يتحفظ عليها من اليوم الأول في أسلوب كلامها مع شقيقاته حين رفضت مساعدتهن لها في حمل ذيل فستانها عند دخولهما إلى قاعة الاحتفال ، مما أثار حفيظتها من نساء عائلته واحتلالهن لمنصة الرقص بأجسادهن البدينة التي زاحمت (( هزات الوسط )) الرشيقة لأقربائها وصديقاتها ، فبادر إلى مقاطعتها من باب التذكير والتحذير ، كي لا تنسى أنه من دفع تكاليف هذا الزفاف ، وكان ذلك سببا كافيا لها لتقرع أبواب ذاكرته بالأيام الخوالي التي قضاها وهو يتوسلها كي توافق على الزواج منه .
لم يتوانى هو حينها بعد أن صعدت فقاعات الدم المتداعية في الغليان إلى أعلى نقطة في رأسه ، ليستعرض لها قائمة من الأسماء المرتبة على الحروف الأبجدية لفتيات رفض الزواج منهن رغم إشعالهن لشموع الحب في أصابعن العشرة ، وبادرت هي عند شدة وطأة هذا الحوار ، لتسخر من ثقته بنفسه وتبالغ في الإفراط والتفريط بأن الأنوثة لم تولد من قبلها ، وأن عتبة بيتها كانت تتكسر في كل يوم تحت أقدام العرسان المتأهبين لإحضار (( لبن العصفور )) لها .
ولا تزال تسأله أن يرطب لسانه بالشكر لرب العالمين على مشيئته بأن تكون من قسمته و نصيبه ، ويلهمها كي تتزوجه بعد أن استبدلت الأدنى بالذي هو خير ، ولكن هي ساعة القدر التي يعمى فيها البصر ، ظلت ترددها وتقلب كفيها ما بين حسرة وندم على هذا العريس (( الغفله )) الذي دفع الثمن البخس في سوق النخاسة معتقدا أنها ستكون كجارية تحت قدميه ، أو أنه سيقطع رأس الهرة في ليلة دخلتها كي لا تموء في حضرة مجلسه من بعدها ، وهكذا ظلت تحذره من عواقب غضبها حتى دقت نواقيس كبرياء رجولته و صفعها على حين غره ، فكانت القشة التي قصمت ظهر هذا الزواج السعيد في يومه الأول .
ويسير الموكب مجددا قاصدا فندقا لا تقل نجومه عن الخمس ، وتنقضي الليلة الأولى بعتاب خفيف الظل على جودة الطعام وعدم كفايته للمدعوين الطارئين من أهل العروس ، ويبتسم هو في وجهها والغيظ يلتهم أعصابه كلما تذكر أنها لم تقبل يد والدته بعد أن زينت عنقها بعقد ماسي ، وتبالغ هي في وصفها لقلة ذوق بعض أفراد عائلته الذين أصروا على اصطحاب أولادهم إلى العرس رغم تأكيد بطاقات الدعوة لهم بأن جنة الأطفال في منازلهم .
وهذا جعل باب الحوار ينشرع على مصراعيه كي يذكرها ببعض المواقف التي يتحفظ عليها من اليوم الأول في أسلوب كلامها مع شقيقاته حين رفضت مساعدتهن لها في حمل ذيل فستانها عند دخولهما إلى قاعة الاحتفال ، مما أثار حفيظتها من نساء عائلته واحتلالهن لمنصة الرقص بأجسادهن البدينة التي زاحمت (( هزات الوسط )) الرشيقة لأقربائها وصديقاتها ، فبادر إلى مقاطعتها من باب التذكير والتحذير ، كي لا تنسى أنه من دفع تكاليف هذا الزفاف ، وكان ذلك سببا كافيا لها لتقرع أبواب ذاكرته بالأيام الخوالي التي قضاها وهو يتوسلها كي توافق على الزواج منه .
لم يتوانى هو حينها بعد أن صعدت فقاعات الدم المتداعية في الغليان إلى أعلى نقطة في رأسه ، ليستعرض لها قائمة من الأسماء المرتبة على الحروف الأبجدية لفتيات رفض الزواج منهن رغم إشعالهن لشموع الحب في أصابعن العشرة ، وبادرت هي عند شدة وطأة هذا الحوار ، لتسخر من ثقته بنفسه وتبالغ في الإفراط والتفريط بأن الأنوثة لم تولد من قبلها ، وأن عتبة بيتها كانت تتكسر في كل يوم تحت أقدام العرسان المتأهبين لإحضار (( لبن العصفور )) لها .
ولا تزال تسأله أن يرطب لسانه بالشكر لرب العالمين على مشيئته بأن تكون من قسمته و نصيبه ، ويلهمها كي تتزوجه بعد أن استبدلت الأدنى بالذي هو خير ، ولكن هي ساعة القدر التي يعمى فيها البصر ، ظلت ترددها وتقلب كفيها ما بين حسرة وندم على هذا العريس (( الغفله )) الذي دفع الثمن البخس في سوق النخاسة معتقدا أنها ستكون كجارية تحت قدميه ، أو أنه سيقطع رأس الهرة في ليلة دخلتها كي لا تموء في حضرة مجلسه من بعدها ، وهكذا ظلت تحذره من عواقب غضبها حتى دقت نواقيس كبرياء رجولته و صفعها على حين غره ، فكانت القشة التي قصمت ظهر هذا الزواج السعيد في يومه الأول .
waaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaal
ردحذف!
shiklo safa3tho mo safa3aha!
:)
---------
kalematak jad raheebeh ya Ashraf
دكتور هيثم :)
حذفوالله شكلو الجماعه صفعوا بعض من اول كلمة عتاب في لحظات كان لازم تكون احلى لحظات :(
خالص مودتي
:)
ردحذفهناك مثل هذه العروس مما هن حولنا
تقريباً تكون نهايتها الطلاق
فهي لا تنكسر أبدأً مهما حدث
صحيح لا يكون الطلاق من اليوم الأول :)
لكنه يأتي في النهاية
التكبر والغرور لا يأتي بأي نتيجة في هذه الأمور بالضات
نسرين :)
حذففعلا كلامك صحيح ... لأنو العلاقات الزوجية اللي بتبدا بهيك أساس وبكون كل طرف شايف حالو على التاني ومو مصدق ... أكيد بتكون النهاية بالانفصال حتى لو ما كان من اول يوم :(
كل التقدير لحضورك
that is not a good start for a life commitment...
ردحذفNoura :)
حذفI'm so glad to see you again in this virtual world with your new blog " living in the past " I'm sure it will be amazing like your old one
waiting to read more posts from (( قلمك البيروتي الجميل )) :)
best regards
بداية درامية مثيرة
ردحذففيها ...
تنبؤ بزواج فاشل
و نصيحة مبطنة للأزواج بتجاوز التفاهات لتحيق حياة لها معنى وفيمة
تحيتي
أزال المؤلف هذا التعليق.
حذفأهلا زينه :)
حذفدائما تلخصين ما يدور في ذهني بعبارة رائعه (( ماشاء الله عليكي )) :)
لك مني كل التقدير
:)
حذفقدرات زينه في قراءة المعنى المبطن رهيبه ...ديماً بتفهمني صح ايش ما كتبت :)
اما العرسان فمنيح اللي خلصوا عالبدري :( اي شو هالعيشه اللي بدهم يوقفوا لبعض فيها على النكشه؟؟؟
نيسانة التدوين :)
حذفألف مليون بليون ترليون مليار الحمدلله على سلامتك ... نور البلوغر والله :)
الله يديم عليك الصحة والعافية يارب وتنورينا دائما يا نيسانة النساء :)
umzug
ردحذفأشكرك وجدا :)
موضوع ممتاز جدا
ردحذفentrümpelung-entrümpelung
entrümpelung wien
entrumpelung wien
حذفأشكرك وجدا