الجمعة، 7 أكتوبر 2011

ما أسهل الشفاء منك


ما الذي دفعه للبحث عنها ؟ هل كان حقا يود الاطمئنان عليها ؟ أم أنه كان يقنع نفسه بذلك كي يخفي حقيقة ضعف مقاومته إزاء الفضول الذي كاد يفتك به وهو يحاول عابثا تقصي الحقائق عن حالها في غيابه .

نعم لقد هجرته وبملء إرادتها ولم تتعثر خطواتها التي عقدت العزم على الرحيل بمطبات الحنين أو الاشتياق ، و اختارت لنفسها حياة لا تبدأ أو تنتهي بحروف اسمه ، فأضحت غير قابلة للإلتقاط وكأن رياح حضوره كانت تهب دوما في الإتجاه المعاكس لسارية قلبها .

ولكن كيف حدث هذا ؟ وقد كان قاب قوسين أو أدنى من تسجيل أوراقه الثبوتية لدى وزارة الحب ، فصفحات سيرته كانت زاخرة بالأيام التي مضت في حياته وهو يتعلم كل المناهج العاطفية التي تؤهله لحبها ، وعندما تجاوز كل الاختبارات الأولية لمشاعرها بنجاح ، إذ به يهوي عند الاختبار الأخير في وديان الفشل .

لعلها كانت تنتظر باحتراق قدومه إليها ، و لابد أنها غارقة في بحر الندم ، ولكن كبرياء الأنثى في داخلها يمنعها من البوح بذلك ، فهي بلا شك كسائر النساء (( يتمنعن وهن الراغبات )) .

وعلى وقود تلك الكلمات ، انطلقت به سفينة الأمل للقائها مجددا ، معتقدا أنها كانت تعد نجوم السماء في حضرة غيابه ، تماما كنساء البحارة عندما يجلسن في كل ليلة أمام نوافذهن المطلة على البحر أملا بعودة سفينة رجالهن .

وحين أزف اللقاء ، لم يلاحظ تورم عينيها من تعاقب ليالي السهر عليها وهي تنتظر عودته ، ولم يطرأ أي تغيير جذري على ملامحها وكأنها صورة فوتوغرافية ملصقة في متن وثيقة رسمية ، ومع هذا تجاهل برودها الواضح ، و ظل يقنع ذاته بنظرية كبرياء الأنثى ، وأنها ليست سوى محاولات عابثة لاحتراف هيئة اللامبالاة الزائفة .

لم يمهد الطريق لسؤاله الذي ينخر رأسه منذ رحيلها ، وذلك بمحاولة استدراجها بدءا بتساؤلات فرعية ، ظنا منه أن ذلك مدعاة لاضطرابها ، تماما كتلميذ فوجىء بعد دراسة مستفيضة ، بامتحان الاستاذ الذي جاء بسؤال من خارج المنهاج .

(( أتزالين مريضة بحبي ؟ )) بادرها بذلك السؤال وابتسامة صفراء ترتدي ملامحه الطاغية في ثقتها ، ولكن ضحكتها التي دوت المكان ، كانت كإعصار اقتلع أوتاد خيمة غروره ، لتجيبه وبمنتهى البرود : (( ما أسهل الشفاء منك )) .

هناك 18 تعليقًا:

  1. و هل يشفى من الحب بهذه السهوله إلا من لم يتذوقه أو يعيشه...أعتقد أن الحب مرض لا شفاء منه حتى لو بالبعد...لكن السؤال لماذا غاب عنها إذا كان حقاً يحبها..فمن يحب لا يأبه بالبعد أو (التمنع) إنما يزداد إصراراً في المضي بحبه.
    أتيت اليوم بحثاً عن إدراج دافئ كإدراجاتك السابقة...صدمتني القصة...لكنها الحياه.

    دمت بخير أشرف
    تحياتي الخالصه لك

    شيرين سامي

    ردحذف
  2. يا للقساوة!
    جد..
    بدون الخوض فيما إذا كان يستحق أم لا و لكنها قساوة

    أن تتوقع ردا ً و تفاجأ بسيل من الردود غير المتوقعة شيء غير سهل ..

    و لكن أهو شفاء لها يا ترى؟

    أم شفاء شقائيّ؟

    ردحذف
  3. أمـــا جوابها مع ضحكتها وقعه كمن يكب على رأسك دلو ماء بارد...بصراحه عجبني وخاصة شكلو بستاهل :))) ....قوية هذه المرأة أن استاطعت أن تجيب بدون دمعه أو حتى تردد أو اهتزاز في صوتها كون المرأة عاطفية في هكذا مواقف ....

    ما أسهل الشفاء منك !!!
    نعم ما أسهله ....

    ردحذف
  4. ردها مدمر...
    وأعتقد أنه من وضع نفسه فى هذا المأزق
    أحياناً كثيرة الغرور يصيب الإنسان بالعمى
    فلا يرى موضع قدميه.

    تقبل أخى خالص مودتى وتقديرى لإبداعك المتميز
    وقدرتك الرائعة فى التوغل فى النفس البشرية وتعريتيها

    ردحذف
  5. اشرف ..قرأت البوست اكثر من مرة ..كلماته مسترسلة ..توقعاته مبنية على ثقته الكبيرة في نفسه وربما ثقته الكبيرة في حبه هو لها..ولكنه ربما لم يدرك ان حبها له لم يكن بهذه القوة التي افترضها ..ولذلك كانت صدمته فيها كبيرة ..ولذلك يجب ان يكون الرد مماثل وسريع ..ولايقف عند هذه المحطة من حياته كثيراً..فهناك بالتأكيد محطات اكثر رونقاً وجمالاً ..دمت ودام قلمك المبدع ..زيزي
    اتمشى بين ضلوعي ..

    ردحذف
  6. Mar7ba Ashraf
    How are you hope you’re doing ok inshallah?
    Wow 3najd it was a shocker at the end of the post she was so mean to him. I mean if she didn’t want to Continue this love fine leave him but don’t be mean. Or on the other hand am sure if he was so sure of himself that much it was hard for him to accept her reaction when she left him, i think this post has to point of views one is really sad on his behalf and one is mean on her behalf.
    i love it have nice weekend Ashraf .

    ردحذف
  7. السلام عليكم

    إيه يا عم أشرف.. كنت قاسي عليه قوي هذه المرة!!!
    لكن أعتقد أن هذا جزاء وفاقا لما كان به من غرور...!!!
    .............
    أخي أشرف لماذا لا تجمع ما لديك عن المرأة في كتاب للنشر الورقي.. لدينا هنا فرصة حاول اغتنامها إن كانت مناسبة لظروفك.
    http://www.facebook.com/groups/203592533424/doc/10150276113528425/

    دمت سالما مع تحياتي.

    .................
    على فكرة أنا كتبت رأيي في صاحبنا وفي قسوتك عليه :) دون رؤية بقية التعليقات... يعني غروره رأي جماهيري. :)

    ردحذف
  8. فراشة التدوين

    معك حق لا يشفى من الحب إلا من لم يتذوقه وعبارتك هذه تثير تساؤل في غاية الاهمية لهذا الادراج ألا وهو : (( هل هي حقا كانت تحبه ؟ أم أنها كانت مجرد نزوة عابرة ؟ أو بعبارة أخرى حالة مؤقتة وزالت سريعا ؟ ))

    وهذا يقودنا للاجابة عن سؤالك بأنه ربما يكون قد تعمد الابتعاد عنها ليكتشف إن كان غيابه عنها سيجعلها تكتشف أنها لا تستطيع الابتعاد عنه ولكنه عندما ذهب إليها فوجىء بأنها لم تكن مكترثة أبدا لغيابه :(

    أعتذر لك وبشدة إن كان الادراج قد حمل بين كلماته فكرة غريبة وغير متوقعة ولكن كما قلتي هي الحياة بكل تناقضاتها ومتغيراتها تجعلنا عاجزين في كثير من الاحيان عن فهم مايحدث من حولنا ...

    لك مني كل الود

    ردحذف
  9. صديقي العزيز هيثم

    نعم أتفق معك بأنها كانت قسوة مابعدها قسوة وكم من الصعب بمكان على رجل أن يتلقى من امرأة مثل هذا الجواب :(

    هل كانت حقا تعني ما تقول وهل هي فعلا برءت من حبه ... لست أدري ... ربما :(

    لك مني كل الود

    ردحذف
  10. orangee

    صدقت حقا في ذلك التعبير " كمن يكب على رأسك دلو ماء بارد " :)

    نعم أعتقد أنها امرأة قوية جدا ولولا أنها ليست كذلك لما استطاعت أن تتصرف بكل هذا البرود واللامبالاة ... بس مش حرام هو ... يمكن مابيستاهل كل هالقسوة :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  11. استاذي العزيز محمد الجرايحي

    فعلا كم كان ردها مدمرا ومزلزلا ... ربما كان غروره نابعا من ثقته بأنه فعل كل مايمكن فعله لكي تحبه ولكن ربما ايضا ثقته الزائدة في ذلك ولدت لديه غرورا وخيلاء :)

    اشكرك وجدا على شهادتك التي اعتز بها دائما :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  12. زيزي يا زيزي :)

    حقا كم هو محظوظ هذا الادراج لأنه حظي بلقاء عينيك أكثر من مرة ... انه لشرف كبير لي :)

    انت تقولين جملة جوهرية وهي بالفعل الجملة التي أنا شخصيا أميل كثيرا إليها لو طلب مني التعليق على هذا الادراج ألا وهي : " ولكنه ربما لم يدرك ان حبها له لم يكن بهذه القوة التي افترضها " معك تماما في هذا التحليل :)

    هل سيتوقف عند هذه المحطة أم سيتابع المسير ؟ ... هذا ما ستخبره بنا الادراجات القادمة بمشيئة الله تعالى :)

    شهادتك بقلمي افاخر واعتز بها كثيرا :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  13. اهلا اهلا نوارة المدونة :)

    الحمدلله أنا بخير وبتمنى تكوني انت كمان بألف خير ... اشتقنالك كتير :)

    نعم لقد كانت ردة فعلها تدل كم هي غير مكترثة ولا مبالية ... وبالطبع أي رجل في مكانه لن يحتمل ردة فعل كهذه وهذه نقطة أتفق معك عليها تماما يا نور ... أما هي فربما حقا كانت متعمدة أن تظهر عدم الاكتراث كي تجعله يحترق كما احترقت هي في غيابه أو قد تكون حقا غير مكترثة ولم تكن تحبه من البداية ...

    سعيد وجدا أن الادراج قد أعجب نوارة مدونتي :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  14. اهلا اهلا استاذي العزيز ماجد

    نعم كنت قاسيا عليه لأنه كان يعتقد أنها تعشقه ولن تقدر على بعده لثانية واحده ... فرغبت أن القنه درسا لن ينساه كي لايكون دائما شديد الثقة بنفسه :)

    أنا سعيد جدا على دعوتك الكريمة لي على الموقع الذي ذكرته في الفيس بوك وأنه لمن دواعي سروري أن أنشر كتابا يحمل افكاري حول المرأة ... لقد قرأت شروط النشر وبمشيئة الله تعالى سأحاول بالقريب العاجل التنسيق لذلك :)

    أشكرك وجدا أخي ماجد :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  15. أشرف
    أنا اللي بعتذر لك لو كان تعليقي محتد نوعاً مع فأنا غالباً مع الأنثى و أشعر أنها إذا أحبت لا تنسى هذا الحب أبداً بل و تكترث بكل تفصيله فيه إلا إذا كانت (نزوة) كما قلت و هذا طبع الرجال عامة و ليس الإناث...و غيابه عن إنسانه أحبته قد يجعلها تشك أنها له مجرد (أخرى) مثل الأخريات, طير في سرب و ليس حمامة بيضاء وحيده في سماءه.
    أتمنى أن أكون قد وصلت وجهة نظري...بس لم أعرف ما هو تشرين في الشهور الميلادية و اي برج؟ :)

    دمت بكل خير و سعادة

    شيرين سامي

    ردحذف
  16. فراشة التدوين :)

    لماذا تعتذرين :) إنها وجهة نظرك في الادراج وانا احترمها بل واقدرها جدا وانت تعلمين كم يهمني رأيك في كل ما اكتب كما تقولين انت لي ذلك عندما اعلق عندك ... نحن متساويان في ذلك :)

    انا متفق معك تماما ان الانثى إذا احبت بصدق فمن المستحيل أن تنسى ذلك الحب وهي تختلف اختلافا كليا عن الرجل بذلك ... ولكن لماذا هي قد تكون اعتقدت أنها مجرد طير في سرب ... ما الذي يكون قد جعلها تعتقد ذلك ... هل السبب غيابه عنها ... ربما ... ولكن لماذا هي بالمقابل لم تحرك ساكنا لغيابه ... هذه هي النقطة الاساسية التي كنت اريد الوصول إليها من هذا الادراج ...

    بخصوص تساؤلك عن شهر تشرين فهو شهر اكتوبر ... أنا اعلم انكم في مصر تقولون له اكتوبر وليس تشرين ... اما البرج فأعتقد انه برج الميزان :)

    مساؤك سكر وعنبر :)

    ردحذف
  17. I don't know ya Ashraf,people are complicated and while relationships in my view should be completely open and honest they are more than often turning into games where men and women are focusing more on who is going to break the other ones heart first, who is better at hiding feelings, who can move on and forget faster and competing to have the upper hand !! The lack of clarity leads more often to the situation like the one you talked about..
    The man in your post is hurt because she walked away from him without any explanations leaving him with many questions than answers.. he had to wear the mask of arrogance to hide his true feelings as if it is shameful for a man to show that he cares.. He might be acting arrogant but I think he cares deeply for her otherwise he wouldn't have cared to ask in the first place...Usually men are faster to move on and to cut all ties with the past..
    Her answer might be rude but there is also the possibility she is acting like many females and want to deliver a punch and score a point..Her answer can be the opposite of her true feelings.. but games comes first not emotions..!

    They both fell victims to this game of hide and seek.. my theory is a possibility..I don't know if I made sense Ashraf but I am sure as you can read our minds you will manage to get my point :)

    ردحذف
  18. نورا :)

    بصراحه اقف اليوم عاجزا أمام هذا التحليل العميق والمدهش لموضوع هذا الادراج والذي سعدت جدا بمشاركتك لنا في النظر إليه من جميع أبعاده :)

    بالتأكيد انا متفق معك تماما في كل ما قلت ... بدءا من حديثك عن سلوكيات بعض الاشخاص ومحاولتهم الدائمة لتعقيد القصة بطريقة مبالغ بها ... بحيث انه لو تم التعامل مع الموضوع كما قلت بطريقة مباشرة وواضحه لما حدثت كل هذه التعقيدات منذ البداية .

    لا شك انه وفي بعض الاحيان تنقلب الامور إلى ميدان حرب بحيث يصبح كل طرف يسعى إلى محاولة الانتصار على الاخر وكسر قلبه وفي اثناء تلك المعركة طبعا تبدأ المكائد والخدع الحربية في ساحة الايام المتعاقبة ...

    بالطبع فيما يخص الرجل الذي ذكرته في الادراج فهو بالفعل تألم كثيرا وخصوصا من ردة فعلها التي لم يكن يتوقعها قط ... ومع انني اتفق معك تماما في ان الرجل في مثل هذه الحالات اقدر على النسيان والبدء من جديد ولكن اذا كان حبه لها كبيرا فمن الصعب وجدا ان يشفى منه حتى بمرور الايام وحتى السنين .

    قد تكون هي تعمدت أن تتصرف بتلك الطريقة مع انها كانت من الداخل تحترق لغيابه ولكن كما قلتي فربما كانت تود أن ترد له جزءا من العذاب الذي تسبب هو به لها عند غيابه عنها ... وفي النهاية فحبهما كان الضحية في كل الذي حدث ...

    كم اسعدتني بهذا التعليق وهذا التفاعل الرائع يا نورا واتمنى ان تنال ادراجاتي دوما هذا الحظ الجميل من تعليقاتك :)

    لك مني كل الود

    ردحذف