الجمعة، 18 نوفمبر 2011

الأمانة


كان حلما وربما قد تحقق ، وهذا هو حال كل رجل ذي حظ عاثر ، لا يتمكن من توثيق ما يتمناه من أحلام في دفاتر الواقع ، فلماذا تحقق ذلك الكابوس الذي زف له خبر ارتباطها بغيره ؟

هل خان الأمانة ونكث بالعهد ؟

أم أن قلبها ارتضى بعاشق أمين يحفظها ويصونها بعيدا عن خزائن قلبه ؟

ولكن ألا كانت ترغب بترصيد حساباتها العاطفية ومراجعة فواتير ذكرياتها قبل أن تعقد العزم على الرحيل ؟

أم أنه الصفح عند المقدرة و (( المسامح كريم )) ؟

ما كان بيده سوى الإذعان لرغبتها ، ولكنه قرر أن يقدم لها تقريره العشقي الذي قد يكون الأخير ، فكتب لها قائلا :

في هذه الليلة كانت زخة المطر الأولى ، فجلست أمام النافذة وتأملت القمر المختبىء خلف ستارات الغيوم ، واستجديته أن يبعث لك بهذه الكلمات ، والتي ما تجرأت بالبوح بها مذ يوم رحيلك ، ليس غرورا ولا زهوا ولا كبرياء ، و إنما هي بقايا من أمل كنت أعتقد أنها قد تستدعي حضورك من بين ثنايا الغياب .

ما تعودت أن ألقي بقلبي وأعرضه بثمن بخس ، ولست مكترثا إن انتهت صلاحية نبضاته المفترضة للحب ، وغدا بعدها كبضاعة كاسدة أمام قلوب النساء ، فإن قلبك إذا ما كان هو المشتري ، فلن يجدي حينها الاستدراك .

أحقا أحببت رجلا غيري ؟

أم أن (( البعيد عن العين ... بعيد عن القلب )) ؟

إذا كان هذا ما يفسر غيابك ، فالأمانة قيد التسليم ، ولك أن تستردي قلبك في أي وقت ترغبين ، ولكن قبل أن يأتي موعد الاستلام والتسليم ، دعيني في هذه الليلة أنام مطمئنا ولآخر مرة بين ذراعيك ، ولا تتركي يداي المرتعشتان شوقا إليك ، دعيني أقبل أناملك التي خطتني حبيبا لك في يوم من الأيام ، ودعيني أبكيك كالأطفال عندما يتهيأون للحظة الفطام ، فعندما ستشرق شمس الشتاء ، تكون الحكاية قد انتهت ، ولك حينها أن تنتزعي قلبك من أحشائي وترحلين .

لن أطالبك بدية لدم فؤادي المهدور ، فأنا لست أول ضحايا الحب ، ولن أكون حتما الأخير ، ولكن لست أدري لماذا معادلة الحب دوما غير متوازنة ؟

ربما قد آن الأوان لتغيير كل مصطلحات العشق ، فأنا وبعد هذا اليوم ، لن أبحث عن الحب ، بل سأجعله يبحث عني ، ولن أرضى بدور العاشق في مسرحية الحب ، بل سأكون أنا المعشوق ، ولست منذ هذه اللحظة حافظا أمينا لودائع القلوب ، فأنا لست كفؤا لهذا المنصب ، وأعلن استقالتي والتنحي عن مقعده لرجل غيري .

والآن قلبي برسم الأمانة ، فهل من امرأة أودعه إليها ؟ تحفظه وترعاه وتصونه ، وتتقن تلك المهمة التي عجزت أنا عن القيام بها ، ولكنني سأحذرها مسبقا من شرط جزائي قبل توقيع عقود الحب ، فلا تطالبني بتسديد رسوم عشقية مستحقة الدفع ، لأنني من بعدك أشهرت إفلاسي العاطفي .

هناك 16 تعليقًا:

  1. ولكن قبل أن يأتي موعد الاستلام والتسليم ، دعيني في هذه الليلة أنام مطمئنا ولآخر مرة بين ذراعيك ، ولا تتركي يداي المرتعشتان شوقا إليك ، دعيني أقبل أناملك التي خطتني حبيبا لك في يوم من الأيام ، ودعيني أبكيك كالأطفال عندما يتهيأون للحظة الفطام ، فعندما ستشرق شمس الشتاء ،

    واووووو رائعه ايها الرائع

    بقدر حرصك على كم اشواقك واصرارك على رد الامانه احترم حرفك واقدرة

    دمت متميز

    تحياتى

    ردحذف
  2. هذا البوست رائع ولكنك ظلمته كثيرا
    فكل مقطع وجمله تستحق ان تكون بوست مستقل
    لكى نستطيع تذوق حلاوتة وحلاوة كلماته
    اصبت بالتخمه هنا من كثرة شراهتى بتذوق كلماتك الحلوه
    سلم قلمك وفكرك

    ردحذف
  3. رائع جدا :)))) عجبني كتير ^_^

    ردحذف
  4. حلوة قوي رغم صوت الحزن الذي يغلفها
    و كلمات التسامح المتناثرة بين أسطر رسالتك
    و القوة و التمرد رغم الفؤاد المجروح

    اعجبني خطابك و أسلوبك فعلا جيد ... يترجم احساسك و يصل بسهوله

    ردحذف
  5. مساء الخير اشرف والحمدلله على سلامتك

    كنت مستغرقه جدا بالكلمات ومتعاطفه جدا معه وفجأه طلعت الفقره الاخيره و نرفزتني بصراحه

    ( ان تعشقه وتحفظ قلبه وترعاه وتصونه بشرط ان لا
    تطالبه بتسديد رسوم عشقيه مستحقة الدفع ؟)
    كيف يعني ؟ ما فهمت:)

    ردحذف
  6. اشرف العزيز ..ماهذه الثورة الجامحة في كلماتك وحقاً ما قالته هبة فاروق انت مفروض تعمل كل فقرة في بوست منفرد ..لكن عموما انت هنا انسان مجروح قوي وعمري ما شفتك مجروح كده ..مطلوب منك تلملم جراحك فوراً ولا تلتفت للوراء فخطواتك للأمام ستنسيك الجراح والأمانة ستظل تحملها لأن ليس هناك من هو اقدر منك على حمل مثل هذه الأمانات ..تحياتي وامتناني لأسلوبك الرائع ..زيزي

    ردحذف
  7. جايدا

    يسعدني دوما ويشرفني ثناؤك الرائع لكلماتي :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  8. هبه

    وعد مني أن اجعل لهذا الادراج تدوينات متتابعه ... فلقد اصبت بالتخمة من جمال كلماتك بحقي :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  9. orangee

    سعيد وجدا أن التدوينة قد أعجبتك :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  10. كارول

    أتمنى دوما أن تجد كلماتي مساحة إعجاب لديك ...فكم يبهجني ذلك :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  11. نيسانة التدوين

    يسعد مساكي والله يسلمك ويخليكي ...طبعا بما انو انا دائما بكتم اسراري عندك فبصراحه مافي اشي مخبى عليكي لانو النت مفصول عندي بالبيت فهادا كان سبب غيابي الاسبوع الماضي وفي نفس الوقت السبب التاني اني كنت كتير حابب ااقلك وقت ما كتبتي ادراج معطف من القيود انو فعلا كان رائع وبكل معنى الكلمه ...عن جد روعه يا نيسان :)

    بخصوص تساؤلك عن تسديد الرسوم العشقيه فبصراحه كان المقصود انو هو بدو امرأة تحتويه بعواطفها ومش العكس يعني هو خلص بطل قادر يلعب دور الابوه وبحاجه لحبيبه تلعب معو دور الام وتغمرو بحنانها :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  12. زيزي العزيزه

    اعدك كما وعدت هبه أن اجعل لهذه التدوينه أجزاء متتابعه تعكس حاله فيما بعد ذلك ولعله يستطيع أن يقف مجددا بشموخ ويلملم جراحه بعد الذي حدث ويجد امرأه تستطيع ان تحتويه بعواطفها وليس العكس :)

    صدقا شهادتك بكلماتي وبالامانة التي تعتقدين أنني الاقدر على حملها هي شهادة كبيرة اعتز وافاخر بها كثيرا :)

    لك مني كل الود

    ردحذف
  13. قلب/حياة/روح / .... برسم الأمانة

    جميل، جميييييييل

    ردحذف
  14. صديقي هيثم

    أنت الجميل بكلماتك وحضورك المحبب دوما :)

    كل الود

    ردحذف
  15. نادية رمضاني19 ديسمبر 2011 في 1:24 م

    فعلا كلمات رائعة تستحق الشكر و الثناء عليها. و لكن انا اعتب على هذا العاشق المستسلم لخيبته في الحب و لا اوافق القول في (وهذا هو حال كل رجل ذي حظ عاثر) بل هذاهو حال كل رجل ضعيف كان بامكانه ان يبذل المستحيل لجعل حبيبته زوجته و ملكة بيته قبل قلبه,و لكن ربما غروره الزائد بحبها له طول الدهر ادى به الى انصدامه بالواقع
    تحياتي لك يا اشرف.

    ردحذف
  16. ناديه رمضاني

    أرحب بك أجمل ترحيب في مدونة أفكار وتساؤلات ... تشرفت وسعدت جدا بحضورك وتعليقك وثنائك على كلماتي ... فأهلا وسهلا بك دائما :)

    ماذا عساه أن يفعل هذا العاشق الذي يقضي ليله ونهاره في التفكير بطريقة يسترد بها حبيبته التي رحلت دون عودة ... لربما أتفق معك فيما تقولين فهو فعلا استسلم للواقع وأذعن له بطريقة انهزاميه ولكن ربما كان يود لو أنها تعطيه بصيص أمل فقط لكي يسترد قوته ويحارب من أجل حبها من جديد :)

    لك مني كل الود

    ردحذف