الجمعة، 3 يونيو 2011

ثورة الاشتياق

أتعتقدين يا حبيبتي أن جفاءك سيثني ثورة الاشتياق أو يخمدها ؟

إذن فهذه رسالة أشواقي الثائرة على ذلك التهديد والوعيد ، والذي أقسمت جهد أيمانك أن تستأصلي به كل لوعة وحنين تسري بين ثنايا روحي ، وتمضي منه قدما بجبروت أنوثتك الطاغية في الحسن ، شهقة ... شهقة ، و نبضة ... نبضة ، وتنهيدة ... تنهيدة .

في كل يوم يحترق قلبي بألف ألف شعلة شوق ، وأنت هناك في برج عاجي ، تتربعين على عرش نساء الأرض ، وتراقبين منه ثورة أشواقي المتداعية في فرض حصارها ، تارة تبتسمين ، وتارة تؤكدين أن ملكة الملكات ، وتارة تختبئين وراء جدر من حمى الصمت ، وتارة ترسلين لي مرتزقة من أشباه النساء ، لعلي أنهزم أمامهن وأعلن استسلامي وخضوعي عن قراري في محاكمة قلبك لدى محكمة عشقي الأبدية ، والتي قررت سلفا أنها ستحبك في كل يوم أكثر .

ياسمينة بلاد الشام هلمي ، إنني لا أخشى على نفسي أن أتعطر بعبق جسدك ، كدليل دامغ على ولائي المطلق وانتمائي إليك ، وعندها فليرسلوني وراء غياهب الشمس ، وليغرسوا خناجرهم في قلبي ، فإما قلبك أو الموت دونه .

أواه كم اشتقت لتنهيدتك المحمومة يا حبيبتي ، لازالت تسري بين شراييني وأوردتي ، لم أكن أدري حينها كيف أثور لأخلع الأغلال والقيود التي لطالما رضيت بهوانها خوفا من عاقبة المصير ، بل إنني غفلت عن تعلم دروس الثورة في ميدان الفسطاط وبين أزقة سيدي بوزيد ، رضيت بحياة تبعدك عني ، وسرت في دمائي أوبئة نمطية خانعة ، تكتسي بأقنعة زائفة بليدة ، فأصبحت حيا بلا حياة ، وميتا دون نعش ، أنام وأستيقظ في يوم ، لا يختلف فيه إلا تعداد أرقام متتابعة في ذاكرة الزمن .

أتراه قد كتب علينا أن لا نلتقي ؟

أم أننا كنا دوما قريبين في المكان ذاته ، ولكن أقدارنا كانت مستعصية بحواجز الآخرين ؟

إسألي جبل قاسيون ، وأسألي بحر بيروت ، كم بحثت عنك ، وكم ذرفت دموعا ما انفكت عن مناجاتك ليل نهار ، ولكنني كنت أجوب في فلوات الفراغ وحيدا ، وأنادي عليك بحروف اللغة التي استثنت اسمك تواطؤا مع النصيب والأرزاق والآجال ، لترحلي إلى أقصى الكرة الأرضية قبيل اللقاء ، بعد أن كان يفصل بيننا مسيرة ساعات ، فكيف هو الوصول إليك الآن ؟

يا ليت كلماتي تحملني وتطير بي إلى ميناء ذراعيك ، فتمسدي جبيني بأصابعك الثلجية ، وتضميني بشوق محموم ، كطفل عابث أدرك أن الحياة بنعيمها ، لا تضاهي نشوة الفرح بحنان صدر الأم ، فهل من الممكن أن تترك الأم ولدها وهو يتوسلها بالمجيء ؟

لست مقتنعا بكلامك يا مروان خوري عندما تغنيت حزينا بقصر الشوق الذي ذاب العمر ببناءه على سفوح من الرمال ، لأن الحلم سيكتمل ويكبر ، ولن يجدي بعد اليوم الانتظار والترقب والصمت ، بل المضي إلى الأمام في ثورة الاشتياق ، لأن القلب ... يريد ... لقاء الحبيب .

هناك 12 تعليقًا:

  1. الله يهدي البال ^_^

    ردحذف
  2. أخى الفاضل: أ/ أشرف
    تقبل مرورى
    وخالص تقديرى واحترامى

    ردحذف
  3. إلى ميناء ذراعيك
    beyond حلو

    "كيف و أنا أعمل حالي شاطر بالعنجليزي" :]]]

    --
    جميل ك"دوماً" يا أشرف ، جميل

    ردحذف
  4. Mar7ba Ashraf

    Love it, you are such a romantic person even though you’re talking about Syria here i assume i hope am not wrong.
    But either way if it was for a woman or country, you have a very beautiful spirit mashallah.

    Have nice day

    ردحذف
  5. orangee

    الله يهدي بال الجميع :)

    كل الود

    ردحذف
  6. استاذي الحبيب محمد الجرايحي

    دوما يسعدني ويشرفني تواجدك على صفحات مدونتي :)

    كل الود

    ردحذف
  7. هيثم :)

    إنت مو شاطر وبس بل حروفك ترسم دوما على شفتي احلى ابتسامه :)

    كل الود

    ردحذف
  8. نوارة المدونه :)

    كم أنا سعيد أنها أعجبتك يا أحلى نور في الدنيا كلها :)

    نعم معك حق أنا أتحدث عن سوريا بطريقة مبطنة وكم يشرفني دائما أنك ذواقة متميزة للكتابات الرومانسية ... كم يسعدني هذا ويحفزني للكتابة أكثر :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  9. mar7ba ashraf


    kolk zo2, and who doesn't like a little romance in their lives?????????????

    am glad we get to find here in your amazing words .

    ردحذف
  10. نوارة المدونة :)

    أتمنى أن تكون كلماتي دوما عند حسن ظنك :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  11. I can tell from your posts that you are romantic, but this post shows is at its best !

    We envy Syria , she is a lucky lady :)

    Lebanese Noura :)

    ردحذف
  12. نورا يا نورا :)

    بل هو ذو حظ سعيد من يحظى بامرأة تكون له وطنا وأم :)

    لك مني كل الود

    ردحذف