الاثنين، 27 ديسمبر 2010

الحب والوقت

دقت نواقيس الأيام الأخيرة في هذا العام ، ليقف ذلك العاشق حائرا في أمر تلك المرأة ، فهو لم يعد مكترثا بالعمليات الحسابية ونتائجها في تاريخ حياته ، ولم يعد معنيا بتوقعات الفلكيين والمنجمين ، والتي كانت تمطر عقله في السنوات الأخيرة بوابل من هواجس التشاؤم والخوف من المستقبل ، بل إنه الآن كعصفور يغرد خارج سرب الطيور المضطربة باحتساب الوقت والأيام والسنين .

كيف ؟ وأين ؟ ولكن دون متى ، فأية كلمة ترتبط بدلالة الوقت لن تكون واردة في معجم حياته هذه الأيام ، فحبها هو التقويم والتأريخ والتدوين ، لمجلدات مصنفة بعنوان واحد (( حب بلا حدود )) .

تسأله عن أمنياته مع اقتراب حلول العام الجديد ، وكيف يجيبها ؟ وهو مع كل ثانية يتمنى تعطل كل عقارب ساعات الزمان ، يتمنى لو يتوقف نهر الأيام عن الجريان ، يتمنى بقاء قطار العمر في تلك المحطة التي لن يسأم فيها من الانتظار .

تخاف أن تكون نزوة عابرة لقلبه ، فيؤكد لها بطلان قاعدة المنهج الفلسفي لـ (( ديكارت )) ، ويصححها بالأدلة العاطفية والبراهين العشقية على أنها : (( أنا أحبك ... إذن أنا موجود )) .

تحتار في كلامه الذي لايتناسب مع أفكار بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ، فيقسم لها أنه لو كان يعيش في القرن الثلاثين ، أو الأربعين ، وحتى الخمسين ، فسيظل يعشقها ، بالجنون ذاته ، وباللهفة ذاتها ، بل إن بحار العصور لن تتمكن من إطفاء لهيب جمرات أشواقه المشتعلة دوما بحبها .

تنظر إلى ساعتها ، وكأنها لم تقتنع بعد بعداوته للوقت منذ لقائه بها ، فتتبعثر حواسه مع فوضى (( أحلام المستغانمي )) ويستشهد بأقوالها عن الوقت ، قائلا : (( الوقت عدو العشاق ، الوقت سفر ، الوقت قدر ، الوقت مطر ، الوقت ألم ، الوقت وداع )) .

ابتسمت حينها لتقول له : (( أتعني أن اللحظات الجميلة لا تزورنا كثيرا ... وإن أتت فسرعان ما تغادرنا ؟ )) ، تردد في الإجابة على تساؤلها ، فالإيجاب يعني أنه عاشق متشائم ، والنفي توكيد لفظي ومعنوي على مصالحته للوقت ، والذي مهما سافر بقصتهما عبر دروب الأقدار ، فهل من الممكن أن لا يصل محطة الأحزان قط ؟

بل هل يستطيع أن يستبدل مواقع حرفي التوكيد والتوقع في قصيدة (( الهادي آدم )) ؟ ويعيد ترتيب جملتها الموسيقية متمردا على موسيقار الأجيال (( محمد عبد الوهاب )) ، ويغنيها بعد الاعتذار من كوكب الشرق (( أم كلثوم )) ، لتكون : (( قد يكون الحاضر حلوا ... إنما الغيب أحلى )) .

يوافق أخيرا على مصالحة الوقت ، ولكن بعد إجراء تعديل طفيف على مقاييس احتسابه وعلى مؤشرات دلالاته ، فالثانية سيحتسبها مع كل نبضة يخفق فيها قلبه بحبها ، والدقيقة مع كل رمشة عين تحجب عيونه عن رؤيتها ، والساعة مع كل جملة كلامية خارج حدود نصوص الغزل المباشر بأنوثتها ، واليوم مع كل لحظة شك قد تتسلل لعقلها ، بأنها ليست في عينيه (( ست النساء )) ، والشهر مع كل دمعة شوق قبل اللقاء ، والعام سيكون كلما أشعلت لوعته بنيران الانتظار لسماع شفتيها العذبتين وهما يرويان مسامعه بكلمة (( أحبك )) ، فكم من الأعوام سيمضي إذن ؟

عندما يأتي الحب ، هل نكترث حقا بالوقت ومشتقاته ؟ ونهتم بالتنبؤات والتوقعات المستقبلية ؟

هل حقا ننشغل بالتفكير في كيفية سقاية زهرة الحب لتنمو وتكبر ؟ وننسى الاستمتاع بعبق رائحتها ؟

أم أن الوقت هو صديق الحب ؟ والذي لا يخونه أبدا ، إلا إذا كان الحب زائفا ؟

الخميس، 23 ديسمبر 2010

المرأة وحنين الماضي

(( لبيت تخفق الأرواح فيه ... أحب إليّ من قصر مشيد )) ، لماذا تذكرت هذا البيت من الشعر ، والذي يصور حنين زوجة معاوية بن سفيان لديارها في البدو بعد أن سكنت قصور الشام ؟

هل السبب هو قصة الفتاة التي سأرويها لكم اليوم ؟

نشأت (( فيروز )) في أسرة ملتصقة بخط الفقر منذ زمن بعيد ، ومن أول ربيع تفتحت فيه زهور أنوثتها ، كانت تتعرض لمطاردة عشرين شابا على الأقل ، كلما توجهت إلى مدرستها التي تبعد عن منزلها عشرين خطوة بمقياس مشيتها الخجولة ، منهم من كان يلقي لها الأشعار ، ومنهم من كان يغني لها ، ومنهم من كان يفتعل المشاجرات أمامها مع بعض ضعفاء المتنافسين على قلبها ، بغية إظهار مدى قوته ورجولته الزائفه ، فكانت تغمرها في تلك الفترة سعادة لا مثيل لها ، وهي تشاهد في كل يوم صفوفا متبعثرة المواهب ، تطمح في نيل شرف العضوية الدائمة أو المؤقتة في نادي قلبها .

لم يحالف (( فيروز )) الحظ في إكمال دراستها الجامعية ، بسبب عدم قدرة والدها على توفير التكاليف اللازمة لذلك ، فبدأت البحث عن عمل يمكنها من مساعدة أسرتها المكونة من والديها وثلاث شقيقات هي أكبرهن .

وبالفعل حظيت بفرصة العمل كسكرتيرة في عيادة أحد الأطباء ، والذي وقع صريعا في هواها من أول نظره ، ولكنه كان متزوجا ، وهذا جعله يبدأ بالتفكير في كيفية استغلال فقرها لتلبية رغباته الذكورية ، والتي كانت تزداد إلحاحا كلما رمقت عيونه أنوثتها الطاغية في الفتنة ، هل قلت أنوثتها الطاغية في الفتنة ؟ نعم فهذا هو الوصف الصحيح عندما ننظر من منظار أكثر أنماط الرجال شيوعا في مجتمعنا ، والذين يكون لديهم استعداد دائم للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل أي امرأة بصرف النظر عن شكلها أو شخصيتها ، فهم يشبهون بذلك بعض الشعوب التي تبيح لنفسها أكل أي شيء من بر أو بحر أو جو .

قررت مراوغة هذا الطبيب المحموم بسحرها ، لكي تحقق من وراء حمى عشقه أكبر قدر ممكن من المنافع المادية ، ونجحت في ذلك دون أن يتمكن الطبيب من أكل ولو كسرة خبز من فرن أنوثتها ، ورحلت للعمل في عيادة أخرى ، وذلك بعد أن تمكنت أيضا من مراوغة طبيب آخر كان يصادفها في المصعد ، وبما أن مكان عملها كان في مجمع للعيادات الطبية ، فلقد كان ذلك كافيا لها لجمع مبلغ لا بأس به من المال ، أثناء تنقلها بين العيادات في مختلف الطوابق التي عملت بها .

تنتقل بعدها للعمل كسكرتيرة لمدراء أحد البنوك ، والذي شاهدها أثناء زيارته لأحد الأطباء الذين كانت تعمل لديهم ، وهذا جعل حياتها تنقلب رأسا على عقب ، لأن عروض الزواج انهالت عليها من كل حدب وصوب من قبل موظفي البنك ، ولقد تم اختيارها للعريس بعد دراسات اعتمدت في المقام الأول على إمكانياته المادية قبل العاطفية .

وبعد الزواج يطالبها زوجها بترك العمل والتفرغ التام لشؤون المنزل ، هل قلت منزل ؟ أعتذر ، أقصد (( الفيلا )) التي ماكانت لتحلم في أسعد أحلامها بمجرد رؤيتها وليس سكناها .

كان والد الزوج من أثرياء المدينة ، وفي الواقع فإن عمل زوجها في البنك لم يكن له من ضرورة البتة ، سوى إصرار والده على بقائه في العمل هنالك لفترة يكتسب معها الخبرة اللازمة ، والتي ستمكنه من إدارة أعمال والده مستقبلا ، وما كان هذا الإصرار إلا دربا من دروب القدر الذي عبرت منه (( فيروز )) لفرصة عمرها في حدوث ذلك الزواج .

لقد تم تلبية كل أمنياتها وتحقيق كل أحلامها ، وكأنها عثرت على مصباح علاء الدين السحري ، فلا يتأخر ماردها ، عفوا ، زوجها عن تحقيق أي أمر تريده ، وهكذا انقسمت حياتها بين معيشتين متناقضتين تماما ، فحش الفقر وفحش الثراء .

وفي ذات يوم بينما كانت تتابع مع زوجها نشرة الأخبار ، يرد خبر عاجل عن تصدع بيوت في الحي الذي ولدت وترعرعت فيه ، فإذا بعيونها تحدق بصورة منزلها ، لتعود بها الذكريات إلى هناك ، متمنية زوال كل ما هي فيه الآن ، في سبيل عودة يوم واحد من ماضيها في ذلك الحي .

وهنا تدخل الراوي (( أشرف )) بعد أن تذكر أيضا قصة امرأة سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام عندما نظرت إلى الخلف ، فلحقها مع قومها العذاب وتحولت إلى حجارة من الملح ، ليسأل (( فيروز )) والنساء : (( ما هو سر حنينكن الدائم للماضي مهما كان قاسيا ؟ )) .

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

الرقم (( 13 ))

كنت أسخر دائما من المتشائمين بالرقم (( 13 )) ، ولا أقتنع بتلك القدرة العجيبة لهذا الرقم في تحكمه المذهل بسلوكيات بعض الأشخاص ، لدرجة أنهم يتجنبون اقترانه بأي أمر من أمور حياتهم .

ومنذ صغري كنت مفتونا بذلك الرجل الساحر في تحطيم قلوب النساء ، والذي فقد سحره أيضا عندما توقف عند الرقم (( 13 )) ، فهل السبب هو الرقم يا (( رشدي أباظه )) أم فتنة جميلة الجميلات (( شاديه )) ؟

استرجعت شريط ذكريات حياتي مع الرقم (( 13 )) ، فوجدت أنني فشلت في أول علاقة حب محتملة مع بنت الجيران عندما كنت أشعل شمعة عمري ذات الرقم (( 13 )) ، واكتشفت بعدها بعامين فقط ، أنني قد أضعت المبلغ المتبقي من عيديتي والبالغ (( 13 دينار )) ، وأعتقد أن ذاكرتي تسعفني بذلك الرهان الأحمق الذي كان بيني وبين أحد الأصدقاء في نفس العام على تناول خمس عشرة شطيرة من (( الشاورما )) والتي ذهبت على إثرها فورا إلى المستشفى ، أشكو من آلام حادة في معدتي بعدما سقطت صريعا على الأرض ، وأنا أشرع بتناول الشطيرة رقم (( 13 )) .

وزادت قناعاتي بالتشاؤم من هذا الرقم عندما تذكرت أنني رسبت في امتحان الرياضيات في الجامعة ، والذي تصادف موعده مع اليوم رقم (( 13 )) في أحد شهور السنة .

ويا للهول ، فكلما أتذكر قصتي مع ذلك الرقم ، أجد مزيدا من الأحداث المليئة بالتشاؤم ، فعندما تخرجت من الجامعة وذهبت للتقدم إلى إحدى الوظائف ، كان ترتيبي في مقابلة رب العمل ملتصقا أيضا بالرقم (( 13 )) ، ولا أنكر أنني بدأت أدرك الآن سبب الوجوم الذي لازم ذلك الرجل طيلة فترة حديثي معه ، لدرجة أنه كان يرغب في طردي بعد مرور (( 13 دقيقة )) على المقابلة .

وعلى مايبدو أن الذكريات المشؤومة لا تزال تتكرر كلما تذكرت أكثر ، فعندما بدأت عملي كمحاسب في إحدى شركات المعدات والآليات الثقيلة ، أخطأت في احتساب كلفة الشحنة الواردة إلى المخازن ، والتي كان تصنيفها في ذلك اليوم يحمل الرقم (( 13 )) ، مما تسبب في خصم (( 13 يوم )) من راتبي ، وذلك بإيعاز من المدير الذي تعمد أن يكون الخصم ثلاثة عشر يوما ، كي يذكرني دوما بذلك الخطأ .

وكيف أنسى حادثة السير الأليمة التي تعرضت لها أنا وأصدقائي عند ذهابنا في أحد الأيام برحلة إلى (( العقبه )) ، والتي كان موقعها الجغرافي خارج حدود العاصمة (( عمان )) بمسافة (( 13 كيلومترا )) .

واليوم أنا ذاهب لخطبة الفتاة رقم (( 13 )) ، فهل من الممكن أن يخالفني النحس في هذه المرة بالذات ؟ أم أن الإجابة ستكون محسومة بالرفض من أول دقيقة عند الثانية رقم (( 13 )) ؟

في المجتمعات عموما هنالك العديد من المظاهر أو المؤشرات التي تؤثر في مسببات التفاؤل والتشاؤم عند العديد من الأشخاص ، مثل حكة اليد أو وقوع القهوة قبل أو أثناء شربها كمؤشرات تدعو للتفاؤل مثلا برزق قادم ، أو التشاؤم عند سماع صوت الغراب أو رؤية قطة سوداء كدلالة على اقتراب وقوع مصيبة ، أو الحذر من مناولة المقص بين الأزواج خوفا من حدوث شجار عنيف بينهما فيما بعد ، أو التفاؤل والتشاؤم المقرون برؤية الأشخاص في بداية النهار ، وغيرها من المظاهر التي قد لاتعد ولاتحصى .

ولكن يبقى التساؤل عن أسباب تشبث العديد من الناس بتلك المؤشرات أو المظاهر المرتبطة لديهم بأسباب التفاؤل والتشاؤم ؟

السبت، 18 ديسمبر 2010

القلب الأخضر

كلما كنت في خلوة عاطفية مع أوراقي ، يرتجف قلمي عند كل محاولة من حبره لتهجئة حروف اسمك المشتقة من الأزهار والورود ، أحاول الهروب بعدها إلى سريري ، فأجد أناملي وقد لامست تلك الوسادة الخالية التي ترقد بجانبي ، لأدرك حينها صدق معاناة (( العندليب )) في حبه الأول ، وأعلن خلافي مع (( عبد القدوس )) على أنواع الوسادات التي قد تكون خالية في الحب الأخير أيضا .

أترك سريري بكثير من التثاقل في الصباح ، وذلك بعد أن أفقد الأمل بتسلل خيوط أشعة شمس الشتاء من ثغرات نافذة وحدتي ، أنظر إلى مرايا الذكريات ، فأرى انعكاس طيفك فيها بالإجماع ، ولا أجد ملاذا إلا بالفرار مسرعا قبل أن تغتسل عيوني بدموع الألم والحسرة على رحيلك الذي كان أسرع من اقترابك ، أخرج من منزلي وأستقل أول سيارة تأخذني بعيدا عن عناقيد زهور حديقتي التي تمكنت دوما من التلصص عبر نوافذ الشرفات على كل تفاصيل حبنا الضائع .

تباغتني آهات القيصر من مذياع السيارة ، لتنتهي بجمل اسمية متكررة في اللفظ والمعنى والإعراب (( ممنوعة أنت )) ، أتجاهل كل تلك الدلالات على مقدار لوعتي وحنيني إليك ، وأتوجه إلى عملي ، لأجدك تجلسين على مكتبي ، فيتبعثر قلبي بين الحنين والأشواق ، كتبعثر أوراق ملفاتي عند مراجعة ميزانيات نهاية العام ، أنظر إلى الهاتف ، فتجتاح قلبي عواصف من الإصرار لا أتمكن من كبح جماح رغباتها المتوحشة لهدم حواجز الجفاء ، و التي صمدت بسبب عنادنا تارة ، وقناعاتنا اليائسة تارة أخرى ، في عدم قدرة قلوبنا على تقليب صفحات جديدة من قصتنا العتيقة .

أقرر الإتصال بك ، إلا أن طرقات لباب مكتبي تسبق الأمل الأخير في عودة قصتنا ، فلقد كان يترصد بي من خلف الباب رواية عنوانها امرأة خرافية الحسن والجمال ، جاءت من مكتب المدير لأصطحبها في جولة استكشافية حول المدينة ، لتجد المكان المناسب لإنشاء استثماراتها .

أنسى فكرة الإتصال بك ، فعقلي يسيطر عليه في تلك اللحظات مئات الأفكار في كيفية إقناع تلك السيدة بمشروع استثمار عاطفي مع قلبي ، إذ أن رقعته الخضراء تزداد كلما كان في مواجهة مباشرة مع النساء .

القلب الأخضر هو مصطلح يطلق على كل من تكون تربة عواطفه صالحة دوما لزراعة بذرة أي قلب عابر للسبيل ، ولا يكون بحاجة إلا لقليل من رذاذ مطر كلمات أو نظرات أو ابتسامات ، لتبدأ أشجار علاقات الحب المحتمل بالنمو في قلبه ، بصرف النظر عن جودتها أو رداءتها .

ولكن يبقى السؤال حول المحرك الرئيس لخضرة القلوب ، فهل هو ناجم من كثرة التجارب أم من محدوديتها ؟

وهل هو مقتصر على الرجال دون النساء ؟

أم أن خضرة القلوب تزداد عندما تلتف بأغلال القيود والحرمان ؟

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

قصة صديقين

لم تمنع خطوات السنوات الثلاثة التي يسبق فيها أحدهما الآخر في درب العمر ، حدوث شرارة صداقة ستمتد بعدها لعقدين من الزمان ، ومع أنها لم تبدأ مشتعلة كحرائق الغابات التي مهما التهمت من أشجار الأيام لتبقى ، لا بد أن تتلاشى في النهاية إلى سحابة دخان أسود ، لتتناثر في سماء الزمان ولايظل منها إلا رماد تدوس عليه أقدام الجفاء والهجران .

ولذلك كان اللقاء الأول بينهما أشبه ببذرة نبتة ستكبر وتروى بمحبة صادقة تجمعهما ، دون حاجة للتغذية من أسمدة المصالح التي كان من الممكن أن تجعل ثمارها دون طعم ولامذاق ولا لون ، ومن ثم لا تلبث أن تموت جذورها عند زوال تلك الأسمدة من تربتها التي ما كانت في يوم خصبة بمعنى الكلمة .

كانا يكتفيان في كل تلاق لهما عند منعطفات السنين بتبادل الأحاديث العابرة في مدتها والعميقة الأثر في سقاية نبتة صداقتهما التي كانت تكبر وتكبر ، إلى أن يحين موعد انطلاق الرحلة القادمة في دروب الأيام برفقة أصدقاء آخرين ، ومع نهاية كل رحلة كان يتجدد اللقاء والتوقف عند منعطفات أخرى ، تسبق دروب أعمارهما التي ازدادت معرفة وخبرة وتجربة في كيفية اختيار رفقاء الدرب القادمين .

كانت الهوايات والاهتمامات مشتركة بينهما دوما ، وهذا ما كان يجعل لقاءهما عند المنعطفات يتكرر بين الفينة والأخرى ، فبدءا من مباريات كرة القدم التي شهدت ملاعبها في الحارات والمدارس الكثير والكثير من ذكرياتهما الجميلة ، ومرورا بتلك الدكانة التي كانت ملاذهما في كل صباح ومساء ، لينفثا فيها السجائر بعيدا عن عيون المعارف والوشاة ، والذين قد يحملوا رسالة فتنة مستعجلة إلى آبائهم تكون سببا في حرمانهم من المصروف لأجل غير مسمى .

وها هما يتوقفان عند أكبر المنعطفات التي جمعتهما في صالات البلياردو والسنوكر ، والتي كان فيها من سبق بمهارته وخبرته ، هو أيضا من كان يتقدم بخطوات السنوات الثلاثة ، إلا أن هذا لم يمنعه من نقل معرفته وخبرته إلى صديقه ، الذي بات متعلقا به مع كل درس جديد بشكل أكبر ، ويتشوق لتلك اللحظة التي يجلس فيها معه في حديقة منزله بعد منتصف الليل ، ليحدثه عن ملخص (( الماراثون )) الذي جمعهما في مباريات تلك الليلة ، وملاحظاته وتوجيهاته التي كان يدلي بها بكل أمانة وعفوية ، طمعا منه بمشاهدة صديقه في اليوم التالي بمستوى أفضل .

ولكنه قرر فجأة ترك ذلك المنعطف ليمضي وحيدا دون رفقة صديقه ، والذي كانت مفاجأته الكبرى في ابتعاده عن تلك اللعبة التي كان يعشقها أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا ، فما كان من صديقه سوى الاستمرار في الوقوف عند ذلك المنعطف إلى وقت محدود ، ليقرر بعدها اللحاق بصديقه مجددا لعله يجده واقفا عند منعطف آخر ، فهو بعد أن بات وحيدا ، فقد قدرته على اللعب بمهارة وحماس وانحدر مستواه بشكل عجز دوما عن فهم أسبابه الحقيقية ، ولكنه أدرك حينها أن حماسه وتلهفه كان مرتبطا بوجود صديقه الذي رحل .

وتمكن أخيرا من اللحاق بصديقه والالتقاء معه عند منعطف جديد ، كان بالنسبة لهما أشبه بعالم جديد أو حياة أخرى ، إنه عالم الشبكة العنكبوتية ، وبدأ كل منهما الإبحار في استكشاف أسرار مواقعه المختلفة ، وفي نهاية كل ليلة بعد خروجهما من مقهى الإنترنت ، كانا يمضيان في السيارة إلى مكانهما المفضل في الماضي عند مرتفعات (( الجبيهه )) المطلة على (( البقعة )) ، يتحدثان ويتسامران وهما ينظران إلى بيوتاتها المتلألأة ليلا بمنظر بديع ، يسافر بأرواحهما بعيدا عن الواقع الذي بدأ بظلم أحلامهما كثيرا ، وعلى صوت قيصر الغناء العربي (( كاظم الساهر )) يدندنان معه أغاني الشريط الذي ظل ملتصقا في ذاكرتهما إلى هذا اليوم (( قصة حبيبين )) .

الصديق المتأخر بخطوات السنوات الثلاثة ، ولأول مرة منذ بداية صداقتهما ، يترك صديقه عند هذا المنعطف ويرحل بشكل مفاجىء وهو لايزال في الرابعة والعشرين من عمره ، سائرا إلى درب إكمال نصف دينه ، وهذا تسبب في انحسار لقاءاتهما التي كانت يومية ، لتصبح أسبوعية أو شهرية أو ربع سنوية ، وذلك عندما يعود الصديق المتزوج إلى فترة عزوبية مؤقتة عند سفر زوجته لزيارة أهلها ، أو عند الذهاب للمقهى لحضور مباريات معشوقهم الأول والأخير (( زين الدين زيدان )) .

ولكن هذا الحال لم يعجبهما ، فهما متعلقان ببعضهما أكثر من تعلق الأغصان بجذوع الأشجار ، والتي مهما هوجمت من عواصف وأعاصير رياح الزمان ، لا تتمكن من النيل إلا من أوراقها التي سرعان ما كانت تنمو مجددا بالأشواق والحنين والمودة الصادقة ، والتي سطرت في صفحات حياتهما أجمل الدروس في علاقات الصداقة الحقيقية .

وعادت اللقاءات تتجدد ولو لساعة واحدة في كل ليلة ، وعاد الصديق المتأخر بخطوات السنين إلى مقعده مجددا في الاستماع والتعلم والنقاش والحوار ، وتبادل الخبرات والأخبار مع صديقه الذي كان كعادته لا يبخل عليه في أية معلومة أو تجربة أو خبرة تعلمها من مدرسة الحياة .

وكعادته عاد الصديق المتقدم بخطوات السنين ، ليرحل إلى منعطف جديد ، وأبدع فيه كعادته منذ لحظة وصوله الأول ، وبدأ يقنع صديقه بالقدوم إليه والتواجد هناك سويا كما كانا دوما عند كل منعطف ، وبالفعل لبى الصديق النداء دون تأخير ، واستمع لكل نصائح وتوجيهات صديقه منذ لحظة البدء الأولى ، حتى أن صديقه هو من اختار له اسم الركن الذي سيقف عنده في ذلك المنعطف ، بل كان هو الملهم له في العديد من الأفكار والتساؤلات التي انطلقت من ذلك الركن ، الذي لولا مشيئة رب العالمين بدءا ، وهو ثانيا لما كان موجودا اليوم .

في كل يوم كان الصديق المتأخر يتعلم من صديقه درسا جديدا في كيفية الوقوف عند ذلك المنعطف ، وكان يعتبره دوما قدوته ومثاله الأعلى كما كانت عادته عند كل المنعطفات السابقة ، فلقد كان صديقه في كل المنعطفات موهوبا وبشكل استثنائي ، وهذا ما كان يجعل لقبه بالإسم والفعل معا ، فهو نادر بكل معنى الكلمة .

الآن وكما حدث عند كل المنعطفات ، يترك (( النادر )) هذا المنعطف ويرحل إلى درب ليس واضح المعالم بعد ، فهل سيفقد الصديق المتأخر حماسه كعادته عند رحيل صديقه ؟ أم هل سيقف عند هذا المنعطف وينتظر لحظة عودة صديقه ومعلمه وملهمه ؟ ليكتبا معا تجارب حياتهما التي لابد أن تنصفهما في يوم من الأيام .

هذا الإدراج هو إهداء متواضع مني إلى صديقي عمري الذي يغيب حاليا عن ساحة التدوين (( نادر أحمد )) ، وصدقا مهما قلت من كلمات ، فلن أعبر له أبدا عن مدى محبتي وتعلقي به ، ومهما شكرته فلن أوفيه حقه أبدا ، لأنني تعلمت منه أجمل الدروس ، ليس في عالم التدوين وحسب ، بل في حياتي بأكملها ، وتبقى تساؤلاتي كعادتها في نهاية الإدراج لأقول له : (( عند أي منعطف سنقف يا صديقي مستقبلا ؟ )) .

السبت، 11 ديسمبر 2010

سؤال التيتانك

في عام (( 1997 )) كان قطار عمري قد تجاوز ثماني عشرة محطة ، وكنت كلما أمعنت النظر في أرقام تلك السنة ، أجد تطابق خاناتها مع العام الذي جئت فيه لهذه الدنيا باكيا ، ولكن مع استثناء ذلك التغيير الطفيف الذي نشأ بعد الإتفاق المبرم بالتراضي بين الرقم (( 7 )) والرقم (( 9 )) على تبادل أماكنهما ، وبحضور الشاهد (( ز . ن )) الذي لا تتوقف عجلته عن دورانها السريع .

كان يقف هناك بالقرب من (( دوار عبدون )) ذلك المبنى الذي تهافت عليه السكان من مشارق العاصمة ومغاربها ، حتى بات الدخول إليه شبه مستحيل في أيام العطل الرسمية دون حجز مسبق ، ولقد كانت تأشيرة عبوره لشاب مثلي في سنته الجامعية الأولى ، تعني التخلي عن نصف مصروفه الأسبوعي البالغ عشرة دنانير ، ولذلك كنت أكتفي أنا وأصدقائي بالتجوال على أرصفة حدوده المزدحمة على مدار العام .

كنت في تلك الأيام أعشق مشاهدة الأفلام الرومانسية ، وأفترس أية فرصة تمكنني من مشاهدتها ، ولكن الخيارات التي كانت متاحة أمامي انحصرت بأشرطة (( الفيديو )) وكرم معدي برامج محطات التلفاز الأرضية ، فالتكنولوجيا في ذلك الوقت كانت لاتزال تأتي إلينا كحبيبات الدواء التي يتم قطرها في فم طفل صغير ، ولم تكن إلا في متناول من كان في جيوبه مال وفير .

ومع بداية عام (( 1998 )) كانت لحظة تمردي الكبرى على كل ميزانيات المصاريف وعجزها ، وذلك بعد أن خرج طيف سفينة (( التيتانك )) من قعر المحيط الأطلسي ليرسو فوق ميناء اللوحات الأعلانية لذلك المبنى الذي زادت نرجسيته وغروره وهو يشاهد زحف الأفواج الهائلة التي حضرت إليه متوسلة لتحظى بأدنى فرصة لمشاهدة ما سيحدث فوق سطح تلك السفينة العظيمة التي جعلت القائمين على صناعتها يتجرأون على خالقهم في إمكانية غرقها ، ولكن جبل الجليد نقل رسالة الخالق على غطرستهم من أول رحلة لها .

ابتسم لي الحظ منذ يوم العرض الأول لذلك الفيلم ، إذ قرر المبنى المغرور أن يضيف حفلة عرض استثنائية في منتصف الليل ، ولقد كان ذلك القرار كافيا لتدفق أشخاص مثلي إليه كالسيل ، ولست أدري لماذا وأنا أشرع بالدخول إلى ذلك المبنى ، تذكرت مركز مدينة عمان القديم (( البلد )) الذي عشت فيه أجمل ذكريات طفولتي عندما كنت أعمل مع والدي في متجره المزروع هناك من بداية خمسينيات القرن الماضي ، كانت (( البلد )) بالفعل بلد ، إليها كان مقصد زوار المطاعم والمحلات التجارية ودور السينما والمقاهي والمكتبات ، هي أصالة (( العمانيين )) ولكنها أمام ذلك المبنى المغرور لم تكن سوى امرأة طاعنة في السن ، لم يعد يكترث لأمرها أحد ، بعد أن كانت محبوبة قلوبهم دون منازع .

أتابع الفيلم بكل اهتمام وأسافر مع السفينة في رحلتها التي انطلقت من ميناء (( ليفربول )) ، وألاحظ على متنها الصراع الأزلي بين الطبقة الغنية والفقيرة ، والذي لم تنجو منه البشرية في البحر كما في اليابسة ، ولكن ذلك الصراع اللامتناهي لم يقف حاجزا أمام قصة الحب التي نشأت بين ذلك الرسام الفقير وتلك الفتاة الإرستقراطية ، حتى تأتي اللحظة الحاسمة وترفض أشلاء القطع الخشبية للسفينة البائدة احتوائهما على سطحها معا ، فيقرر هو الهبوط إلى المياه المتجمدة لتبقى هي على سطح اللوح الخشبي ، ويموت بردا في سبيل فرصتها بالحياة ، وعند تلك اللحظة بالذات كان صوت المرأة التي تجلس أمامي قد ارتفع بسؤال استنكاري عنيف للرجل الذي كان يجلس بجانبها : (( لو كنا مكانهم فهل ستضحي بحياتك من أجلي كما فعل جاك )) ، ولكن الرجل ظل صامتا ولم ينطق بأية كلمة .

وتمضي الأعوام وندخل من بوابات قرن جديد من الزمان ، ويشرف العقد الأول منه على الإنتهاء ، وتصبح التكنولوجيا متوفرة في بلدنا أكثر من الماء ، ويزول المبنى المغرور ويصبح بائدا كسفينة (( التيتانك )) في قعر أراضي (( عبدون )) ، إلا أن معدي برامج إحدى القنوات الفضائية يعيدون عرض الفيلم قبل عدة أيام ، فيدفعون بمعشر الرجال مجددا إلى فخ الحرج الذي لم تقدم فيه السنين والأيام يد المعونة لهم لكي يتخلصوا من براثنه ، لتباغتني زوجتي بالسؤال ذاته ، وأصمت أنا تماما كذلك الرجل .

فمتى سينتهي سؤال (( التيتانك )) ؟

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

عام من التدوين


بمناسبة اقتراب مدونتي من عامها الأول ، فإنني أتقدم بالشكر الجزيل لكل من عبر صفحاتها ، وشارك في التعليق والنقاش على مختلف مواضيعها ، وبالوقت ذاته فإنني أشكر المواقع الإخبارية (( عمان نت وصحفي )) على ثقتهم الغالية ونشرهم للعديد من تدويناتي .

وبهذه المناسبة سأتوقف اليوم عند عبارات كتبتها في مختلف إدراجاتي ، متمنيا أن تنال إعجابكم ، ولايسعني في النهاية إلا القول بأن مدونة أفكار وتساؤلات هي خلاصة تجاربي ومشاهداتي وملاحظاتي ومعرفتي المكتسبة من مختلف القراءات الممتدة على مدار عمري الذي مضى منه أكثر من ثلاثة عقود ، لقد كتبت في هذه المدونة كل ما كان حبيسا في غياهب صمتي في الماضي وحتى بعضا مما واجهته في الحاضر ، وكان هدفي أن أشارك الآخرين بهذه التجارب وأتبادل معهم الأفكار والخبرات للإرتقاء بمفاهيم حياتنا الإجتماعية والتي أعتبرها من الأساسات الجوهرية لعملية بناء نهضة المجتمعات .

وأخيرا فإن مدونة أفكار وتساؤلات هي اليوم تحت المجهر لتقييمها من قبلكم أيها القراء بعد مرور عام على إنشائها ، أشكركم جميعا .

كانون أول 2009 :

- تأكدوا تماما أن الإحسان جزاؤه الإحسان ، فعلاقة الإحسان مع الأخت هي سبب التوفيق في الحياة ، والإساءة لها هي سبب الشقاء طول العمر . ((
تساؤلات في علاقة الأخ بأخته ))

- الأصل في العلاقات الزوجية الناجحة ، هو تفهم احتياجات الآخرين والسعي لتحقيقها وليس تفهم احتياجات الذات ومطالبة الآخرين بتلبيتها . ((
دورة حياة الزواج الفاشل ))

- أتمنى أن يلتزم كل فرد بتعليمات وقوانين وزارة الحب ، فنصوصها لا تحتاج إلى تعاميم وإفصاحات ، بل تحتاج إلى إسقاط أقنعة الوجوه وتطهير شرايين القلوب من الأنانية وحب الذات ، وبهذا لن يحتاج أي فرد للبحث عن الحب لأنه سيجد كل الناس من حوله قد أحبوه . ((
هل نحتاج إلى وزارة حب ؟ ))

- إن اختيار المرأة الصالحة للزواج يعتمد على التحري عن أخلاقها وحسن سيرتها ومنبتها الطيب ، وكذلك فإن عفة المرأة في شخصيتها وإرادتها وسلوكها . ((
صك البراءة على عفة وطهارة المرأة )) .

- إن معالجة ظاهرة التحرش هي مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة معا ، ولابد لكل فرد منا ذكرا كان أم أنثى أن يربي نفسه على احترام الآخرين ليتحقق الاحترام المتبادل وبهذا يستقيم المجتمع . ((
ظاهرة التحرش مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة ))

- إن تحلي الآباء والأمهات بروح التضحية والإيثار هو أساس التربية الاجتماعية الناجحة ، ولذلك أناشد إخواني وأخواتي من الآباء والأمهات برفع شعار محبة أولادكم قبل محبة أنفسكم ولاتكونوا كما قال الشاعر الكبير نزار قباني : " جربت ألف محبة ومحبة فوجدت أفضلها محبة ذاتي " . ((
في محاربة العنف الأسري ))

كانون الثاني 2010 :

- إلى متى سنبقى نسير في درب تشويه حقيقة أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ؟ ((
لعبة الأسئلة والأجوبة ))

- يستطيعون التمييز بين السطح البارد والساخن بمجرد ملامستهما ، ولكنهم لايستطيعون تمييز الصحيح من الخاطىء على الرغم من لمسهم لأسطح الحقيقة مرات عديدة ، يبرعون في تمييز الأشياء الناعمة من الأشياء الخشنة ويفشلون في تمييز سلوكياتهم الغليظة مهما لامسوا كنه أشخاص يحتاجون إلى الرقة والحنان . ((
الحواس الخمس ))

- كفاكم توحدا أيها المستهترون بدموع تحترق من شدة الألم واللوعة ، لدموع تحتاج لصدر حنون ، لدموع تفتقد إلى رومانسية دفنتموها في مقابر قلوبكم المتحجرة ، لست أدري أنقبل عذر أصابتكم بهذا المرض ونقول ليس على المريض حرج ؟ ((
الدموع والتوحد ))

- وعلى مايبدو أن البعض ذاكرتهم لاتسعفهم في التذكر ، أو أنهم قد تعمدوا نسيان خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والتي بدأت بعبارة خالدة ستبقى إلى قيام الساعة : " إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا " ((
قابيل وهابيل في مديرية الأمن العام ))

- لا أدري كيف تدفقت هذه الأعداد الهائلة من بنات الفلبين إلى الأردن ، حتى أصبحنا نراهم في كل مكان ، في الطرقات ، في المولات والأسواق والمحلات التجارية ، في المطاعم ، في الحدائق والأماكن العامة . ((
الفلبينيات خادمات أم بائعات هوى ))

- هل وجود فجوة عمرية بين الرجل والمرأة يعتبر عاملا إيجابيا أم سلبيا في نجاح العلاقة بينهما ؟ أم أن فارق السن ليس له أي تأثير في نجاح أو فشل تلك العلاقة ؟ ((
عقدة أوديب وإلكترا ))

- أتمنى يا أصدقائي من أصحاب شعارات المقاطعة أن تتوقفوا عن الكلام والاستعراض في مهاراتكم الخطابية وتتوجهوا للعمل بصمت في كيفية بناء صناعات ومنتوجات عربية تنافس العالم من حولنا . ((
تساؤلات في مقاطعة المطاعم الأمريكية ))

- إن على الفتاة أن تختار بين ارتداء تلك الأنواع من الألبسة وعدم الاكتراث عند مواجهة الناس ، وإما أن تبتعد أساسا عن هذه الألبسة ولتذهب الموضة إلى الجحيم . ((
الفتاة الشرقية بين الخجل والموضة ))

- في مجتمعاتنا الشرقية لانزال نعاني من هجوم عدو خطير جدا لعواصف الأفكار ، ألا وهو مايسمى " بثقافة العيب " وللأسف صفوف المقاومة لدى الإنسان الشرقي في أغلب الحالات تكون ضعيفة جدا أمامه . ((
عواصف الأفكار ))

- الذنب ليس ذنبكم يا أصحاب الذاكرة الانتقائية ، بل ذنبنا أننا اعتقدنا أنكم تهتمون لأمرنا كما نهتم لأمركم . ((
الذاكرة الانتقائية ))

- هل ماتت الأحاسيس والمشاعر الجميلة لأن الهموم انحصرت في فكرة واحدة فقط واستحوذت على العقول ، ألا وهي كيف نؤمن لقمة العيش ؟ ((
أفكار في الحب ))

- الفتاة هي التي تدفع الثمن وهي المتضررة الأولى والأخيرة من ذلك كله ، والسبب أنها لن تستطيع إعادة الحب الضائع وبالوقت ذاته ستخسر الحب القادم لعدم وجود أية محاولات جدية منها لاستقطاب الحب الجديد . ((
قرد ولكن لا أنساه ))

- ويبقى هذا التساؤل مطروحا ويبقى الجدل فيه لاينتهي حول أولوية جمال الجسد أم جمال الثقافة والشخصية في ارتباطنا بالجنس الآخر . (( جمال الثقافة أم جمال الجسد ))

شباط 2010 :

- أنا ضد المبالغة في الخوض بالأحاديث عن مزايا ومواصفات الأزواج والزوجات أمام الأصدقاء ، فلست أرى من وراء ذلك أية منافع قد تعود على العلاقة الزوجية ، المهم هو اقتناعكم أيها الأزواج ببعضكم ، ولذلك لاتنظروا إلى غيركم إلا بحدود إيجابية قد تخدم في تدعيم روابط علاقاتكم الزوجية وليس أكثر من هذا . ((
زوجة صديقي وزوج صديقتي ))

- أصبحت بعض القلوب كالأثاث المستعمل الذي لم تعد هنالك حاجة له ، وها هي الآن تقبع في غرفة مظلمة لايدخلها أحد ، فلم يعد هنالك من ضرورة لوجودها ، إذ أنه تم استبدالها بقلوب جديدة . ((
قلوب مستعملة للبيع ))

- في مجتمعنا المنهك من كثرة الآفات الإجتماعية التي لم تعد ترحم جسده الضعيف وتأبى إخراجه من قسم العناية الحثيثة في مستشفى الباحثين عن حياة كريمة ، يداهمه في هذه الأيام وبكل أسف جلطة قلبية في شرين الحياة ، ولست أدري هل سيتمكن من مقاومة تلك الجلطة أم لا ؟ ((
آفة وحرب إجتماعية أبطالها الرجل والمرأة ))

- بداخل كل فرد منا طاقة إيجابية إذا أحسن استخدامها يستطيع التغلب على أية ضغوطات نفسية قد تواجهه ، والمحرك الرئيس لتلك الطاقة هو في حسن التوكل على الله عز وجل واللجوء إليه في كل الأمور ومن ثم الأخذ بالأسباب التي ستؤدي إلى النجاح في استغلال تلك الطاقة الإيجابية . ((
مقاومة الضغوطات النفسية ))

- رحلوا والدموع تنهمر من شدة الحزن والأسى على ظلم وغدر وبطش من أحبوا بكل صدق ووفاء ، كان ذنبهم في هذه الدنيا أنهم عبء ثقيل على كاهل وحوش بصورة بشر ، لم يدركوا أن أقرب الناس إليهم سيلعبون دور القاضي والجلاد في محكمة هدر الكرامة الإنسانية . ((
الإنسان أغلى أم أرخص ما نملك ))

- وأرجو من الجميع عدم الانسياق وراء الشائعات التي تتحدث عن إدراج مشاعر الأمل بغد أفضل ، لأن كرامة الإنسان ليست ضمن الخطة المستقبلية في أجندة أصحاب النفوذ . ((
بورصة المشاعر ))

- هل مكتوب علينا أن تبقى الإهانة والمذلة تلاحقنا في كل العصور والأزمنة ؟ ولكن مذلة عصر التكنولوجيا تفوقت في إذلالنا عن كل العصور . ((
الطلاق الالكتروني ))

- دعونا وشأننا يا فئة النخب ويا فئة مقلدي الغرب ، فنحن لسنا بحاجة لمزيد من الكراهية والحقد والبغضاء والتحقير والاستهتار ، والتكبر والغرور والنرجسية ، دعونا نعيش حياتنا ببساطة لعلنا نستعيد شيئا من المعاني الجميلة في المحبة والإخاء واحترام بعضنا بعضا ، نحن بشر مثلكم ولسنا عبيدا ننتظر أوامركم وتوجيهاتكم ، فلقد ولدنا من بطون أمهاتنا أحرارا . ((
365 يوم للكراهية ))

- اقتنعت بأن هنالك العديد من بشائر الفرح الغامضة فيما أمتلك ، وسأجد فيها نشوة حبي المستحيل إذا تعمقت في البحث عن مواطن الجمال فيها وابتعدت عن تسخير قدرتي في التنقيب عن عيوبها . ((
في انتظار حبي المستحيل ))

- قررت أن أتعمق في دراسة كل مفردات اللغة ، لعلي أجد سؤالا أتمكن فيه من إيقاعها وإرغامها على الإجابة عن أسئلتي بشكل قطعي ، ولكنها كانت تلوذ إلى ملاجىء الصمت للحظات لا تتجاوز دقائق معدودة ، لتفاجئني بعدها بالرد بأسئلة تتفوق في ذكائها على أسئلتي ، فأجد نفسي عاجزا مجددا عن مجاراتها في حديث حرب المفردات اللغوية . ((
أخاف لغة الصمت في كلام النساء ))

- كم من الصعب أن تجد زوجة تجمع بين أروع أربع صفات ، فلقد كانت له الأم في حنانها ، وكالعشيقة في أنوثتها وسحرها ، وكانت الصديقة الوفية في حفظ أسراره وستر عيوبه ، وكانت الخادمة التي لا تتذمر أبدا من الاعتناء بشؤونه المنزلية . ((
غباء طبيب والضحية زوجة مخلصة ))

- في حال ارتباط الزوجة الأردنية بزوج من جنسية أخرى واستمرار إقامتها في الأردن ، ينشأ بسبب ذلك مشاكل مرتبطة بالقوانين والتشريعات الموجودة في الدولة والتي تتعامل مع أولادها على أنهم أجانب ، فيفقدون بذلك حقوقهم في التأمين الصحي والتعليم وغيرها من حقوق المواطنة . ((
ابن ابلد أولى ببنت بلده ))

آذار 2010 :

- نحن ببساطة لسنا بحاجة لمقويات حبوب العجز ، بل نحن بحاجة إلى ثورة على الإنسان الذي يقطن بداخلنا ، وحثه على العمل الجاد في طريق إصلاح الإنسان الذي فقد قدرته على حب الحياة . ((
النوم في العسل ))

- لن يكفي الحديث مهما كتب من إدراجات عن تلك الشخصية الرائعة والمتفوقة في كل نواحي الحياة الإنسانية ، وكم نرى في هذه الأيام من أبناء هذه الأمة من يتخذون لأنفسهم شخصيات يعتبرونها المثل الأعلى لهم ، سواء في النواحي الدينية أو الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية ، وبكل أسف غفلوا عن أهم وأعظم وأشرف قدوة . ((
في ذكرى مولد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ))

- أنظر من خلال نافذة الصف المثقوبة منذ زمن طويل والتي لم يكتشف بعد أن أضرارها على صحة الطلاب أخطر من الآثار التي يدعون وجودها في ثقب طبقة الأوزون ، ومع هذا لا أكترث لعواصف الهواء القادمة منها والتي تجعلني منكمشا في مقعدي كجنين في رحم أمه ، وأتابع رحلتي في السفر بعيدا عن حملات نابليون إلى أراضي مدرسة الفتاة التي عشقتها من أول نظرة وهي ترتدي ذلك الزي الأخضر الفاقع اللون . ((
مدارس البنات والخطر القادم ))

- لم تثني تلك المائدة العملاقة التي ظهرت كطواحين الهواء التي حاربها " الدون كيشوت " الفارس الصغير عمر الذي لم يتجاوز السنتين من عمره ، ليتسلق ظهر الكرسي ويصعد إلى صحن التفاح الذي كان يقبع في وسط المائدة ليخطف منه تفاحة ، ملبيا بذلك طلب أخته وحبه الأول ياسمين . ((
خطيئة التفاحة ))

- إن أسرار الانجذاب بين الرجل والمرأة تكون في بعض الأحيان غير منطقية ولايمكن تتبع أسبابها مهما حاولنا في سبيل ذلك . ((
هل المرء ينجذب إلى نقيضه ))

- المعاتبة مرتبطة كثيرا بالمصارحة في توجيه النقد المستمر لأخطاء الآخرين وهذا من وجهة نظري لا يتسبب في دوام المحبة أبدا ، بل يتسبب في الكراهية والنفور بين الناس . ((
الصراحة ليست دائما جميلة ))

- إنني أرى أن تقييم شعورنا بالندم في الدرجة الأولى لا يتوجب قياسه من خلال منظور النجاح أو الفشل المادي الظاهر أمام العيان ، بل من خلال مدى انسجام شخصياتنا وتوحدها مع خياراتنا التي نتخذها في حياتنا ، شريطة أن لا تكون مؤذية للآخرين من حولنا . ((
لو عاد الزمن للوراء ))

- أعتقد أن تنوع الفصول الأربعة في المرأة يجعل منها حلما جميلا للعديد من الرجال ، فلا يتمنون الاستيقاظ منه أبدا ، والمرأة الذكية هي التي تدرك وتقدر الأوقات بشكل صحيح لتفرض مناخا وأجواء جوية مختلفة للرجل ، مما يجعل تلك العلاقة مثيرة في كل تفاصيلها ، ويهزم أي ملل أو روتين محتمل أو أية محاولات من الرجل في البحث عن امرأة أخرى . ((
المرأة والفصول الأربعة ))

- إدراج اليوم سيكون على نمط البرنامج الشهير " من سيربح المليون " ولكن مع بعض التعديلات البسيطة . ((
من سيربح المليون ))

- الرجل العربي والمرأة العربية كلاهما يفتقدان إلى استقلال الذات والذي يعتبر المتطلب الرئيس لحرية الاختيار ، وأقصد هنا أن كلا الطرفين في صراع مستمر ودائم مع سلطة ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده . ((
المرأة وحرية الاختيار ))

- لا أذكر من مشوار حياتي كلها أنني بادرت إلى حب امرأة ونجحت في ذلك ، بل كانت المرأة التي لم أسع وأبذل مجهودا لقدومها ترمقني بنظرات القبول ، وتفتح أبواب قلبها على مصراعيه أمامي . ((
كثرة الدق على باب قلب المرأة ))

- نحن لا نحتاج إلى خبراء إقتصاديين ولا إلى مخططين في استراتيجيات ضبط النفقات ، بل نحتاج إلى أطباء من زمرة عمر بن عبد العزيز يستطيعون علاج الساديين الأغنياء من ذلك المرض العضال الذي يبث سمومه وشروره في وجه أبناء هذا المجتمع . ((
السادية والأغنياء ))

- تنتابني هواجس عديدة عندما أشاهد المسؤولين والمدراء ورؤساء مجالس الإدارات في مختلف القطاعات وأسأل نفسي أنني لو كنت في مكان أي منهم ، فماذا تراني سأفعل ؟ ((
لو كنت مسؤول ماذا كنت ستفعل ))

- لن أنساك أبدا يا فلسطين ، فعلى الرغم من أنني من أبنائك الذين لم تضميهم يوما في ربوع أحضانك الدافئة ، ولكنك ستظلين أمي الحبيبة التي سأحلم في كل يوم أن أعود إلى صدرها الحنون . ((
اللد مدينة أجدادي ))


نيسان 2010 :

- في كل مرة تقفز إحداهن إلى وسط الشارع متظاهرة بعبوره ، وفي كل مرة ينجح السائقون بالإفلات من مكيدة دهس إحداهن . ((
لعبة الموت ))

- الرجل الحقيقي لا يخوض في الأعراض ولايضرب النساء ولايستعرض بطولات فحولته ، متى يا رجال العرب ستفضون أغشية عقولكم المهترئة من كل تلك التفاهات والسخافات ؟ ((
جلسة مع الحلاقين وسائقي التاكسي ))

- انطلقت متوجها إلى بائع الورد ، فسألني عن أية وردة أرغب في إهدائها لحبيبتي ، ولكنني تلعثمت في الكلام ، فأنا لست خبيرا بلغة الورد ودهاليزها الخفية . ((
حبيبتي عمان ))

- ماهو سر تلك الرسائل الخفية التي كانت مختبئة وراء حروف كلماتها ؟ تلك التي أشعلت فتيل العشق المجنون في فؤاده الذي اعتراه الرماد الداكن الكئيب بعد أن اتخذ قرار الإعتزال عن ممارسة طقوس العشاق ، واقتنع تماما بفشل كل محاولاته الماضية في العثور على ذلك العشق الإسطوري الذي لا تتعدى حدوده الإقليمية الحد الفاصل بين الحقيقة والخيال . ((
السعادة المؤلمة ))

- قاعدة القانون فوق الجميع ليست مطبقة في العالم العربي ، بل القاعدة الأصح هي القانون فوق الضعيف فقط . ((
خالفني يا سيدي ))

- في الواقع ماذكرته من مصطلحات ليس سوى جزءا بسيطا جدا من معجم المفردات الذي تفيض به اللهجة العامية ، ويلاحظ أن الفجوة بدأت تتسع كثيرا بين معاني تلك الكلمات ودلالاتها وبين مفردات اللغة العربية الفصحى . ((
مصطلحات عجيبة ))

- الحكم يأتي دائما على النتيجة وليس على المحاولات المبذولة والجهود المتواصلة لتحقيقها ، كمن يحاول حل مسألة رياضية في امتحان ، فإذا كان الجواب النهائي غير صحيح فلن يحصل على أية علامات عليها . ((
النبتة التي لا تثمر لا تسكت الجوع ))

- في الطريق المؤدي إلى هاوية الفراق ، كانت عيون ناصر تنظر نظرتها الأخيرة على شقيقته ورفيقة طفولته البريئة سناء وهي تخلع رداء عذرية أنوثتها بمناسبة إكمالها عامها الخامس عشر . ((
فحولة لا تهوى إلا الأطفال ))

- يا شباب العرب أنتم كتلك القطط ليس لكم قوة ولا هيبة ولا نفوذ إلا في المعارك التي تحدث بينكم ، والتي يكون سببها الظفر بقلب فتاة تعتقد أنها تزداد حسنا وجمالا وبهاء كلما تقاتل عليها الرجال . ((
الحب على الطريقة العربية ))

أيار 2010 :

- بعيون تذرف دموع الألم والحسرة ، وبصوت يزحف من أعماق قلب مجروح ، ودع أبو أحمد زملائه في المصنع خلال الاحتفال الكبير الذي أقيم على شرفه في الأول من أيار . ((
أبو أحمد في يوم العمال العالمي ))

- أخبره أن شقيقته قد أوصته قبل وفاتها بأن يواظب على سقاية حجارة القبر معللة ذلك برغبتها في الحفاظ على وعدها مع زوجها بأن يشاهد قبرها دائما كما يحب أن يراه " رطبا ونديا " . ((
الغيرة جنون أم فنون ))

- لكل شاب وفتاة شروط ومتطلبات معينة لابد من توفرها في شريك الحياة ، ولكن التنازل عن بعض تلك المتطلبات لا يؤدي بالضرورة إلى فشل الزواج ، فالحرص والحذر في الاختيار أمر محمود ، ولكن إذا كان بشكل مبالغ فيه فبالتأكيد لن يجد المرء نصفه الآخر أبدا . ((
العنوسة ليست حكرا على البنات ))

- نداء خاص إلى قلب كل فرد في هذا المجتمع بأن يخصص مساحة ولو كانت صغيرة لذوي الاحتياجات الخاصة ، فهؤلاء هم فراشات الجنة فلا تحرقوا أجنحتهم بنار غرور أبليس الذي أعتقد أنه أفضل من آدم . ((
أرحام مسلوبة الإرادة ))

- أينما ذهبت تطاردها العيون وتترصد بها ، فجمالها كان كفيلا باحراج عنفوان أي فحل من الفحول ، ولم يحدث مسبقا أن تمكن رجل من اقتحام قلبها دون استئذان ، بل هي من كانت تفتح لها كل أبواب القلوب لتمشي بكعبها العالي ممزقة كل شرايين المغترين برجولتهم الذليلة أمام سحر أنوثتها . ((
أحقا المرأة تشعل نيران قلب المرأة ))

- نحن لانكتفي بتكرار أخطاء الأجيال القديمة بل نضيف عليها أكثر مع نشأة كل جيل جديد ، ولازلنا نشكو وبأيدينا وصلنا إلى هاوية الذل ، عجبا وألف عجب . ((
كفكفي دموعك يا أحلام ))

- إذا استمر رفضها تعود مكالمات الإزعاج من جديد حتى تستسلم لطلبي وتوافق على التحدث معي أو تستبدل رقم هاتفها لكي تتخلص مني . ((
لعبة الأرقام العشوائية ))

- هل سنظل نتحسر على تقدم الأمم الأخرى ؟ وهل سنظل نتغنى بأمجادنا الغابرة ونبكي أوضاعنا المعيشية الصعبة ونلقي باللوم عليها في كل مصائبنا ونتناسى أننا نلامس مكان الألم في كل يوم ولانحرك له ساكنا ؟ ((
الإعتداء الجنسي على المحارم ))

- أم أن بعض الفتيات العازبات يعتقدن أن في مثل هذه الأعراس تكون فرصتهن الذهبية لإبراز كافة مفاتنهن طمعا في ملاحقة عيون الأمهات لهن واللواتي يبحثن لأبنائهن عن عروس . ((
فنون التعري في الأعراس غير المختلطة ))

حزيران 2010 :

- خسئتم أيها المنظرون الملاعين ، فلن ننصرف بكلامكم الفارغ عن المطالبة بفك الحصار عن غزة ، ولن نخمد نيران غضبنا في هذه المرة ولن نرضى بجرعات مسكنة من اجتماعات ومفاوضات ومرافعات سياسية تذهب أدراج الرياح في محاكم الظلم الدولية . ((
قراصنة الدم ))

- يا عرب كفاكم عنصرية لعروبتكم لأن عزتكم بالإسلام وحده وليس لكم دونه من عزة ولاكرامة ، فمتى ستفهمون تلك الحقيقة ؟ ((
الأتراك إخواننا في الدين يا عرب ))

- مع بداية هذا الأسبوع تم إعلان تشكيل حكومة طوارىء مؤقتة تنصب مهامها في إدارة شؤوني المنزلية ، وذلك بسبب عودتي المؤقتة لأيام العزوبية بعد سفر زوجتي وأولادي . ((
الحكومة المؤقتة لشؤوني المنزلية ))

- انتهى العقد الثالث من عمره معلنا نشوة هزائمه ومسلسل إحباطاته المتكررة في تلفاز الحياة ، وعجزه التام عن السباحة خارج محيط الديون وغلاء المعيشة ، والتهديد المستمر الذي يعيشه في كل يوم مع هبوط نقاط مؤشر البورصة التي تتوقف عليها حياة الشركة التي يعمل فيها ، فينفرد بذاته في هذه المرة ، ويطلق الحرية لعاصفير دموعه من ذلك القفص اللعين الملقب بالرجولة . ((
أنت تبكي إذن أنت لست رجلا ))

- نحن لا نزال بخير وحياتنا لاتزال مستمرة ، ومدنيتنا تحارب على كل جبهات المظاهر الكاذبة واجتماعاتنا المشتركة كذكور وإناث تتم على كل طاولات المفاوضات ، إلا طاولة العشق التي أصبحت مقاعدها بيوتا لعناكب القلوب وغدت حجرتها مهملة بطابق تسوية الأحلام الأخير في ذلك المبنى الملقب بالحياة . ((
أريدك أنثى ))

- كنت دوما شديد الإعجاب بالشخصيات الإنسانية التي يتوحد في حضورها كل الأفراد على الرغم من اختلافاتهم في العوامل الديموغرافية كالعمر أو الجنس ، أو في اختلاف اتجاهاتهم العقائدية والفكرية وحتى في تباين البيئات الاجتماعية التي تشكلت فيها شخصياتهم . ((
نجتمع على همسات واحدة ))

- سي السيد لا يعترف بالقرن الواحد والعشرين ولايعترف بالعولمة ، ولايعترف بأن المرأة أصبحت متعلمة ولها شخصية وحضور وكيان في المجتمع ، بل لا يزال يعتقد أنها مثل أمينه لا تقوى على النظر بعيونه . ((
المرأة المثقفة جنسيا ))

- الأمر لايتعلق بثمن الهدية أو غرابتها ، بل بفطنة وذكاء الرجل في اختيار هدية تثير حرارة مشاعر المرأة وأحاسيسها وسعادتها بأنها دائما في عينيه أغلى مافي الوجود . ((
الهدية ما عجبتها ))

- لا تجعلوا حياتكم محطات انتظار فقط ، ولاتجعلوا مخاوف المستقبل المجهول تسرق لحظات سعادة جميلة تكون في متناول أيديكم " فالحياة حلوة بس نفهمها " أليس كذلك ؟ ((
حياتنا محطات انتظار ))

تموز 2010 :

- التشابه بين الشخصيات في الأفكار والمعتقدات وحتى في النهايات المشتركة التي تجمعها ، موجود في عالم الرجال ويتكرر على الرغم من اختلاف الزمان ومضي القرون والأيام ، ولايكون الاختلاف إلا في الأسماء فقط . ((
شهريار وجحا ))

- كان يتجنب كل منعطفات ذاكرتها ، ويحاول أن يرسم معها أياما أجمل لعمر لم يولد بعد ، فهو قد استبدل تاريخ شهادة ميلاده بيوم خطبته عليها ، بينما هي ارتبطت به بتاريخ لايزال مجهول المعالم على خارطة الوقت . ((
حرب غير متكافئة على قلب امرأة ))

- هي امرأة تجعل نيران الأشواق في قلب الرجل دائمة الاشتعال في حضورها وغيابها على حد سواء ، هي امرأة لديها قدرة عجيبة في التحكم عن بعد بحاسة البصر لدى الرجل فيصبح كالكفيف عند مصادفة أية امرأة أخرى ، هي امرأة بارعة في إزالة غبار أية حفنة ملل قد تعرف طريقها إلى محبة ذلك الرجل لها . ((
المرأة الأسطورية ))

- مجددا يبتسم ثغرها كالنهر العذب الذي يحجز مياهه أمام ظمأ قلب عادل ، لتقول له : فلنبقى أصدقاء ، ولكنه يودعها بمقطوعة موسيقية حزينة كأيامه قائلا : غالبا ماتتحول الصداقة إلى حب ولكن يستحيل أن ينزل الحب إلى درجة الصداقة . ((
الصداقة والحب ))

- لطالما كان يؤمن بتلاقي الأرواح قبل الأجساد ويجزم بأن المحبة الحقيقية تتدفق كالبحر بين شواطىء القلوب مهما كان لسلطان بعد المسافات من قيود . ((
صراع العقل والقلب ))

- ترتبط العلاقات الانسانية وبخاصة بين الرجل والمرأة بما يسمى بميزان العواطف والذي غالبا ما لا تتساوى كفتيه بينهما ، ولكن هل بالضرورة أن يكون رجحان الكفة لصالح أحدهما دوما ؟ ((
ميزان العواطف ))

- إن شبابنا وفتياتنا يعانون كثيرا من اختلاط المفاهيم مابين منظومة العلاقات التي تجمعهما في تلك المراحل العمرية غير الناضجة ولذلك فأنا لا أؤمن بعلاقات الحب في المرحلة الجامعية ولا أتوقع لها استمرارية بأي شكل من الأشكال إلا في حالات نادرة جدا . ((
مشروع زواج جامعي ))

- كلما كان في زيارة خاطفة أمام المرآة ، يلملم ماتبعثر من معنوياته مع كل حلم يمضي ويعجز عن تحقيقه ، ولايجد سوى كلمات يتبادلها مع طيفه الحزين بضرورة البحث عن أحلام جديدة قابلة للتطبيق على أرض واقع الحياة التي ينقصه فيها قليل من الحظ والتوفيق . ((
حديث المرايا ))

- القضية ليست قضية حريات شخصية بل هي قضية مجتمع لم يعد له من هوية واضحة المعالم ، مذبذبين نحن لا إلى الغرب ولا إلى الشرق ننتمي ، فمن نحن إذن ؟ ((
شارع الوكالات وأشياء أخرى ))

آب 2010 :
- في كل عام نفشل في تعلم وتطبيق أهم دروس هذا الشهر الفضيل في كيفية التحلي بالصبر ، فهل سننجح في هذا العام مع هذه الأجواء الحرارية التي لم نحتملها قبل رمضان ، بتعلم الصبر الذي نفتقده في حياتنا ؟ ((
رمضان والصيف ))

- الآن بدأت مشروع رحلتك في البحث عن تأشيرة عبور إلى قلب بديل تستوطنه دون شروط مسبقة ، فهل سترفض أنانيتك أية تنازلات ؟ أم أنك تريد البقاء مشردا بين قلوب النساء ؟ ((
اعترافات رجل أناني ))

- في رمضان كلما بدأت الشمس بوداع السماء في ساعة الغروب ، تستيقظ ذاكرتي على أصوات أيام قادمة من ماضي ثلاثة عقود ، أولها طفولة بريئة وأوسطها مراهقة طائشة وثالثها رب أسرة بسؤوليات كبيرة . ((
ذكريات الغروب ))

- عندما تغلق الحياة أبوابها في وجوهنا وتصدمنا بواقعها المختبىء وراء ستار أيام المستقبل ، نجد أنفسنا نهرب وبشكل لا إرادي للبحث عن ذكريات الماضي ، علها تعيد لنا بعضا من الأمجاد التليدة التي كنا نتباهى بها . ((
قاعدة التاجر المفلس ))

- بنات الحارة عدن بسيارات عملاقة تحمل لوحات الدول النفطية وبلاد العم سام ، وأولاد الحارة يجلسون على السور ذاته ، منتظرين موسما رمضانيا آخر يمكنهم ولو لمرة واحدة في حياتهم من التفوق على بنات الحارة في لعبة تحقيق الأحلام . ((
مشاهداتي الرمضانية ))

- بعد أن دقت خانة العمر ساعتها الأربعين ، قررت أن تثور على كل المقاييس والاعتبارات ، وستبدأ رحلة مراهقتها التي لم تتمكن من دفع رسومها في الماضي . ((
مراهقة امرأة بعد الأربعين ))

- كنت أعتقد أن صمت المرأة يوحي بالايجاب والقبول عند سؤالها عن إبرام معاهدة عشقية ، أما الآن فبدأت أقتنع أن لصمتها أسبابا ومسببات أخرى ، تحمل في ثناياها بشائر الرفض التي تأبى أن تكون مسموعة ، بسبب خوف أو خجل أو حرج من جرح مشاعر بريئة ليس لها في كل ذلك من ذنب . ((
ورق الورد ))

- ألا يعتبر فشل العلاقة السابقة مسوغا للبدء من جديد في علاقة يكون بطلها أو بطلتها على النقيض التام لمواصفات الحبيب السابق ؟ ((
صورة حبيب الماضي المزيفة ))

أيلول 2010 :
- "ساعاتي " ما أضاع وقته في ضبط أوقات الآخرين ، بل في تقطيع السمكة وذيلها ، فلقد كان على ذمته القانونية ثلاث نساء وعلى ذمته العشقية أضعاف ذلك . ((
قلبي على ولدي أم على والدي أم على الحجر ))

- أشقاء يزهقون أرواح شقيقاتهم وأشقاء يلومون أنفسهم لعدم تمكنهم من حماية أرواح شقيقاتهم من الهلاك ، وفي كلتا الحالتين لست أدري إن كان كافيا أن نقول : عذرا يا أختاه . ((
عذرا يا أختاه ))

- ما أصعب عجز الرجال ، بل ما أقسى أن يشعر الرجل بعدم وجود من يحتاج إليه في هذه الدنيا . ((
رجل انتهت مدة صلاحيته ))

- إننا كمجتمعات عربية بدأنا نستخدم أسلوب الترويج لإظهار تفوقنا على الآخرين ولكن بطريقة سلبية وبكل أسف ، وذلك من خلال الاعتماد الكلي على مظاهر البذخ والترف فقط ، وهذا يذكرني بالعديد من السلع التي كان يغريني شراؤها لمجرد جمال وأناقة عبوتها أو طريقة تغليفها ، ولكن عند أول استعمال لها كنت أشعر بالخيبة من رداءة جودتها التي لم تتناسب أبدا مع توقعاتي التي تشكلت عند لحظة مشاهدتي الأولى لها . ((
ضعف الثقة بالنفس هو السبب ))

- إن الاتهامات الموجهة بحق الأشخاص من صفات أو سلوكيات مذمومة ، إنما هي ناشئة من تأصلها فيمن يطلقها . ((
البطحة وقود الشك ))

- مالبث أن وقع في براثن تساؤل جديد يرتبط في انحصار التفكير في استمرار عشق ليس منه أمل ، وكأن الحب استبانة لابد من تعبئة خاناتها ومعرفة نتائج تقييم أسئلتها وعلاماتها قبل الإنصياع لأوامر القلب ومشاعره التي تلتهب بمجرد ملامسة فتيل الهوى الذي يشعله الحبيب دون تمهل . ((
رسالة عشق جدلية ))

- لم يكن يدري أن الطبيعة في أحيان كثيرة تشبه الإنسان في قسوتها ، وأن الشمس والمطر لا يلتقيان إلا في سماء الحب المستحيل . ((
وغابت الشمس ))

تشرين أول 2010 :
- فهواة الرقص الذين هم على شاكلة أمنياتي لا تكفيهم بلاغة التعبير في وصف تفاصيل تحقيق الأحلام لكي يدخلوا عالم الاحتراف من أوسع أبوابه ، بل لابد أن يتم حقنهم بمنشطات الإرادة والعزيمة والصبر لإكمال طريق الخروج من صحراء الواقع إلى رياض جناتها الخضراء ولكن يبقى السؤال المحير : أين تباع تلك المنشطات ؟ ((
منصة الأحلام ))

- اندفعت جملي المنتهية بعلامات الاستفهام والتعجب لمعرفة سبب ارتباطه المفاجىء ، كاندفاع طفل يركض صوب أبيه العائد من رحلة عمل طويلة مطالبا أياه بإجابات سريعة عن طبيعة الهدايا التي أحضرها . ((
إلى آدم هكذا تريد عروسك ))

- ولاتزال مع كل أمر تحرك سبابتها النحيلة المشابهة لعنقود فاصولياء خضراء ، وعيوننا تلهث وراءها من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى كمحاولة للتأكيد لها على مدى التزامنا وحسن إصغائنا لكل كلمة تصدر منها متلازمة مع حركة تلك السبابة ، لدرجة أنني بدأت أتخيل أن السبابة هي من تتكلم وتصدر تلك الأحكام . ((
أنا وأبو بدر ))

- هو يريدها أن تكون قوية كاللبؤة تفترس كلامه بالنقد اللاذع عند كل خطأ ، بل وتمزق بمخالبها أفكاره المتمردة على تظام المنطق والعقلانية والواقع ، ولكنها لم تكن أكثر من هرة صغيرة تقفز بكل براءة بين أحضان كلماته ولاترفض مداعبات أكاذيبه وادعاءاته المبالغ في دقة صحتها ، بل تثني عليها دائما وبكل سعادة . ((
فتاة الملح وفتاة السكر ))

- إنني كمدينة مهجورة رحل عنها سكانها ، بل أنا كجبل بركاني خامد تنصهر في أعماقه حمم الرغبة التي لاتجد من يحررها بانفجار عاطفي تهتز من قوته أيام حياتي . ((
زوجي لا يحبني ))

- بالمناسبة لا تنسى أن تحضر ملاءة السرير حتى نضعها في الصندوق الخاص بشرف العائلة . ((
رفعت راسنا ؟ ))

- كانت دائما تشعر بأشواق خفية تسري فوق جسدها لتلك الأيدي الغليظة التي كانت تتلذذ في تعذيبها وإيذائها ، أحقا تشعر المرأة دون أن تدري أنها تميل إلى الرجل الغليظ وليس إلى الرجل الرقيق ؟ ((
أي الرجال تفضلين ؟ ))

- أم أنك تعترف بحقيقة كنت ترفضها دوما ، بأن من يبيع أول مرة من السهل عليه أن يبيع بعدها ألف مرة ؟ ((
الكرامة والحب ))

تشرين الثاني 2010 :
- تزوج الدنجوان وقطع عهدا على نفسه أن ينسلخ عن ماضيه ويبدأ مشوار الحياة من جديد ، وقرر الإبتعاد عن كل أجواء الفتنة التي كانت تثير شهواته وغرائزه . ((
احتقار الغريزة ))

- وبعد أن أتجاوز حزمة من السلاسل الجبلية الخضراء المدهشة في جمال طبيعتها الخلاب ، يلوح في الأفق ذلك الجبل الشاهق في الارتفاع حيث تربض فوق قمته قلعة عجلون . ((
قصتي مع قلعة عجلون ))

- مشاعر الأشخاص الذين لانبادلهم الحب ليست كدمية تشتريها لنا الأيام وتقنعنا بجمالها ، فنزجي وقتنا باللعب فيها ومن ثم نلقي بها دون شفقة في سلة المهملات عندما نقتني الدمية التي كنا نحلم بها دوما . ((
قلب فتاة بين الماء والنار ))

- هل سبق لكم أن شاهدتم شخصا لايستطيع تناول مايرغب من طعام أو شراب بسبب المرض ويستعيض عن ذلك بمشاهدة الناس وهم يأكلون ويشربون فيشعر حينها بنشوة لامثيل لها ؟ إن صديقي المتلصص يعاني من مثل هذه الأمور ولكن مع بعض الفوارق الطفيفة . ((
المتلصص ))

- إن السبب الحقيقي لتلك التسمية جاءت من مواقف طريفة لازمته طيلة مشوار بحثه عن عروس خلال عقد من الزمان . ((
أخو البنات ))

- المرأة كالفراشة التي تقترب من تويجات الأزهار بكل هدوء ولطف وحنان ، وقد تكون كالنحلة التي تسمع طنينها المزعج من مسيرة أميال . ((
هل خبرة الحب هي طريق فهم الجنس الآخر ))

كانون أول 2010 :
- أنا عاجزة الآن عن وصف مشاعري ، أحقا هذا الانقلاب سببه طبيعة المكان التي تغيرت قليلا أم طبيعة حياتنا العاطفية التي اختلفت كثيرا ؟ ((
الأسرار من وجهة نظر الرجال والنساء ))

السبت، 4 ديسمبر 2010

الأسرار من وجهة نظر الرجال والنساء

يصادف اليوم ذكرى زواجي الذي مضى عليه عشرة أعوام ، ولقد قررت بهذه المناسبة أن أرغم زوجي ، الذي لايراودني أدنى شك في عدم تذكره لهذا اليوم ، بجعل هديتي دعوة عشاء في أحد المطاعم التي كنا نرتادها في فترة خطوبتنا ، فكم أفتقد لتلك الأيام والذكريات الجميلة ، عندما كان شعار حياتنا هو كيف نحب بعضنا في كل يوم أكثر ، وليس كما في هذه الأيام التي أصبح فيها كل منا كجبل عاطفي من الجليد يزداد برودة وقسوة مع كل عاصفة ثلجية من هموم الحياة والأولاد .

فكرت الإتصال به في مكان عمله لكي أضمن عدم ارتباطه مع أصدقاء المقهى الذين يسهر معهم في كل يوم إلى ساعة متأخرة من الليل للعب الورق ، ولا أنكر أنني كنت في الماضي لا أتوقف عن التشاجر معه بسبب ذلك ، ووجدت أن لافائدة ترجى من وجوده في المنزل عند المساء لقضاء وقت ممتع معا بعد عناء النهار الطويل ، فهو إما أن يجلس صامتا لايتكلم وأنا أناقشه في أحداث المسلسل التركي الجديد (( لمهند )) ولايلبث أن ينام على الأريكة في أقوى اللحظات الرومانسية للمسلسل ، وإما أن يبدأ في الشجار العنيف معي عندما يتعارض وقت المسلسل مع وقت مباراة كرة القدم في الدوري الإسباني الذي أصبح الاهتمام به في بلدنا أكثر من الإسبان أنفسهم ، ولذلك وجدت أن خروجه من المنزل برفقة أصدقاء المقهى أفضل لي وله ، وبدأت أنظم في كل ليلة سهرة (( أرجيله )) مع جاراتي لنزجي وقتنا في المساء ونستمتع بمشاهدة المسلسل سويا والنميمة على أزواجنا وتصرفاتهم الرديئة معنا .

قررت أن أبادر اليوم بمناسبة ذكرى زواجنا التي لا أدري إن كانت سعيدة أم لا ، لكي نتمرد على الروتين الذي نعيشه حاليا ، وعندما اتصلت به لاحظت أن نبرة صوته لاتختلف عن باقي الأيام ، فهي تبدأ منخفضة متثائبة كمن استيقظ من النوم لتوه ، ثم لاتلبث أن ترتفع عندما يشعر أن حديثي يدور في مقدمات ليس لها علاقة بموضوع الاتصال ، ليخبرني حينها أنه مشغول ويلح عليّ في طلب مرادي سريعا ، ولكنني آثرت في هذه المرة الاستمرار في المقدمات كمحاولة لاستدراجه بتذكر مناسبة هذا اليوم في حياتنا ، وبعد عشرة دقائق من الالتفاف والدوران حول الموضوع تذكر أخيرا ، والحمد لله تعالى على ذلك ، ففي بعض الأحيان تراودني هواجس في أنه سيأتي يوم لايتذكر فيه اسمي ، وبالطبع بذكائه المعتاد حاول أن يوهمني أنه كان يريد إعداد مفاجأة لي في هذا المساء ، وقد شكرته على جهوده التي أعرف أنها زائفه ، وعرضت عليه مشروعي في الذهاب إلى مطعم (( كيوبيد )) الذي كنا نرتاده في الماضي ، ومع أنني شعرت بغضب عارم أصابه من جراء هذا الاقتراح الذي سيؤدي إلى حرمانه في هذه الليلة من لعب الورق ، إلا أنه تمالك أعصابه وضحك قائلا : (( اقتراح رائع يا عزيزتي )) .

كما كنت أتوقع فمشاجراتنا بدأت قبل خروجنا من المنزل عندما دخل إلى غرفتنا ليطالبني بالاستعجال في ارتداء ملابسي وزينتي ، معللا أن الحجز في المطعم يكاد يلغى بسبب تأخرنا ، وبالطبع استمرت المشاحنات والمناوشات الكلامية طيلة طريقنا إلى (( كيوبيد )) ولكن ليس بيننا ، بل بينه وبين السائقين على الطرقات ، وأعلم تماما أنه كان يحاول إفراغ شحنات غضبه بتلك الطريقة حتى لايظهر أمامي أنه مستاء من حرمانه في هذه الليلة من بطولة لعب الورق التي غاب عنها .

دخلنا المطعم وجلسنا على الطاولة التي اعتدنا الجلوس عليها في الماضي ، ومع أن المكان لم يختلف كثيرا ، لكن لا أعلم لماذا شعرت بأنه موحش وكئيب وممل ، مع أنني كنت لا أجد الحب والدفء والحنان إلا عندما كان زوجي يصطحبني إلى هناك ، أنا عاجزة الآن عن وصف مشاعري ، أحقا هذا الانقلاب سببه طبيعة المكان التي تغيرت قليلا أم طبيعة حياتنا العاطفية التي اختلفت كثيرا ؟

تبدلت الأحداث الكئيبة إلى أحداث مثيرة ومدهشة في ثوان معدودات عندما بادرني زوجي بالحديث قائلا : (( انظري أليست تلك المرأة التي تجلس على الطاولة عند الزاوية اليمنى هي صديقتك سهى ؟ )) فالتفت بسرعة إلى المكان الذي أشار إليه بعيونه وبالفعل كانت هي ، ولكن من الشخص الذي معها ؟ إنه ليس زوجها (( سمير )) ، ولماذا لم يقل لي زوجي ذلك وأنا متأكدة أنه شاهد زوجها من قبل عندما التقيت بها للمرة الأخيرة قبل عامين ؟ من يكون ياترى ذلك الشخص الذي يجلس معها ويعانق بكفه كف يدها بكل تلك الحرارة والحب ؟ هل من المعقول أنها تخون زوجها في مكان عام وبكل هذه الجرأة ؟

زوجي حافظ عل صمته ولم ينطق بكلمة واحدة وأنا أيضا كنت كذلك ، ولكن الأسئلة كانت تدور في رأس كلينا دون توقف ، وهذا ما تأكدت منه عندما قال لي زوجي أنه يعرف ذلك الشخص الذي يجلس مع (( سهى )) وأنه كان زميله بالعمل قبل عامين وقد شاهد زوجته قبل ذلك ولكنها ليست تلك التي يجلس معها الآن .

خرجنا من المطعم وهما يجلسان غير مكترثين لما يجري من حرب الأسئلة حولهما ، وأكفهما لاتزال متعانقة ملتهبة تكاد تحرق الطاولة من قوة نيران المشاعر التي توقدها ، وعدنا إلى المنزل وذهبنا إلى النوم ولكننا لم نتمكن من إغلاق بوابات عيوننا ، حتى أن سريرنا كاد ينطق بألفاظ بذيئة لكلينا من كثرة تقلبنا عليه يمنة ويسرة من جراء الأرق الذي أصابنا من بعد ما شاهدنا في تلك الليلة .

في صباح اليوم التالي قررت أن أفرغ تفكيري من ثقل حمولة تأنيب الضمير الذي سيصيبني في حال سكوتي وعدم إخبار زوجها المخدوع (( سمير )) بخيانتها ، وبالفعل بادرت مسرعة بالاتصال على هاتف منزلها قبل خروج زوجها للعمل ، ولم أنتظر أكثر من بضع رنات حتى جاء صوت (( سمير )) الذي لايمكن للمرء نسيانه ، فهو يمتاز بنعومة تجعل المتصل به لأول مرة لايدرك إن كان يتحدث مع رجل أم صبي في مقتبل العمر ، وقبل أن ألقي مابجعبتي من أسرار ، يفاجئني (( سمير )) باعترافه أنه انفصل عن (( سهى )) قبل عام ونصف العام ، وأنها متزوجة حاليا من شخص يدعى (( رمزي )) وعرض عليّ رقم هاتف منزلها الجديد إذا اردت الاتصال بها .

بالطبع صدمتي كانت لاتوصف ولكن صدمتي الأكبر كانت بزوجي الذي أخبرني عند عودته للمنزل بأنه اتصل بمنزل (( رمزي )) طمعا بالحديث مع زوجته (( رنا )) ليحاول إيهامها بأن زوجها كان يسهر معه في ليلة البارحة في المقهى حتى يضمن عدم حدوث أية مشاكل بينهما ، ولقد علل لي ذلك بأن الرجال الحقيقيين لابد أن يساعدوا بعضهم في مثل هذه المواقف ويتستروا على أية فضيحة من الممكن أن تحدث ، ولكن بالطبع كانت المفاجأة بانتظاره هو أيضا عندما أجابت (( سهى )) على اتصاله لتخبره أنها زوجة (( رمزي )) الجديدة .

أحقا هذه القاعدة صحيحة في أن الرجال يحافظون على أسرار أصدقائهم بينما تسارع النساء لإذاعة أسرار صديقاتهن بمجرد معرفتها ؟ أنا شخصيا لا أعلم ، والحكم لكم يا من ستعبرون بمشيئة الله تعالى سطور هذه التدوينة .

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

هل خبرة الحب هي طريق فهم الجنس الآخر ؟

نشأ (( وليد )) في أسرة متجانسة الجنس ، مهلا ما معنى هذا المصطلح ؟ عفوا أقصد أن أسرته تتكون من والده وأشقائه الذكور الثلاثة الذين يسبقهم عمرا و فكرا ، أما والدته فقد توفيت عند ولادة أخيه الأصغر ولم يكن هو حينها قد تجاوز العاشرة من عمره ، قد يعتقد البعض الآن أنني اقتبست مشهد هذه الأسرة من فيلم الفنان الكبير عادل إمام (( التجربة الدنماركية )) وصراحة لا أنكر إعجابي الشديد بهذا الفيلم وأنني كلما عرض على محطة تلفازية أكرر مشاهدته دون كلل ولا ملل .

عموما فكرة هذا الإدراج تنطلق من بيئة خالية تماما من الجنس اللطيف وهنا سأختلف مع الكاتب الكبير (( أنيس منصور )) عندما قال : (( الرجل هو الجنس اللطيف والمرأة هي جنس يا لطيف )) وسأردد مقولتي التي اقتنعت بها بعد هذا العمر من التجارب والخبرات : (( المرأة قد تكون كالفراشة التي تقترب من تويجات الأزهار بكل هدوء ولطف وحنان ، وقد تكون كالنحلة التي تسمع الازهار طنينها المزعج من مسيرة أميال )) ولكن هل أقصد بكلامي هذا أن الرجال هم الأزهار ؟ وهل هنالك من انسجام بين طبيعة الرجل الغليظة عموما وبين رقة الأزهار ؟ نعم يا أعزائي فالمرأة التي لديها مهارات أسلوب الفراشة تتمكن من جعل الرجل كالزهرة التي تتفتح أوراقها بكل فرح وسعادة لاستقبالها وتلبية حاجاتها من رحيق الحب ، أما المرأة التي تكون كالنحلة فهي لاتحفز تلك الزهرة على العطاء بل ترغمها على تلبية حاجاتها من رحيق تويجاتها لتتخلص من طنينها المزعج )) .

(( وليد )) خلال فترة مراهقته وقبل دخوله للجامعه لم يتحدث مع فتاة قط ، وذلك امتثالا لأوامر والده ووصاياه ، فلقد كان يحذره دوما من الانقياد وراء سلوكيات طائشة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة وبخاصة في هذا الزمان الذي انتشرت فيه العلاقات غير البريئة بين أوساط المراهقين وما قد ينجم عنها من مذابح بشرية بين العائلات بمجرد معرفة أهل الفتاة بتورطها في مثل هذا النوع من العلاقات ، وقد يعتقد البعض أنني أبالغ في تصوير مخاوف ذلك الأب على ابنه البكر ، ولكن أعتقد أن احصائيات جرائم الشرف والمشاجرات الجماعية في مجتمعنا تؤكد أن مخاوفه في مكانها .

التحق (( وليد )) بعد ذلك بالجامعة والتي من المعروف تماما أنها البيئة المختلطة التي يعيشها معظم الشباب من أمثال (( وليد )) للمرة الأولى ، وهنا أصبح يقترب وبشكل تلقائي من مراحله الجنينية في اكتشاف طبيعة ذلك المخلوق الغريب عنه تماما والذي لم يكن يعرف عنه أي شيء لمدة عقدين من الزمان تقريبا ، ولكنه تمكن من المحافظة على الطريقة التي نشأ عليها وكان يعامل هؤلاء الفتيات وكأنهن متطابقات تماما مع فصيلة جنسه ، فكان يشبه بذلك شخصا هاجر إلى بلاد تختلف كليا عن طبيعة موطنه الأصلي في اللغة والعادات والتقاليد واعتقد أنه سينجح في مخالطتهم إذا اتبع نفس الاسلوب الذي كان يتبعه في بلاده ، ولكنه مع مرور الوقت بدأ يتعرف عليهم بشكل أفضل من خلال مراقبته لطرائقهم في الحديث والحوار وطبائعهم الحياتية المختلفة ، فتمكن من التأقلم والتعايش معهم بشكل أفضل وبدأ يستطيع تمييز الاختلاف في طبيعة كل منهما .

أنهى (( وليد )) حياته الجامعية دون أن يخوض في غمار أية علاقة حب ، والتحق في سلك وظيفة حكومية تتميز بالتواصل المباشر مع المواطنين ولم يحدث مطلقا نشوب أي نوع من الخلاف بينه وبين المراجعين سواء كانوا ذكورا أم إناثا ، وعاش حياة طبيعية جدا وعندما وجد في نفسه القدرة على الزواج ، طلب من عمته البحث له عن عروس ، وبالفعل ارتبط بأول فتاة اختارتها له ، ورزق منها بالبنين والبنات ، ومضى أكثر من عشرة أعوام على زواجهما والسعادة لم تفارق أسوار بيتهما أبدا ولم تتجاوز مشاكلهما خلال تلك الفترة مظهر سحابة الصيف التي سرعان ما كانت تختفي من سماء حياتهما .

وفي ذات يوم وبينما كان (( وليد )) في طريق عودته إلى المنزل بعد عناء يوم طويل من العمل الشاق ، بدأ يزجي طريق عودته بالتجوال بين قنوات مذياع سيارته ، فاستوقفه برنامج إذاعي يقدمه شاب وفتاة يتحدث عن مناقشة مواضيع مختلفة في العلاقات بين الرجال والنساء ، ولقد كان عنوان تلك الحلقة يدور حول سؤال هو : (( هل تعتقد أن على المرء أن يخوض في علاقة حب واحدة على الأقل قبل الزواج ؟ )) ولقد كان المذيع يؤكد على المتصلين هو وزميلته أن الهدف من مثل تلك العلاقات هو اكتساب الخبرة التي تساهم في إنجاح أية علاقة بعدها ورفضت المذيعة كافة آراء المتصلين الذين قالوا أن من الممكن اكتساب تلك الخبرة في فهم طبيعة الجنس الآخر من خلال علاقات الزمالة والصداقة وحتى العلاقات الاخوية في نطاق الاسرة بين الذكر والانثى ، إذ أكدت المذيعة أن تلك الخبرة لايمكن اكتسابها إلا من خلال علاقة حب حتى ولو لم تكن نهايتها الزواج ، وهنا ضحك (( وليد )) كثيرا ثم قال في سره : (( كم أتمنى الاتصال مع تلك المذيعة لأقول لها : كم هي نسبة الشباب الذين يقبلون بالارتباط بفتاة يعلمون أنها كانت على علاقة حب سابقة ؟ وإذا اصبحنا نعيش في مجتمع منفتح إلى هذا الحد وأصبحت الخبرة في علاقات الحب متطلبا لنجاح علاقات الزواج فهذا يعني أنكم ستتحدثون مستقبلا عن الخبرة الجنسية كمتطلب لنجاح الليلة الأولى في الزواج ، لست أدري حقا من المسؤول عن بث هذا الفكر المسموم بين أبنائنا وبناتنا الشباب )) .