الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

في محاربة العنف الأسري

بدأنا نقرأ في الصحف المحلية الاردنية عن سقوط ضحايا من الاطفال بسبب العنف الأسري ، ومع أن عدد الضحايا لايزال يشكل حالات فردية محدودة ولكني لن أناقش في هذا المقال أرقام احصائية لعدد الحالات الرسمية المسجلة لحوادث العنف الأسري في الاردن أو تخمين لعدد الحالات المسكوت عنها ، أو أن أنتظر انتشار هذه الظاهرة للكتابة حول هذا الموضوع والسبب أن مثل هذه المواضيع خطير جدا ولايحتمل الانتظار والوقوف مكتوفي الايدي أمامه .

أتمنى أن يدرك جميع أفراد المجتمع أن الوقاية خير من العلاج وليس من الحكمة أن ننتظر المرض ليستفحل في كافة أعضاء الجسد لنبدأ بعد ذلك بالبحث عن الدواء .

لذلك ومن وجهة نظري فهنالك مسؤولية كبيرة أمام الاعلام الاردني في نشر الوعي حول خطورة العنف الاسري وكيفية الحيلولة من انتشاره وتزايده في المستقبل .

سأطرح الموضوع في مقالتي هذه من خلال أفكار حول العلاقات الاسرية الناجحة والتي إذا توفرت أعتقد أن ذلك البناء سيبقى قويا منيعا لاتهزه شدائد ولامصاعب ولاهموم الحياة وبالـتأكيد لن نجد ذلك العنف الاسري الذي نخشى تفاقمه في بيوتنا ، ومن هذه الأفكار مايلي :

- القدرة على بث روح المودة والحب في داخل الاسرة وأرى أن الدور الرئيس في ذلك يقع على عاتق الام بحكم تركيبتها العاطفية التي خلقت عليها وبالتالي فظهورها أمام أولادها دائما بمظهر هادىء وتعاملها معهم برقة وحنان يبعث في نفوس الاولاد الراحة والطمأنينة والسكينة مما يدفع الاب عند مشاهدته لتلك الصورة المثالية لزوجته في طريقة تعاملها مع أولادها التأثر بها ومحاولة منافستها في اجتذاب محبة أولاده إليه أيضا .

- التوجيه الصحيح لمهارات وابداعات الاولاد وهنا تكون مسؤولية مشتركة بين كلا الوالدين فبعض الاباء والامهات يعتقدون أن تحصيل الدرجات العلمية في الشهادات المدرسية أو الجامعية هي معيار النجاح الوحيد لمستقبل أولادهم وبالتالي وعند تقصير الاولاد في دراستهم ولو بنسبة ضئيلة نجد أساليب العنف والوعيد والتهديد من قبل الاهل لهؤلاء الاولاد ولايدركون أن أولادهم قد تكون لديهم مهارات وابداعات أخرى مثل الموسيقى أو الرياضه أو الرسم أو الكتابه ولديهم ميول فطرية بممارستها ولذلك لابد من اتباع أسلوب متوازن في السماح لهؤلاء الاولاد بممارسة هواياتهم ومهاراتهم الاخرى بل يتوجب تشجيعهم على ذلك.

- القدوة الحسنة وأقصد هنا أن الاولاد الذين يعيشون في أجواء أسرية مشحونة دائما بالعصبية والخلافات بين الاب والام عندما يكبرون ستجدهم يتقمصون شخصيات أهاليهم وبالتالي استمرار ظهور أجيال لاتدرك أهمية توفير جو الهدوء والسكينة في المنزل .

- عزل مشاكل وهموم الحياة أو توتر العلاقة بين الاب والام عن سلوكياتهم أمام أولادهم وهنا أنادي كل الاباء والامهات بالابتعاد عن تفريغ شحنات غضبهم في أولادهم الصغار .

- عدم التفريق في المعاملة بين الذكور والاناث من الابناء ولابد أن يكون الاهتمام من كلا الوالدين متوازنا بين ابنائهم من كلا الجنسين .

- وأخيرا فإن أهم أساس من وجهة نظري هو أن يتحلى الاباء والامهات بروح التضحية والايثار لأنها أساس التربية الاجتماعية الناجحة ولذلك أناشد أخواني وأخواتي من الاباء والامهات على رفع شعار محبة أولادكم أولا قبل محبة أنفسكم ولاتكونوا كا يقول الشاعر الكبير نزار قباني (جربت ألف محبة ومحبة فوجدت أفضلها محبة ذاتي) .

هناك 8 تعليقات:

  1. Hi ashraf
    very important subject .OK am with u with all u wrote i do agree with it i would say about 90%.on the other hand what i don't not totally agree with is what u wrote القدرة على بث روح المودة والحب في داخل الاسرة وأرى أن الدور الرئيس في ذلك يقع على عاتق الام بحكم تركيبتها العاطفية التي خلقت عليها وبالتالي فظهورها أمام أولادها دائما بمظهر هادىء وتعاملها معهم برقة وحنان يبعث في نفوس الاولاد الراحة والطمأنينة والسكينة مما يدفع الاب عند مشاهدته لتلك الصورة المثالية لزوجته في طريقة تعاملها مع أولادها التأثر بها ومحاولة منافستها في اجتذاب محبة أولاده إليه أيضا .
    i would really tell there is no mother on earth that's an angel and perfect and nice all the time wakes happy and goes to sleep happy and have a big smile on her face every time her kids look at her so i mean we r human and we get up set we get tired we feel frustrated all the time about every thing .am mother for two boys(5&7) and believe or not and probably all men don't believe that being a mom as sooooo hard not easy a real mom cant be perfect all the time for her kids there is no way and am not kidding u kids r no angels either LOL those 2 drive me nuts and people say u have only 2 and complaining (kef lo 3andak 3ashra ) still even if u have 1 being a mother is the hardest thing to do ever and really the most stressing and the the most responsible thing to do bec the mom has the job to rise ajeal almostkabl do u understand how hard is this just the thought of it makes me worry .
    and i think and believe all mothers agree with, but that how i feel and that what i go through .i do agree with u that mom(and dads) has/have to be nice and sweet to her/their kids but may be not all the time . maybe u'll think am bad mother to say that but honest that the truth that mother cant talk about and men don't believe they think we r stay home mom we don't do much ya rite .at last i definitely agree with u no for the (3onf alosare defintly not good because it will cause so much damage for the kids and for the family itself . i will advice all parents just to take easy ya3nee matal ma b2eloo bel amthal (mo ya t5oo ya aksermo5oo )betrbit alwald i guess live day by day and so on do ur best am trying. thank u ashraf for ur post
    salam

    ردحذف
  2. مرحبا نور :

    شكرا على تعليقك الذي أراه بكل المقاييس مهما جدا بحكم خبرتك كأم لولدين (الله يحميهم ويخليلك ياهم يارب) ، أرجو أن لايفهم من مقالتي أني أطالب الأمهات بأن يكونوا طوال الوقت بنفس المزاج السعيد فهذا شيء مستحيل ولايوجد انسان على وجه الارض يستطيع أن يحافظ على مزاج واحد طوال الوقت وبخاصة في ظل ظروف الحياة التي يواجهها العديد من الناس في هذه الأيام ، وصدقيني أنا لم أقل أن الأمومة وظيفة سهلة ولم أقلل من شأنها بالعكس إن رؤيتي إلى الأم أنها المدرسة الأولى للأبناء وهي التي تربي أجيال المستقبل ولذلك عندما قلت أن القدرة على بث روح المودة والحب تقع على عاتق المرأة ، لم أقل ذلك إلا لإيماني العميق بدورها الأساسي في بناء الأسرة وأن الرجل بسبب قصوره في هذا الموضوع لن يتمكن من فعله وأنا صدقيني أطالب الأباء قبل الأمهات بتوفير جو الهدوء والسكينة لزوجاتهم ومساعدتهم في تسيير شؤون علاقات المنزل الداخلية ولا أرمي بكل المسؤولية على الأمهات فقط ، أتفق معك أن تسيير الأمور الحياتية يوما بيوم وبحسب مستجدات الحياة ومتطلباتها كل ذلك قد يؤدي إلى الاختلاف في أنماط السلوك المتبع من قبل كافة أفراد الأسرة ، وفي النهاية كل ما أتمناه وأرجوه من مقالتي وأفكاري التي طرحتها وهي بالتأكيد قابلة للنقض أن أرى فلذات أكبادنا تكبر وتصنع أجيالا وتاريخا لأمة ضاع منها التاريخ .

    شكرا مرة أخرى يانور وأتمنى أن يرسم جبر في اسبوعياته لك غدا أحلى ابتسامه تدخلك في مزاج مرح وسعيد :)

    ردحذف
  3. انا بسمع قصص كتيره من قريباتي المدرّسات عن ردود افعال الاهل لمّا ينادوهم لمشكله عملتها وحده من الطالبات, في اياء بشلحو القشاط و بصيرو يضربو البنات و المعلمات والمديره يفزعو, وفي امهات بهجمو عالبنت بشدو شعرها و " بعضّوهم" يعني تصرفات ما الها دخل لا بتربيه ولا بامومه ولا بحنان, وبالعكس الاطفال بصيرو عدائيين اكتر و بتراجعو بمستواهم العلمي والثقافي والاخلاقي.

    و بموضوع العنف الاسري المعظم برجّع الموضوع لتردي الحاله الماديه, مع ان في ناس كتير اوضاعهم الماليه بتقربهم من بعض مش بتبعدهم...

    ردحذف
  4. يسعد مساكي whisper :

    أشكرك كثيرا على هذا المثال الذي تكلمتي عنه في التعليق وأنا اكاد أجزم أن هذه الصورة التي تحدث في المدارس هي ثقافة سائدة بين هؤلاء الأهالي وذلك ليبعثوا برسائل مبطنة من خلال ضربهم لأولادهم وبناتهم للمعلمين والمعلمات والمدراء أنهم لايتهاونون في تربية أولادهم مع أنهم قد يبدأون بضرب الأولاد قبل أن يعرفوا ماهية القصة التي حدثت معهم في المدرسة ولايسمحوا لهم بالدفاع عن أنفسهم أو تبرير ماحدث ، وأيضا أتفق معك يا Whisper حول تردي الأوضاع المادية وسببها في زيادة العنف في داخل الأسرة وخارجها .

    مرة أخرى شكرا لمرورك ومساء الخير :)

    ردحذف
  5. مدونة رائعة ومواضيع فعلا من شأنها أن ترتقي في مجتمعنا، بصراحة لا استطيع اضافة اي شيء فلقد(كفيت ووفيت) الا انني سأتوقف عند نقطة التمييز بين الذكور والاناث، واعتقد يا اشرف أن ذلك المشهد الذي رأيناه سويا في شارع الوكالات لا يزال يلتصق بذاكرتك كما يلتصق بذاكرتي، الام التي كانت تصفع ابنتها على وجهها بمنتهى الوحشية، مع ان الخطاء كان مشتركا بين الولد وأخته، الا ان الولد للاسف لم يتلقى حتى كلمة توبيخ، ادعو جميع الاباء والامهات أن يتقوا الله في اولادهم ولا يميزوا بين الذكر والانثى
    صدقا انو اغلب البنات فيهم خير لاهاليهم اكتر من الشباب

    ردحذف
  6. thank u ashraf for understanding my point of view ,and yes i cant wait to read what nader is going to write this week .and at last happy new year inshallah 2010 will be a good year for ya.
    noor

    ردحذف
  7. أخي نادر مانسيت ولن أنسى ماحدث لتلك الفتاة ياليتني تلقيت كل صفعة نالت جسمها الرقيق ويليتني تمكنت من أن أمسح عن وجنتيها كل دمعة ذرفتها كانت ممزوجة بألم عنصرية نتنة من تلك الام التي أغلقت باب الرحمة والشفقة في وجه تلك الفتاة وفتحت ملايين الابواب من الرقة والحنان والعطف لابنها المدلل .

    ردحذف
  8. شكرا يانور وكل عام وأنت بألف خير أتمنى أن يكون عام خير وصحة وسعادة على الجميع بإذن الله .

    ردحذف