الثلاثاء، 29 يونيو 2010

حياتنا محطات انتظار

لماذا لا نستمتع بمراحل حياتنا المختلفة ؟

بهذا التساؤل تتلخص دورة حياة الإنسان العربي ، فقبل معرفة والديه بقدومه لهذه الدنيا ، تكون محطة الانتظار الأولى التي تؤرق لحظات السعادة في زواجهما مبكرا وهما في انتظار خبر الحمل السعيد ، وبعد اجتياز تلك المحطة ينتقلان إلى محطة انتظار جديدة تسرق منهما فرحة الاستمتاع بخبر الحمل لثلاثة شهور أخرى حتى يتم معرفة جنس المولود وما أن تنتهي تلك المحطة حتى ينتقلان إلى محطة انتظار مقلقة جدا تمتد على مدار ستة شهور أخرى في أن تكون الولادة طبيعية وأن يرزقان بمولود تام الخلقة .

فرحة الاستمتاع بتلك اللحظة لا تتم إلا لدقائق معدودة حيث يتم الانتقال بعدها لمحطة ترقب انتظار المولود في تقبل رضاعة حليب أمه وإذا تم ذلك فلن تكون السعادة شعار المرحلة القادمة لأن الأم ستدخل بعدها عدة محطات انتظار في آن واحد ، فتبدأ تحدث نفسها متى ستظهر أسنان طفلي ؟ ومتى سيمشي ؟ ومتى سيتكلم ؟ ومتى سأنتهي من رضاعته ؟ وتمضي ثلاثة سنوات في محطات الانتظار المسلوبة المتعة حتى يصبح الطفل يمشي ويتكلم ويلعب ويأكل ويشرب بشكل طبيعي .

بعدها يدخل الطفل إلى المدرسة وهنا تأتي محطة انتظار طويلة عنوانها وصوله إلى الثانوية العامة واجتيازها بنجاح ولكن هل نجاحه سيرتبط بمتعة تدوم لفترة طويلة ؟ بالطبع لا وذلك بسبب دخول محطة انتظار قبوله في إحدى الجامعات وما أن يتم القبول تبدأ مرحلة انتظار تخرجه من الجامعة .

وعند التخرج ستكون لحظات السعادة قصيرة جدا لأن محطة الانتظار الجديدة تلوح بالأفق في تمكنه من الحصول على وظيفة تؤمن له لقمة العيش ، وما أن يستقر في عمل ما حتى تضيع لحظة الفرح سريعا وتبدأ محطة انتظار زواجه ، وما أن يتم الزواج حتى تبدأ دورة حياة الانتظار من جديد مع أولاده وهكذا هي حياة الإنسان العربي عموما .

بالتأكيد هنالك العديد من الأفراد الذين قد يتعثرون في تجاوز إحدى محطات الإنتظار وإذا حصل ذلك فحياتهم تتوقف تماما عند تلك المحطة وينحصر تفكيرهم بشكل مطلق في التمني بتجاوزها ، فمثلا من لم يتزوج تتوقف حياته عند تلك المحطة ومن لم ينجب كذلك ومن لم يعمل يبقى أسير محطة التخلص من البطالة ومن لم ينجح في دراسته تتجمد حياته على أعتاب هذه المحطة وهكذا .

ليس بالضرورة أن تكون محطات الانتظار التي ذكرتها تنطبق على الجميع ولكن المبدأ واحد في حياتنا كعرب ، فهنالك مثلا من ينتظر أن يصبح ثريا فيقضي أيامه إما بالتفكير أو العمل أو التمني في سبيل تحقيق ذلك وخلال وقوفه في محطة الانتظار تلك ينعزل عن كل مظاهر المتعة في الحياة ولايشعر بالسعادة أو يحاول على الأقل أن يسرق لحظات من الزمن في التلذذ بأمور أخرى وهكذا هي حال الإنسان العربي في أية محطة يتوقف عندها ويرفض مغادرتها مع أي قطار عابر في رحلة سعادة مؤقتة في هذه الحياة .

ولذلك فالفرق الرئيس بين أجيالنا وأجيال آبائنا وأجدادنا أننا لم نعد نؤمن بتلك المقولة الشهيرة (( عيش يومك )) والتي أعتقد أنها لم تعد موجودة في قاموس حياتنا ، ومن هنا أصبح التفكير بالمستقبل هو شغلنا الشاغل في هذه الحياة ولم نعد نستطيع ولو بشكل بسيط أن نستمتع بحاضرنا بأي شكل من الأشكال .

كلنا لديه هموم ومشاكل تزعجه وتؤرق حياته ولكن الحياة ليست فقط تخطيط وتدبير للمستقبل ، لابد من أخذ استراحة بين الساعات الأربعة والعشرين خلال كل يوم ، وأنا لا أقصد بالاستراحة هنا كسر روتين الحياة اليومية فقط ، بل لا بد من إيقاف العقل عن التفكير في كل شيء والتركيز فقط على لحظة متعة مشروعة لكل فرد منا في هذه الحياة .

ولذلك لا تجعلوا حياتكم محطات انتظار فقط ، ولاتجعلوا مخاوف المستقبل المجهول تسرق لحظات سعادة جميلة تكون في متناول أيديكم (( فالحياه حلوه بس نفهمها )) ، أليس كذلك ؟

السبت، 26 يونيو 2010

الهديه ما عجبتها

بمطلع قصيدة (الأخطل الصغير) بشاره خوري (( يا عاقد الحاجبين .... على الجبين اللجين )) تم استقبال (( عامر )) من قبل والده وشقيقه الأكبر (( عادل )) عند قدومه لمتابعة مباراة البرازيل في المونديال الإفريقي برفقتهم والتي تكتمل إثارتها بصحبة روائع المتعة والتشويق التي يتم تنظيم ألحانها على مدار تسعين دقيقة من قبل (( المايسترو عصام الشوالي )) الذي لا تحلو مشاهدة أية مباراة إلا إذا كان هو من يتسلم زمام التعليق عليها .

شقيقه (( عادل )) اشترى ( ريسيفر ) تم طرحه مؤخرا في الأسواق توجد فيه خاصية اختراق كل حواجز ( التشفير ) عن طريق التقاط ترددات من خلال الشبكة العنكبوتية ، تعيد المتعة المغتصبة قسرا من المواطن العربي في حقه بمشاهدة حدث رياضي يحدث كل أربع سنوات ، وهكذا أصبحت قرصنة أثرياء الفضائيات العربية في مواجهة دامية مع قراصنة ( الانترنت ) على سلب جيوب المواطن العربي المغلوب على أمره .

تراشقت الاسئلة من كل حدب وصوب على (( عامر )) كتراشق التسديدات في المباراة التي كانوا يتابعونها لمعرفة سبب وجومه وامتعاضه ولكنه احتفظ بصمته لفترة لم تتجاوز نهاية الشوط الأول من المباراة ليصرخ بشكل مفاجىء قائلا : (( الهديه ما عجبتها )) .

ثم أردف قائلا : (( اليوم عيد زواجنا العاشر وكنت محتار في الهدية اللي بدي أقدمها لزوجتي ، فنصحني صديقي بفكرة هدية ، الله لايسامحو على هالعمله ، إني أجيب صورة من صور زوجتي أيام خطوبتنا وأعطيها لرسام يرسمها وفعلا عجبتني الفكرة وكنت متوقع إنها رح تنبسط فيها كتير ، بس الله لايورجيكم شو صار أول ماشافت الصورة ، عصبت كتير وما حكت ولاكلمة وأخدت الصورة ومابعرف وين راحت فيها )) .

والد (( عامر )) بابتسامة صفراء قال له : (( يا بنيي في رجّال عاقل في الدنيا بذكر زوجتو بإنها بدت تكبر في العمر ؟!)) .

أما (( عادل )) فلم يتمالك نفسه من كثرة الضحك وتوجه إلى شقيقه معاتبا بقوله : (( إنت ناسي إنو وزن زوجتك صار أكتر من أربع أضعاف وزنها الحالي ، يعني لازم تذكرها يا شاطر )) .

في تلك اللحظة أدرك (( عامر )) كم كان مخطئا في سوء تقديره للأمور ، فالرجل عندما يرغب في تقديم هدية للمرأة كتعبير عن محبته لها ، لا يتوجب عليه أن يحصر تفكيره في مقاييس قد لا تعني للمرأة شيئا في بعض الأحيان ، فالأمر لا يتعلق دائما بثمن الهدية أو غرابتها بل بفطنة وذكاء الرجل في اختيار هدية تثير حرارة مشاعر المرأة وأحاسيسها وسعادتها بأنها دائما في عينيه أغلى مافي الوجود .

ولابد للرجل كذلك أن يتجنب اختيار الهدايا التي قد تذكر المرأة بأشياء لا تحب تذكرها وهذا الكلام ليس كلامي أنا فقط بل هو مثبت في العديد من الدراسات التي أجريت في هذا الموضوع .

فمثلا إذا كانت المرأة تعاني من ظهور حبوب في وجهها ، فليس من الحكمة أبدا أن يقوم الرجل بتقديم مستحضرات علاجية كهدية لها ، لأن مثل هذا التصرف لن يسعدها بالتأكيد بل سيشعرها بأنه متدايق من وجود هذه الحبوب في وجهها ، أو أن يقوم بشراء هدايا تذكرها بالأعمال المنزلية التي لا تكون بحاجة أبدا لتذكرها .

ولكن أيضا لابد من الاشارة إلى أن المرأة يتوجب عليها أن لاتظهر للرجل غضبها بسبب سوء اختياره للهدية ، لأن ذلك قد يدفع الرجل إلى الندم الشديد عن مبادرته تلك وقد لايحاول عمل ذلك مجددا وهذا سيؤثر حتما وبشكل سلبي على أواصر المحبة والمودة بين الطرفين في الاستمتاع بذكريات ومناسبات عزيزة على قلوبهما .

ومع اعتقادي أن قضية حسن اختيار الهدايا بين الأفراد في مختلف العلاقات الإنسانية التي تجمعهم هي نقطة في غاية الأهمية ولكن تظل الناحية المعنوية من تلك المبادرة هي الجانب المضيء لظلمة انزعاجنا من هدايا قد لا تناسبنا أبدا .

الأربعاء، 23 يونيو 2010

المرأه المثقفة جنسيا

لم أتوقع أبدا أن يكون موضوع الثقافة الجنسية سببا في ارتكاب جرائم القتل ولكن على مايبدو أن إزهاق الأرواح أصبح سهل التطبيق عند بعض الناس وهذا مؤشر خطير جدا ، إذ أن تقبل فكرة القتل في بعض العقول والاعتقاد بوجود مبررات مشروعة لذلك هي مرحلة متقدمة جدا من الآفات الاجتماعية التي تصيب المجتمع ، ويؤسفني أن أقول أن سفينة مجتمعنا الملقبة بالمدنية والحضارة قد أصبحت مهددة بالغرق في قاع محيط الرجعية والتخلف .

الأحداث ليست غريبة على من لديه اطلاع على طريقة تفكير بعض العقول المتأثرة بشخصية (( سي السيد )) تلك الشخصية العربية الجدلية التي أثارها الأديب نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة والتي تعكس الرجل العربي الذي يتظاهر بالفضيلة والوقار في بيته نهارا بينما يكون سفيها وتافها في ملاحقة شهواته وغرائزه ليلا .

وقد كنت قبل عدة شهور أنتقد بعض الكاتبات المحليات في تسليطهن للأضواء على قضية الثقافة الجنسية وضرورة نشرها بين أفراد المجتمع بطريقة علمية وبشكل لا يخدش الحياء أبدا لاعتقادي أن مثل هذه المواضيع تحتاج إلى ندوات علمية متخصصة وليس إلى مقال عابر في صحيفة يومية ولكني بعد حادثة القتل التي قرأت مسبباتها قبل يومين تراجعت عن نقدي وأرى أنه بات ومن الضروري وضع النقاط على الحروف في موضوع الثقافة الجنسية .

جريمة القتل التي حصلت كانت بطلتها إمرأة متزوجة حديثا من رجل استطاع بطريقة ما أن يستدرجها في الحديث عن علاقات جنسية لها قبل الزواج وقام بتسجيل تلك الاعترافات على هاتفه الخلوي وبعد علمها بفعلته تلك وخوفا على نفسها من الفضيحة التي قد تلحق بها قامت باستغلال نومه في منتصف الليل وقتلته بمسدسه الجاهز بالعتاد أو بمعنى أصح الجاهز لإزهاق الأرواح .

لا أريد مناقشة قضية آلة الموت تلك والتي أصبحت مشاعا في منازل العديد من الأشخاص بحجة أنهم يقتنوها لأغراض الدفاع عن النفس في حالة التعرض للخطر ، فهذا موضوع جدلي يطول الحديث فيه ولست هنا في صدد مناقشته في هذا الإدراج .

دعوني أروي لكم حادثة القتل تلك بطريقة مختلفة عن الخبر المنشور في الصحيفة ، فذلك الرجل عندما تزوج تلك المرأه وفي أول ليلة لهما اكتشف بطريقة أو بأخرى أن لديها ثقافة أو معرفة أو إن جاز التعبير لديها إلمام بالعملية الجنسية ولن أسرد هنا حتى لا يتم خدش حياء الإدراج أو تجاوز الخطوط الحمراء في الكتابة بعض التفاصيل التي جعلت ذلك الرجل يصل إلى تلك القناعة التي أدت إلى شعوره بالاشمئزاز والنفور من تلك المرأة وماتبع ذلك من هواجس ظنون السوء بأنها ذات أخلاق سيئة وليست كما كان يرى فيها الطهر والعفاف .

وبالتأكيد ليتخلص من تلك الهواجس والأفكار والظنون التي أصبحت تؤرق ليله ونهاره بدأ يتظاهر أمامها بمظهر الحمل الوديع محاولا استدراجها للحديث عن الماضي وذلك بالطبع لكي يؤكد صحة ظنونه وشكوكه أو يتراجع ويعترف أنه كان مخطئا ، وبالطبع فغباء تلك المرأة في تصديقها للمسرحية الهزلية التي قام الزوج بممارستها أمامها جعلها تقع في ذلك الفخ اللعين واعترفت له بكل الماضي معتقدة أنه لن يكترث وسيبدأ معها صفحة جديدة ويستر عليها ولكن بالطبع لم يحدث ذلك لأنه كان يعد العدة للتشهير بها وبالتالي عالجت الخطأ بخطأ أفظع وسيطر عليها الخوف بطريقة جعلتها تفقد صوابها وتقتله .

بالطبع قد يتسائل البعض عن سبب ذكري لشخصية (( سي السيد )) في بداية الإدراج وأعتقد أن الصورة أصبحت واضحة تماما ، فالرجل في مجتمعنا العربي لا يعيبه أبدا أن يكون مثقفا في الجنس بصرف النظر عن الطريقة التي اكتسب منها تلك الثقافة ، أما المرأة وأقصد هنا المقبلة على الزواج أو المتزوجة حديثا ، فمعرفتها ولو كانت سطحية في أمور الجنس فهذا يعني مباشرة أنها امرأة منحلة أخلاقيا وملعونة في الدنيا والآخره .

وحتى لا يحدث أي سوء فهم من كلامي فأنا لا أبيح العلاقات الجنسية للمرأة الشرقية أو الرجل الشرقي قبل الزواج ، ولكن ما أقصده أن الاطلاع أو الالمام أو التثقف بهذا الموضوع بأية طريقة من الطرق للمرأة قبل الزواج هي أكبر الكبائر في نظر العديد من الافراد في هذا المجتمع وحكم الإعدام الذي سيلحق بشرفها وعفتها وأخلاقها .
ولذلك أقول لكل الفتيات المقبلات على الزواج أو المتزوجات حديثا ، إياكم ثم إياكم أن تظهروا أي تصرف أو سلوك أمام رجالكن يدل على أن لديكن معرفة من أي نوع في موضوع الجنس فهو ليس كمعرفتكن بكيفية الأكل والشرب والنوم بل هنا الموضوع سيختلف كثيرا وسيكون سببا في اتهامكن بشرفكن وعرضكن ، فاحذرن كل الحذر لأن (( سي السيد )) لا يعترف بالقرن الواحد والعشرين ولايعترف بالعولمه ولايعترف بأن المرأة أصبحت متعلمة و لها شخصية وحضور وكيان في المجتمع بل لا يزال يعتقد أنها مثل (( أمينه )) لا تقوى على النظر في عيونه .

الاثنين، 21 يونيو 2010

الأسرار

بعد وقوعي ضمن القائمة التي اختارتها معلمتي الآنسه كياله في الحديث عن ستة أسرار قد لايكتشفها من يقابلني للمرة الأولى ، فقد سارعت بتجهيز كراستي وأقلامي للبدء بكتابة تلك الأسرار طمعا في النجاح في مساق مادة توطيد العلاقات التدوينية :)

1- أعشق اللون الأسود والرمادي .

2- حساس جدا ودمعتي قريبة جدا من عيوني فلا أستطيع مقاومة أية انفعالات إنسانية تحدث أمامي سواء كانت في حالة فرح أو حزن .

3- أحب الأماكن القديمة بجنون وأتوحد فيها وهي ربما تعكس رغبة دفينة بداخلي في أمنية لطالما راودتني لو أني كنت من زمن غير هذا الزمان .

4- أحب ساعة الغروب وأعشق فصل الخريف وأعتقد أن لذلك علاقة في أنني لا أتقن في هذه الحياة إلا الحزن.

5- لا أؤمن بتنبؤات الأبراج ولكن دائما لدي فضول في معرفة أبراج الأشخاص الذين أصادفهم في حياتي وذلك لاعتقادي بوجود سمات مشتركة في أغلب الأحيان بين الأشخاص الذين ينحدرون من ذات البرج وأجد متعة كبيرة في مقارنة معرفتي المسبقة حول خصائص برج معين مع تصرفات وسلوك الأشخاص من حولي مما يساعدني في كثير من الأحيان على فهم ومعرفة شخصياتهم بشكل أفضل .

6- أنا شخص قليل الكلام وأعشق الصمت كثيرا ( بعكس كلامي الكثير في المدونة طبعا ) ولكن لطالما كانت لغة صمتي سببا في توجيه الاتهامات لي من قبل العديد من الأشخاص بأنني لا أرغب بمجالستهم أو الحديث معهم ولكن الأمر ليس كذلك أبدا بل هو أنني أحب أن أنصت لمن حولي أكثر مما أتكلم .

هذه بعض الأسرار أو بمعنى آخر جوانب من شخصيتي أستطيع تحديدها وملاحظتها بدقة شديدة في نمط حياتي وقد لا يكتشفها من يجالسني لأول مره ، وأترك لكم التقييم في كيفية رؤيتكم وانطباعاتكم عنها في التعرف على شخصيتي و التي صدقا فيها العديد من الجوانب التي أعجز عن تحديدها في أغلب الأحيان .

الجمعة، 18 يونيو 2010

نجتمع على همسات واحده

الاختلاف بين الأفراد في الأفكار والمعتقدات والآراء والخبرات وحتى في الاهتمامات والهوايات المختلفة في أوقات الفراغ ، هي بالتأكيد سنة الحياة التي تضمن استمرارية دوران عجلة أيامها التي تتسارع كثيرا في هذا الزمان .

و لقد كنت دوما شديد الإعجاب بالشخصيات الإنسانية التي يتوحد في حضورها كل الأفراد على الرغم من اختلافاتهم في العوامل الديموغرافية كالعمر أو الجنس أو في اختلاف اتجاهاتهم العقائدية و الفكرية وحتى في تباين البيئات الإجتماعية التي تشكلت فيها شخصياتهم .

ومع دخولي لعالم التدوين في نهاية العام الماضي والتجوال في فلك المدونات العربية والأجنبية وبالتحديد المدونات الأردنية والتي لا تزال محدودة العدد نسبيا إذا ماقورنت مع مدونات دول عربية أخرى مثل مصر ودول الخليج لاحظت أن هنالك تنوعا لا بأس به سواء في طبيعة الأفكار التي يتم طرحها أو في طبيعة خصائص شخصية المدون والتي قد يعبر عنها من خلال الأحداث اليومية التي يتعايش معها وحتى من خلال سرد بعض التفاصيل التي تتعلق بجوانب اهتماماته في الحياة أو من خلال نقله لمشاهدات المجتمع الذي يعيش فيه في إطار قالب يتميز من شخص إلى آخر مما يؤكد أن الاختلافات بين الأفراد قد انتقلت إلى عالم التدوين والذي أصبح مرآة مصغرة للمجتمع .

هذه الاختلافات جعلت جموع المدونين منقسمين إلى فئات ومجموعات ، فتجد من له ميولا سياسية يتوجه لزيارة المدونات التي تتناول تلك القضايا وبالمقابل يزوره ذات المدونين الذين يكون قد تبادل معهم في مدوناتهم طرح تلك الأفكار والآراء وبذات الطريقة تجد من يتوجه إلى المدونين الساخرين أو من يكتب بهموم طلاب الجامعات أو من هو مهتم بالقضايا الاجتماعية أو الاقتصادية أو الشعر والخواطر النثرية وهكذا .

وصدقا ولغاية لحظة كتابة هذا الإدراج لم أجد مدونة أردنية اجتمع فيها كل جموع المدونين على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم كما في مدونة الأخت العزيزة جدا على قلبي زميلتي ( ويسبر ) في مدونتها الرائعة ( Things I like to whisper about ) .

( ويسبر ) حاليا انتهت من إعداد القالب الجديد لمدونتها أو كما أطلقت عليه ( New Look) وقد قمت باستغلال هذه المناسبة لكتابة هذا الإدراج المهدى إليها كتعبير بسيط عن مدى إعجابي بشخصيتها الإنسانية الرائعة والتي كم نحتاج إلى مثلها في هذه الأيام .

إن توحد جموع المدونين في مدونتها لم يكن مصادفة أبدا ، فهي تمتلك شخصية شمولية من طراز رفيع تمكّنها من الكتابة في مختلف المواضيع ونواحي الحياة المختلفة ولديها القدرة على فهم كلا الجنسين من الذكور والإناث بطريقة تجعلها قريبة جدا من طريقة تفكيرهم وهذا بالطبع ينطبق على مختلف الأعمار الذين تتفاعل معهم في مجتمع المدونات.

( ويسبر ) كذلك متواضعة إلى حد كبير وهذا يؤكد على مدى ثقتها بنفسها وإيمانها بقدراتها ومواهبها التي تمتلكها ، فتجدها تارة تعلن في مدونتها بين الحين والآخر عن انطلاقة مدون جديد وبذات الوقت تجدها تزور المدونين الجدد وتطرح إعجابها بما يكتبون بكل صدق وبعيدا عن أية مجاملات وتعبر لهم بكل سعادة وعفوية عن سرورها بانضمام أفراد جدد إلى مجتمع التدوين .

وكذلك فإن حبها الصادق لعالم التدوين ولزملائها المدونين وزميلاتها المدونات يجعلها دائمة التواصل معهم حتى وهي منهمكة في أمور عائلية أو مسافرة إلى مكان ما وهذا إنما يدل على مكانة التدوين ومكانة زملائها في حياتها .

( ويسبر ) تتميز بعفويتها وروحها المرحة عند كتابة الإدراجات أو عند التعليق في المدونات الأخرى ولديها قدرة متميزة في قراءة الأفكار ومزجها مع أفكارها لتستخلص من ذلك أفكارا جديدة مما يجعلها تدق أبوابا غير مطروقة في محور نقاش الإدراجات مهما تعددت مواضيعها واتجاهاتها .

( ويسبر ) شخصية ذات بعد إجتماعي متميز جدا فهي تستطيع أن تتعامل مع كافة شرائح المدونين بكل يسر وسهولة ولديها مهارات اتصال رفيعة المستوى في تبادل المعلومات والحوارات والنقاشات مع الجميع وهذا ما جعل المدونين والمدونات في الأردن وبعض الدول الأخرى يجتمعون في مدونتها على همسات واحدة .

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

أريدك أنثى

بعيدا عن واقع حياتنا الذي يزداد قسوة مع كل يوم يمضي ، وبعيدا عن الأوضاع الإقتصادية التي تزداد سوءا وعن العنف الإجتماعي الذي يزداد شيوعا وعن طقوس مشاهدات المظاهر السلبية المفروضة علينا سواء في بيئة العمل أو المنزل أو الجامعة أو المدرسة أو الشارع ، تتجمع في داخلي تساؤلات كثيرة عن أسباب غياب العاطفة والرومانسية الجميلة من حياتنا .

أحقا انتهى زمن العشق الجميل ؟

أحقا لم يعد هنالك مكان في قلوبنا لشيء جميل اسمه الحب ؟

أحقا عندما يأتي وقت الحديث عن الحب لا يستمع أحد لتلك السخافات التافهة ؟

أم أن الحب أصبح يعني الضعف والهوان والحزن والدموع ؟

هذه ليست دعوة تمرد لعلاقات غير شرعية بل هي دعوة لمراجعة الذات في التساؤل عن تلك الأحاسيس الجميلة التي باتت مفقودة من قاموس العلاقات الإنسانية في مجتمعنا .

الرجال والنساء في هذا المجتمع يتحملون المسؤولية معا في قتل الحب ولكن دائما كنت ولازلت أعتقد أن الأنثى هي مفتاح سعادة الرجل وهي التي بسحر أنوثتها العذبة تحرك كل مشاعره وأحاسيسه بطريقة تقلب كيانه رأسا على عقب وتجعل منه إنسانا رقيقا وحنونا ودافئا وسعيدا برغم كل مايعانيه من مرارة عيش .

مشكلتنا في هذا المجتمع تحديدا أن الأنثى تتبرؤ من أنوثتها بسبب خوفها من غدر الرجل وقسوته عليها في حال إحساسه بمشاعرها الجارفة نحوه ، مشكلة أنوثة مجتمعنا في هذه الأيام هي الاستعلاء والغرور في إظهار المشاعر للرجل كردة فعل عكسية لما يسمى بالمجتمع الذكوري والذي تسببت وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها بزرع بذور أفكاره السامة في عقول الإناث بشكل مبالغ فيه مما أدى إلى ضياع ذلك الحلم الجميل الذي بات شبه مستحيل في هذه الأيام ، فلماذا ضاع الحب من حياتنا ؟

قبل عدة أيام كنت أقرأ مقالا في صحيفة يومية فلاحظت أن كاتب المقال أشار إلى ظاهرة موجودة فعلا وأنا لامستها من خلال حديثي مع العديد من الفتيات في إعجابهن الشديد بأفراد المنتخب الإيطالي لكرة القدم وكان يتحدث عن غيرته وحسرته كرجل شرقي أمام هؤلاء (الطليان) وحتى أنني تذكرت أيضا تلك الهالات الأنثوية من الإعجاب بأبطال المسلسلات التركية أو نجوم السينما الأمريكية وغيرها كثير ، فتجد في مثل هذه الحالات أن الفتاة تعبر عن أنوثتها بكل صدق تجاه رجولة هؤلاء ولكن في محيط الذكور من حولها ( مافيش حدا بعبي عينها ) ، أليست هذه الظاهرة منتشرة في مجتمعنا ؟

أتذكر تلك الفتاة التي كانت دائما كلما جاء لبريدها الالكتروني رسالة عن رجال وسيمين من مشاهير العالم تبدأ باظهار كل أنوثتها في التغزل بفتنة هؤلاء الرجال أما عند الحديث عن أي رجل في هذا المجتمع تبدأ بالاشمئزاز والنفور ، ولغاية هذه اللحظة بالذات لم أستطع أن أعرف سر ذلك النفور العجيب الغريب بين الشاب والفتاة في مجتمعنا ونظرتهما معا لنجوم الغرب وحتى بعض الفنانين في الشرق أنهم فرسان الأحلام الذين معهم سيظهر كل مافي القلوب من مشاعر وأحاسيس ، وكم يحضرني مقولة ذلك الرجل الذي أعلنها أمام الجميع أنه مستعد أن يضحي بروحه ودمه في سبيل ابتسامة واحدة من شفتي ( هيفاء وهبي ) .

ولا زلت أذكر ذلك الصديق الذي كان يقول لي دائما (( أكره الفتاة المخدرة )) هو تشبيه باللهجة العامية يقصد فيه الفتاة التي لا تظهر أية انفعالات تدل على أنوثتها وهي تتكلم مع الشاب مما يجعله يعتقد أنه يتحدث مع شاب مثله فكأنها تشبه في تلك الحالة من يكون قد تلقى إبرة تخدير قبل دخوله لعملية جراحيه ، وإنني صدقا أقتنع كثيرا بمقولته تلك ، فمن خلال تجربتي السابقة في العمل بأحد البنوك الأردنية لما يقارب 6 سنوات ، كانت طبيعة عملي كمفتش تتطلب مني التجوال على دوائر الإدارة العامة وفروع البنك المنتشرة في مختلف محافظات الأردن وكم كنت أجد من نمط تلك الفتاة ( المخدرة ) في دوائر الإدارة العامة في مقر البنك الرئيس في عمان أو في فروع البنك المتواجدة في منطقة عمان الغربية ودائما ماكانت تصيبني تلك الحالة من الذهول وأنا أشاهد تلك الأنثى من بعيد ولكن بمجرد الاقتراب منها والبدء بالحديث معها أجدها ذكرا بكل معنى الكلمة ، فهل السبب في ذلك أن المرأة أو الفتاة تستخدم قناع الذكورة في بيئة العمل كوسيلة دفاعية لحمايتها من أصحاب النفوس المريضة ؟ ولكن إذا كان الأمر كذلك فهل هذا يعني أن تلك الأنثى تعيش حالة انفصام في الشخصية بمعنى أن لديها القدرة بعد خروجها من العمل العودة إلى طبيعتها الأنثوية بكل يسر وسهولة ؟ أشك في هذا .

من الأنماط الأنثوية الأخرى التي كنت ألاحظها في بعض فروع عمان الشرقية وفي بعض الفروع خارج عمان أنني ممنوع تماما من إلقاء تحية الصباح أو المساء على بعض الموظفات وإذا أردت طلب ملف بحوزتهن لابد من الذهاب لطلبه من رئيس القسم وليس لي الحق أبدا بالحديث المباشر معهن لأي سبب من الأسباب وكأنني كائن غريب قادم من كوكب آخر ولست أدري كيف أفسر تلك السلوكيات ؟ فهل ذلك حقا حياء أنثوي مفرط ؟ أم هي بلاهة أنثى نشأت على معتقدات أنه لايجوز التحدث مع الرجال الأغراب ؟ أعتقد أنها شخصية تشكلت في وسط بيئة تضع قيودا وأغلالا لطبيعة الأنثى التي يجب أن تحافظ فيها على ذلك المظهر الضعيف الذي لاتملك معه أية أسلحة أنثوية مما يجعلها في عزلة مجتمعية مطلقة لتنتظر ( ابن العم ) المعقود قرانه عليها منذ ولادتها ، فتنجب له الأولاد وتجلس في المنزل ولاتشاهد زوجها إلا في وجبات الطعام وحتى غرفة النوم تصبح مهجورة بعد حضور العدد المفترض من الاولاد فهو لا يرى فيها إلا آلة للإنجاب ولا يعترف بأنوثتها أو يشعرها في يوم بمحبته ، فتتحول إلى ( الحجه أم فلان ) وهي لا تزال في بداية الثلاثينيات من عمرها .

ولكي أكون منصفا في كلامي فلقد وجدت في بعض فروع البنك سواء في عمان و إربد أو الزرقاء والسلط أمثلة قريبة جدا من الأنثى كما أراها فهي ليست بالمظهر الجذاب فقط بل في طريقة حديثها وتصرفاتها الرقيقة وحيائها في بعض المواقف وحزمها في مواقف أخرى ، في ابتسامتها الرقيقة وغير المفتعلة ، في حساسيتها الطاغية على سلوكياتها فتجدها تارة تبكي بدون أية مقدمات وتارة تفرح مثل الأطفال عند تلقي خبر سعيد ، في مرحها وخفة ظلها وعفويتها ، في نظرة إعجابها للرجل وتقدير مكانته ، في حضورها الذي لايفرض على الجميع تأكيد الإعجاب بشخصيتها الأنثوية فحسب بل يفرض احترامها قبل أي شيء آخر .

مشكلتنا في هذا المجتمع أننا بالغنا بالواقعية على حساب المشاعر والأحاسيس الجميلة والتي أصبحت كما يقول إخواننا اللبنانيون ( آخر همّنا ) ، وقمنا بحفر قبور جماعية لقلوبنا ، فغابت الرومانسية من حياتنا وغدت العلاقة بين الرجل والمرأة كبحر متجمد أطبق بجليده على سعادتنا الحقيقية فغرقت فيه أيامنا التي باتت خاوية من قصة جميلة اسمها الحب .

وإنني بدأت أخشى من القول أن النساء في مجتمعنا تفوقن في كل العلوم والمعارف وفي قيادة السيارات وارتداء أجمل الملابس واقتناء أحلى العطور وأغلى الحلي والمجوهرات ومواكبة كل جديد من تكنولوجيا العصر الحديث ، ولكن هل من لا يزال يبحث عن أنثى رومانسية سيتمكن من إيجادها بسهولة في هذا المجتمع ؟

عذرا يا نزار قباني فلم أعد أقتنع بكلامك عندما قلت : (( أريدك أنثى لتبقى الحياة على أرضنا ممكنه .... وتبقى القصائد في عصرنا ممكنه .... وتبقى الكواكب والأزمنه .... فما دمت أنثى فنحن بخير .... فكوني سألتك كل الأنوثة .... لا امرأة بين .... بين )) .

فنحن لانزال بخير ، وحياتنا لا تزال مستمرة ومدنيّتنا تحارب على كل جبهات المظاهر الكاذبة واجتماعاتنا المشتركة كذكور وإناث تتم على كل طاولات المفاوضات إلا طاولة العشق التي أصبحت مقاعدها بيوتا لعناكب القلوب ، وغدت حجرتها مهملة بطابق تسوية الأحلام الأخير في ذلك المبنى الملقب بالحياة .

الجمعة، 11 يونيو 2010

أنت تبكي إذن أنت لست رجلا

لم يسمع في حياته تلك العبارة إلا بعد نهاية العقد الأول من عمره ، فبينما كان يلعب بالكرة مع أولاد الحارة ويتباهى أمامهم بمهارته في حراسة المرمى وأنه ليس أقل شأنا من ( زينغا ) حارس إيطاليا الأول في كأس العالم عام 1990 باغتته كرة صاروخية ارتطمت بسقف معدته محدثة انفجارا هائلا من الألم الذي أطلق العنان لدموعه وآهاته ، فتجمع الأولاد من حوله محاولين تحفيزه وتشجيعه على النهوض ومقاومة الألم قائلين ( أنت تبكي إذن أنت لست رجلا ) .

مضت الأيام والسنين وها هو في ذات صباح يتوجه إلى مدرسته لاستلام نتيجة الثانوية العامة والآمال الكبيرة تسبقه بخطوات لرؤية حصوله على معدل يتجاوز ( 90%) ولكن حال بين أمنيته ومعدله أربعة أعشار الدرجة ليحصل على معدل ( 89,6%) فلم يتمكن مجددا من مقاومة دموعه التي فاضت بها عيونه وبمجرد عودته إلى المنزل ورؤية والده له بعيون محمرة العدسات لم يسأله عن نتيجته في امتحانات الثانوية العامة بل صرخ في وجهه قائلا ( أنت تبكي إذن أنت لست رجلا ) .

انتهى العقد الثاني من عمره وهو سعيد باقتراب موعد انتهاء دراسته الجامعية لكي يتمكن من تحقيق أمنيته في التقدم لطلب يد بنت الجيران التي وعدته والدته بالذهاب لخطبتها بمجرد حصوله على شهادته الجامعية ولكنه لم يكن يدري في ذلك الوقت بالذات أنها اصبحت مخطوبة وستسافر عما قريب مع عريسها المغترب في إحدى الدول النفطية التي جعلته من أصحاب الكلمات المسموعة عند طرق أبواب الفتيات للزواج دون الاكتراث أبدا لطالب جامعي يسابق الزمن لخطبة من أحبها منذ طفولته ودهس أمانيه تحت عجلات سيارته التي لم يشاهد لها مثيلا قبل ذلك إلا في الأفلام الأمريكية لتتساقط دموعه مع ضربات الطبول والدفوف في زفة عرس لم تسجل في حارته قبل ذلك التاريخ وليجد والدته قد حضرت مسرعة إليه وهو ينظر نظرته الأخيرة إلى جثمان حبه المتوجه إلى فندق بخمسة نجوم لاستكمال مراسيم جنازته أمام بركة سباحة وولائم طعام تكفي حارته لأسبوع كامل فتصرخ به والدته قائلة ( أنت تبكي إذن أنت لست رجلا ) .

انتصف العقد الثاني في حياته وتزوج ورزق بأنثى عطرت أيامه بأحلى الأخبار في زيادة استثنائية لراتبه بمقدار مئتي دينار دفعة واحدة فما كان منه إلا أن وثق شهادة ميلادها باسم أغلى زهرة يعشقها (( ياسمين )) وكان يحبها بجنون استثنائي غير مسبوق في حياته فما كانت تغيب عن ذراعيه إلا في ساعات عمله التي يسابق الوقت لانتهائها من كثرة شوقه لياسمينته الصغيرة ولكن بعد شهرين على ولادتها أصيبت بالتهاب رئوي حاد كاد أن يودي بحياتها ومجددا لم يتمكن من حبس دموعه التي كانت تحترق في هذه المرة كجمرات نار تكوي وجهه من شدة حرارتها فيحضر شقيقه إلى المستشفى ويشاهده بهذا المظهر فيقول له ( أنت تبكي إذن أنت لست رجلا ) .

انتهى العقد الثالث من عمره معلنا نشوة هزائمه ومسلسل إحباطاته المتكررة في تلفاز الحياة وعجزه التام عن السباحة خارج محيط الديون وغلاء المعيشة والتهديد المستمر الذي يعيشه في كل يوم مع هبوط نقاط مؤشر البورصة التي تتوقف عليها حياة الشركة التي يعمل فيها فينفرد بذاته في هذه المرة ويطلق الحرية لعصافير دموعه من ذلك القفص اللعين الملقب بالرجولة .

الثلاثاء، 8 يونيو 2010

الحكومة المؤقتة لشؤوني المنزلية

مع بداية هذا الأسبوع تم إعلان تشكيل حكومة طوارىء مؤقتة تنصب مهامها في إدارة شؤوني المنزلية بسبب عودتي المؤقتة لأيام العزوبية بعد سفر زوجتي وأولادي إلى دمشق لقضاء العطلة الصيفية هناك عند أهل زوجتي .

في الواقع ومن اليوم الأول قامت الحكومة بعقد اجتماع للتباحث في شؤون تنظيم أمور المنزل والمحافظة على نظافته وترتيبه والتي ستكون بالتأكيد مسؤولية كبيرة ومهمة شاقة جدا ستقع على عاتق تلك الحكومة وخاصة مع ضعف كفاءة الوزراء المتواجدين وتواضع خبرتهم في إدارة الشؤون المنزلية ، ولكن أعتقد مع مرور الوقت وحدوث العديد من الكوارث ستبدأ تلك الحكومة بتسيير شؤونها رويدا رويدا وكما يقولون : (( التكرار يعلم الشطار وليس ..... )) .

وزير الطعام والشراب اقترح تنفيذ خطة ثنائية الأبعاد تتلخص في تناول وجبة الإفطار والغداء عند والدتي وعدم تناول وجبة العشاء مطلقا وذلك للتخفيف من الأعباء التي قد تلحق بوزارة تنظيف الصحون والأواني حيث أن التوقعات تشير إلى تراكم فناجين القهوة والشاي التي ستحتاج إلى تنظيف ولذلك فليس هنالك من ضرورة لزيادة أعباء تلك الوزارة وبذات الوقت فإن تناول وجبة العشاء ستؤدي حتما إلى زيادة الوزن وتراكم الشحوم والدهون في الجسد وهذا يتنافى مع اجراءات وزارة المظهر العام التي تتعرض دائما لانتقادات شديدة من مختلف الأوساط النسائية بسبب ذلك ( الكرش العربي ) ولذلك فإن الابتعاد عن وجبة العشاء سيكون أفضل وكذلك أكد الوزير بضرورة توخي الحذر من تناول وجبة العشاء في الخارج وذلك لأن احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي ستكون كبيرة بالاضافة إلى ماقد يلحق وزارة الدخل الشهري من عجز كبير في مواردها و التي بالكاد تحسن تدبر أمور إنفاق الراتب وتوزيعه بشكل عادل على مدار الشهر ولكن يرى الوزير أنه لا مانع من تناول بعض وجبات الفلافل أو الكعك المسمسم مع قليل من البيض المشوي في بعض الأيام بما أن نفقات تلك الوجبات لن تساهم في عجز ميزان المدفوعات الشهرية للراتب بشكل كبير.

الوزير المسؤول عن غسيل الملابس أشار بضرورة الاستعانة بجهة خارجية فيما يتعلق بغسل القمصان خوفا من تكرار الكارثة المأساوية التي حصلت في العام الماضي وذهب ضحيتها العديد من القمصان الفاتحة الألوان بعد أن تم دمجها في حوض الغسيل مع القمصان ذات الألوان الداكنة مما تسبب باختلاط الألوان فوق بعضها البعض وتلف العديد منها في تلك الحادثة الأليمة ، ولذلك اقترح الوزير تخصيص جزء من الموازنة العامة لتنظيف القمصان لدى محلات ( الدراي كلين ) وهذا من شأنه أن يساهم في تخفيف الضغوطات عن وزارة كي الملابس ووزارة نشر الغسيل في المرحلة القادمة .

وزير النظافة العامة للمنزل يطالب بالاستعانة بشكل أسبوعي بالخبير الباكستاني المتواجد عند الجيران ليتم التعاقد معه في مباشرة تنفيذ مهام الوزارة من تنظيف للأرضيات ودورات المياه والنوافذ ومكافحة الغبار الذي سيهاجم العديد من المناطق في المنزل معللا ذلك أن الوزارة ليس لديها حاليا كوادر مؤهلة للقيام بتلك المهمات وأنها ستكتفي بممارسة الدور الإشرافي على عمل الخبير الباكستاني .

وبعد المشاورات والمباحثات تمت الموافقة على جميع بنود جدول أعمال الاجتماع الذي انتهى في وقت متأخر من الليل ، حيث توجهت بعدها إلى المطبخ لمباشرة تنظيف فناجين القهوة التي تراكمت بسرعة كبيرة في كل مكان لتكون المفاجأة الكبرى بانقطاع المياه ، فصعدت مسرعا إلى سطح المنزل لاستطلاع الأمر فوجدت أن مضخة الماء التي كنت قد قمت بشرائها لغايات زيادة قوة دفع الماء داخل المنزل قد تم سرقتها .

و عقب تلك الأحداث تم تشكيل اجتماع طارىء جديد للحكومة المؤقتة للتحقيق في ملابسات هذه الكارثة المبكرة التي حدثت في الأيام الأولى من تسلم الحكومة لمهامها ولكن بالتأكيد لن يتم معاقبة وزير الأمن واستبعاده من منصبه لأن مثل هذه الإجراءات التعسفية غير موجودة في قاموس تاريخ الحكومات المتعاقبة على إدارة شؤوني المنزلية .

وقد توجه رئيس الحكومة برسالة شجب واستنكار بسبب أحداث تلك السرقة المؤلمة ولكنه لم يتوعد بمحاسبة ذلك اللص ومعاقبته على فعلته لأن سياسة هذه الحكومة هي التمسك بالحلول العقلانية و السياسات الدبلوماسية السلمية .

الجمعة، 4 يونيو 2010

الأتراك إخواننا في الدين يا عرب

بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت بها أمواج البحر الأبيض المتوسط ثائرة على الإعتداء الهمجي المتوحش الذي قام به قراصنة الصهاينة ضد قافلة الحرية ، لايزال البعض يطلق أمنيات خبيثة تحمل في طياتها أحلاما تبدو في ظاهرها أنها بريئة ، فيقولون لماذا لا توجد دولة عربية لديها القدرة في اتخاذ موقف صارم بحق اسرائيل كموقف تركيا ؟ ولماذا أصبحت تركيا معنية بالقضية الفلسطينية أكثر من الدول العربية ؟ ألم يكن من الأجدى أن تكتسب الحكومات العربية التأييد العارم من شعوبها بدلا من أن يصبح أردوغان البطل الأوحد الذي انفرد بصدارة قلوب الملايين من العرب ؟ هل نسينا نحن العرب أن تركيا هي دولة استعمرتنا لأكثر من ( 400 سنة ) ؟ هل بضع كلمات غاضبة تصدر من أنقرة إلى تل أبيب تجعل مشاعرنا تنقلب ( 180 درجة ) من أقصى مشاعر الكراهية إلى أقصى مشاعر المحبة والود للأتراك ؟ لماذا نحن العرب ساذجون إلى هذا الحد ولاندرك أن لتركيا أهداف وخطط استراتيجية بعيدة الأمد تهدف إلى إعادة احتلال الوطن العربي ونهب ثرواته وخيراته ؟

إن الأشخاص الذين يرددون مثل هذه التساؤلات التافهة لايدركون حقيقة في غاية الأهمية وهي أن سدة الحكم في تركيا حاليا هي ممثل حقيقي لغالبية الشعب التركي المجبول على فكر السلطان عبد الحميد الذي رفض التفريط بالقدس ومسجدها الأقصى ، تلك الحقيقة التاريخية التي ستبقى شمسا ساطعة في سماء ليل تاريخنا المظلم نحن العرب في تاريخ دفاعنا عن ثرى فلسطين الطاهر .

ومن يرغب بقراءة التاريخ فسيتأكد من صدق كلامي ، فالذي حرر الأقصى من يد الصليبيين هو القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي والذي لم يكن من أصول عربية ، والذي انتصر على المغول وطردهم من بلادنا هو الظاهر بيبرس والذي لم يكن عربيا أيضا ، والذي أعاد أمجاد الخلافة الإسلامية وهيبتها هو محمد الفاتح والذي لم يكن عربيا كذلك ، فهل وصلت الوقاحة ببعض الأشخاص لينعت الدولة العثمانية الاسلامية بأنها كانت دولة استعمارية كبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها ، مالكم كيف تحكمون ؟

لقد حان الوقت لقراءة التاريخ جيدا وأن الأيام الأخيرة للدولة العثمانية وماحدث فيها من عداوة بين العرب والأتراك كان المحرك الرئيس فيه أعدائنا الذين كانوا دائما يتبعون ذات النهج في هزيمتنا من خلال السياسة الشهيرة (( فرق تسد )) .

لقد آن الأوان لإدراك حقيقة في غاية الأهمية وأنا شخصيا أتبنى هذه الحقيقة ولن أحيد عنها في يوم من الأيام وهي أن رابط الدين فوق كل الاعتبارات القومية والإقليمية والطائفية وهذا لا يعني أبدا أنني ضد أي نصراني أو يهودي عربي يعيش بين ظهرانينا فهؤلاء لهم حقوقهم وواجباتهم وليس من حق أحد الاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال فهم أهل الذمة الذين أوصى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم .

ولكن انظروا من حولكم إلى المشاكل التي تحدث في داخل مجتمعنا في شتى المجالات لتتأكدوا بأنفسكم أين الخلل ، ولهذا لابد أن نسأل أنفسنا هذه التساؤلات التي أصبحت تحتاج إلى إجابات قاطعة .

فلماذا يترك الدين الإسلامي لفئة متطرفة لا تفهم روحه وتعاليمه التي تضم أعمق المعاني الإنسانية الرحيمة ؟

لماذا تتوجه العقول إلى تبني أفكار ومذاهب وضعية من عقول بشرية قاصرة بدلا من التمسك بعقيدة آلهية عادلة شاملة كاملة ؟

لماذا يعتقد البعض أن الدين يقف حاجزا أمام التطور والتقدم ؟ والحقيقة أن الدين بريء تماما من ممارسات العقول المتخلفة التي تحدث في هذه الأيام والتي تعود أساسا للعادات والتقاليد وليس للدين .

مشكلتنا نحن العرب أننا مقلدون ولكن ليس بهدف التطور والتقدم بل لمضاعفة مذلتنا أمام الأمم الأخرى ، فالعديد من المثقفين والمفكرين والفلاسفة العرب يتخذون من التجربة الغربية في الثورة على سلطة الكنيسة وفصل الدين عن الحياة قدوة لهم لتحقيق النهضة والتقدم ولكن هذا الإتجاه سيثبت فشله حتما مع قادم الأيام لأن العلاقة بين الإسلام والتقدم والإزدهار والتطور هي علاقة طردية ومن يطالع التاريخ سيجد أن الخلافة الإسلامية في عهد الدولة العباسية تصدرت الدنيا بأكملها في العلم والتطور والحضارة والتقدم في وقت كان فيه الغرب يعيش في عصور الظلام .

فيا عرب كفاكم عنصرية لعروبتكم لأن عزتكم بالاسلام وليس لكم بدونه من عزة ولاكرامة ، فمتى ستفهمون تلك الحقيقة ؟
وأذكر كل عربي حاقد وحاسد على شجاعة الأتراك وجرأتهم في تحدي الصهاينة والتوعد لهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى )) .

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

قراصنة الدم

عاد فؤاد إلى المنزل مسرعا على غير عادته بعد خروجه من المدرسة وما لبث أن توجه إلى غرفة والدته التي ترقد على سرير المرض منذ شهور عديدة وبدأ بمداعبة خصلات شعرها التي انسدلت فوق عيونها التي جفت فيها الدموع من كثرة الألم ، فقال لها : (( يما... يما ... خلص بكرة انشالله رح أجيبلك الدوا )) ابتسمت الأم وقالت : (( كيف يما بدك تجيبو وفي غزه كلها ما في دوا )) فقال لها وهو يقبل يدها ويبكي : (( اليوم بالمدرسة كاللنا الاستاذ إنو بكرة رح تيجي سفن في البحر ومعاها أكل وشرب ودوا علشان تساعدنا )) ، فقالت الأم وقد بدأت بوادر الأمل على محياها : (( الله يجزيهم الخير ويوصلو بالسلامه يا بنيي )) .

أما أبو علي فقد كان يجلس أمام منزله الذي دمرته الطائرات الصهيونية ويقلب كفيه كعادته على تشرده هو وزوجته وأولاده بين بيوت الأقارب بعدما عجز عن إعادة بناء منزله بسبب عدم توفر المواد الإنشائية في غزة ، وبينما هو غارق في سبات حزنه العميق يحضر فؤاد إليه ليبشره قائلا : (( عمي أبو علي خلص رح ترجع تبني الدار من جديد)) استيقظ أبو علي من حزنه وأمسك بيد فؤاد قائلا : (( كيف رح أبنيها يا فؤاد ؟ مش وكت مزحك هسه )) فقال له فؤاد وهو يضمه ويقبله : (( بكره رح تيجي يا عمي سفن بالبحر ومعاها مواد بنا كثيرة ورح يوزعوها علينا ، هيك سمعت من الاستاذ بالمدرسة اليوم )) ، فهلل أبو علي وكبر وحمد الله تعالى على اقتراب الفرج عليه وعلى عائلته .

ولم يكن حال المعلمة ندى بأفضل من حال خالها أبو علي بعدما فقدت والدها وشقيقها في قصف جوي للطائرات الصهيونية في الحرب الأخيرة على غزة ، فهي تعيش مع شقيقتها الصغيرة أمل التي دخلت بوابة الحياة على فاجعة يتمها المبكر لوالدتها التي ماتت أثناء ولادتها في الحرب ، كانت ندى تجوب شوارع غزة في كل يوم لتبحث عن الحليب لشقيقتها ، أليست أمل طفلة كباقي أطفال هذا العالم من حقها أن تشرب الحليب ؟!!

مع ساعات الفجر الأولى من يوم الأثنين ( 31 أيار 2010) استيقظ فؤاد وخرج من المنزل مسرعا نحو الميناء ليجد حشودا هائلة من أهالي غزة يرابطون هناك بانتظار سفن الأمل التي تحمل معها أحلاما طال انتظارها بكسر بعض حواجز حصار الجوع والعطش ومكابدة الألم والمرض والتشرد .

ولكن تلك السفن لم ترسو على شواطىء غزة لأن طائرات القراصنة السفاحين سبقت رياح أنفاس أهالي غزة التي كانت تدفع أشرعتها ، هؤلاء القراصنة المجرمون لا يشبهون قراصنة البحر الذين كنا نسمع عنهم فهم لم يقطعوا الطريق على سفن محملة بالكنوز والأموال بل حضروا بطائراتهم العامودية وهبط قراصنتهم على متن سفن تحمل الغذاء والدواء لشعب له الحق في الحياة كغيره من شعوب هذا العالم .

كان شهداء أسطول الحرية يسابقون أمواج البحر ليرسموا بسمة الحياة على شفاه أهل غزة ولكن رصاصات القراصنة الصهاينة أحبطت مخططاتهم الإنسانية لأنها تعتبر تهديدا لأمن دولة السفاحين ومصاصي دماء اللحوم البشرية ، فرحمة الله عليكم يا شهداء سفن الحرية وكان الله في عونكم يا من تقبعون الآن في معتقلات هؤلاء المجرمين وأسأل الله تعالى أن يعجل بفك أسركم وعودتكم إلى أهلكم سالمين غانمين .

لست أدري يا غزة هاشم أأنت المحاصرة أم نحن المحاصرون ؟

نعم حاصروا غزة وحرموا أهلها من الغذاء والدواء ولكنهم لن يتمكنوا من النيل من عزتها وكرامتها ومقاومتها المقدسة أما نحن فمحاصرون بحواجز الذل والهوان وطأطأة الرؤوس ودفنها في التراب ، شعوب العالم هبت لنجدة أهل غزة بكل شجاعة وبدون أدنى تردد من خلال قافلة الحرية أما نحن فوقفنا عاجزين عن نصرتهم وكعادتنا استعرضنا خطبا كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع ، أحقا هتافات الأمس أيتها الشعوب العربية ستكسر حواجز حصار الكلام وتأخذ حيز التطبيق ؟

لا زلت أذكر إحدى خطب صلاة الجمعة أيام حرب غزة عندما توجهت الجموع للتظاهر أمام السفارة الاسرائيلية في عمان حيث قال الخطيب يومها : (( يا إخواني لا بد من المحافظة على العلاقات مع إسرائيل لكي نستطيع إدخال المساعدات إلى الأهل في غزة وليس من الحكمة أبدا أن نطالب بطرد السفير )) أين أنت الآن يا من تحدثت بهذا الكلام الفارغ ؟ هل استطعنا أن نفعل شيئا لأهلنا هناك من خلال تلك الحكمة التي تحدثت عنها ؟

اجتماعات للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومؤتمرات نقابية واسلامية وغيرها كثير وكله هراء وأقولها أمام العالم كله ، فهناك شعب محاصر أيها العالم والقضية لا تحتاج إلى التفكير والتدبير والشجب والاستنكار ، متى سيتوقف هذا المسلسل الهزلي في تاريخ أمتنا ؟

نستنكر ونشجب جرائم الصهاينة بحق شعبنا ولانلبث أن نسرع في النسيان والانغماس من جديد في شعارات عنوانها (( اللهم نفسي )) فيخرج علينا منظرون يطالبون بضرورة التفكير بأوضاعنا المعيشية الصعبة التي نواجهها وأن حالنا ليس أفضل بكثير من أهلنا في قطاع غزة ، كلا وخسئتم أيها المنظرون الملاعين فلن ننصرف بكلامكم الفارغ هذا عن المطالبة بفك الحصار عن غزة ولن نخمد نيران غضبنا في هذه المرة ولن نرضى بجرعات مسكنة من اجتماعات ومفاوضات ومرافعات سياسية تذهب أدراج الرياح في محاكم الظلم الدولية .

يا رب العالمين وأنت وحدك القادر على قهر أحزاب هذا الحصار الظالم ، نرفع أكفنا إليك بالدعاء أن تعجل الفرج على أهلنا في غزة ، اللهم أغثهم وكن لهم ناصرا ومعينا ، برحمة من عندك يا أرحم الراحمين .