الجمعة، 7 سبتمبر 2012

مراحل العشق المفترض مع امرأة عربية



(( مرحلة الكيمياء )) :

ما أروع البدايات التي كان يرصدها في قصص عشقه المفترض مع امرأة عربية ، ويا لها من سيناريوهات محتملة كان يجزم بنجاعتها لحدوث شرارة الإعجاب الأول ، فاللقاء حتما سيكون عبر مواقع تواصل اجتماعية على الانترنت ، أو عبر مواقع العمل الرسمية ، أو في أحد المقاهي في ضواحي العاصمة الغربية ، أو قد يكون من خلال مصادفات أخطاء اتصال هاتفي في لعبة أرقام عشوائية ، أو في لحظة نخوة وشهامة عندما يدلي بدلوه في مساعدة فتاة تعطلت سيارتها على ناصية الطريق ، أو عند لقاءات متتابعة في حافلة النقل العام ، أو عند تكرار التسوق المشترك في أحد المولات ، أو بحظوظ قد تزكي معاكسته وملاحقته لفتاة تسير مزهوة على أرصفة شديدة الازدحام ،أو بطريقة تعارف تقليدية عبر أمه الباحثة له عن بنت الحلال .  

(( مرحلة الفيزياء )) : 

بعد أن تتفاعل عناصر الإعجاب وتنصهر بالقبول والرضا ، كتبادل عدد لا محدود من حركات الإبهام الوهمية على الفيس بوك عند كل تحديث على جداره أو جدارها ، أو بعد تلقي رسائل الكترونية على بريدهما الرسمي في العمل ما بين أمنيات بنهار سعيد أو رسوم كاريكاتورية خفيفة الظل إلى أسئلة مواربة تبحث عن إجابات محتملة بقبول الارتباط ، أو من خلال استراق النظرات والابتسامات الخفية في المقهى وخيوط دخانه تتعانق بدخان نرجيلتها حتى تستأذن صديقاتها بالذهاب إلى دورة المياه لإعادة ضبط زينتها ، فينقض عليها برقم هاتفه المحموم للحظة تعارف بهاتفها ، أو قد يكون بين الواقع والخيال وهو يحتضن وسادته في ليلة اكتمل فيها البدر ، فيقرع هاتفه برقم غريب ، ويأتي صوت أنثوي يجهز عليه لمرحلة إدمان عشقي ، من بعد كلمة الاعتذار بأنها قد أتصلت به عن طريق خطأ غير متعمد لرقمين تبادلا أماكنهما ، ولكنه لا يترك فرصة لخطوط هذا الاتصال العشوائي كي تنقطع قبل أن توافق على طلبه في إعادة الإتصال برقمها الذي لم يعد مجهولا في ذاكرة قلبه ، ويا لها من مصادفات قد تلقي به في طريق عام وفتاة تلوح له طلبا بمساعدتها في استبدال إطار سيارتها المشروخ إثر طعنة مسمار ، لتكون سببا في قصة عشق انتظرها منذ أمد بعيد ، ولكنه كان يراها دوما تجلس على ذلك المقعد المحاذي لنافذة الحافلة الخلفي وقد تجرأ أخيرا ليجلس بجانبها ويكتب على كف يده المعروقة بأن نيته إكمال نصف الدين ، ولعله على أنغام تلك الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة من سقوف مول تجاري اعتاد التجوال فيه كل شتاء وخريف ، ليقحم نفسه بسؤال فضولي عن موقع ركن الكتب المهمل في زاوية عند طابق التسوية الأول ، بحثا عن رواية كتب منها سطورا لن تكتمل إلا بتوقيع من قلبها ، ولربما تعثرت به الأسباب فأتبعها بمسبب ثابت ، متأبطا ذراع والدته في زيارات لبيوت ذاع صيتها في مجالس النساء ، لا ترد من يبحث عن فتاة بكر لم يقبل شفتيها إنس ولا جان .

(( مرحلة الأطرش في الزفة )) : 

الكلمات ومن كتبها في الأعلى هو شخص كان يعبث في ليلة من الليالي ولا يعلم أن (( البلوغر )) قد تواطأ مع الأقدار كي ينشرها دون علمه ، وحين التقى قبل سويعات بصديق عمره (( نادر أحمد )) وهو يبارك له بعودته للتدوين ، جفلت عيناه وتلعثم بالكلام ، وحين أخبره بتعليقات أصدقاء المدونة الأعزاء ، وقرأها لتوه بأم عينيه ، كانت فرحته تضاهي كل المفاجآت ، ولكي يظل وفيا لكلماتهم ومحبتهم واحترامهم ، عقد العزم في هذه الليلة على إكمال هذه التدوينة التي لم يخطط البتة لنشرها في هذا التوقيت بالذات . 

(( مرحلة الأحياء )) : 

تزوج منها في ليلة صيفة صاخبة بالاحتفالات والمناسبات ، وحلقا كطيور الحب في رحلة الشهد والعسل ، وزفت إليه البشرى بعد عودتهما بشهر وعشرة أيام ، بأنها تحتضن بين أحشائها بذرة حبهما الأول ، وتغير لقب المناداة بينهما بعد عام على ذلك ، فمن حبيبتي إلى أم ولي العهد ، ولاتزال بعد الحمل والرضاعة والفطام ، تتنقل بين الألقاب حتى أصبحت بجدارة أم الأولاد ، واختلفت مقاييس العشق بينهما من مرحلة الأحلام إلى مرحلة الواقع ، فبعد أن كان جلوسهما في ركن هادىء عند زوايا ذلك المقهى المخصص للعشاق ، يحلمان ببيت يجمعهما وأولاد يملأون البيت ضجيجا في كل صباح ومساء ، لم يعد للمواعيد الغرامية من مواقيت بينهما ، إلا حين يخططان لاستقبال مولود جديد ، حتى تصل زوجته لمرحلة اليأس العاطفي قبل الجنسي ، وهو لا يعلم أن في الزواج أشياء أخرى للحب .

(( مرحلة التاريخ )) : 

  كهل يجلس في مواجهة مع التلفاز في كل يوم ، والضجيج يعج أركان البيت بأصوات الأحفاد ، والنداء متتابع لعدة مرات بالهمز واللمز ، فزوجته لم تعد تسمع أنين الإبرة كما في صباها ، وولده الأصغر يجلس إلى جانبه ، والذي سيتأهب بعد عدة أيام للزواج ، ولايزال يسرد له قصة حبه العظيمة لأمه ، ويتذكر مناقب لحظاته العشقية الخالدة في ذاكرة الزمن ، ويشد على أزره ويوصيه بزوجته خيرا ، وبخاصة في مرحلة الأحياء ، ولكن الولد يباغته بسؤال عن فراغ الروح الذي تمتد أطرافه على مدار الأيام ، فيضحك ساخرا ويصفعه بمودة من خبث النوايا ، وهو لايزال يردد على مسامعه جملة عشقية لا يفهمها إلا من عبر المراحل الآنفة الذكر ، (( الحب يا ولدي لا يجيد التعبير عن نفسه كما في لحظة التواصل الجسدي ، أما التواصل الروحي فهو وصمة عار للرجال بعد الزواج )) . 

هناك 22 تعليقًا:

  1. *يدخل بوجل و خجل*

    مشتاق لحروفك، لرومانسيتك ال "غير!"

    -----------

    مرحلتان ضديتان يا ترى يا أشرف؟ :)

    ننتظر قصصًا مذ آماد، و بعضنا يعيش الانتظار و بعدنا على .. الطريق! و هو طريق وعر هذا الانتظار :(

    ردحذف
    الردود
    1. هيثم :)

      والله وأنا مشتاقلك كتير ... عرفت من نادر انك انشالله مسافر عن قريب ... بتمنالك ومن كل قلبي التوفيق وترجعلنا بالسلامه ... وانا مني وعليي من هلا رح اصير اناديك دكتور هيثم :)

      لك مني كل التحية والتقدير

      حذف
  2. سلام سليم ارق من النسيم :) مش هيك كان السلام ايام المدارس؟؟؟ يعني ...بما انك داخل علينا بالكيمياء والفيزياء :) ويا خوفي من مرحلة الرياضيات ...والله يقوينا لما نوصل للتاريخ ههههههههه

    بجد مبسوطه اني لقيتك راجع اليوم يا اشرف ...عودتكم انت ونادر وكياله اعطتني جرعة تفاؤل زائده يا رب يدوم مفعولها على طول ...بوجودكم طبعا.

    الحمدلله على السلامه ...منورنا :)

    ردحذف
    الردود
    1. نيسانة التدوين :)

      قرأت تدوينة جمعة العودة وبعدين رجعت على المدونة عشان اكتب التعليق ... صدقيني فرحتكم فينا والعلاقة الطيبة اللي جمعتنا من حوالي سنتين هي دليل على متانة الروابط اللي جمعتنا في البلوغر ... الله يديم المودة والمحبة ويجمعنا دائما وما يفرقنا وتتوالى علينا الأخبار السعيدة والحلوه يارب :)

      كل الود والاحترام

      حذف
  3. :) كل هادا و فيزيائي
    الله يجيرنا من الباقي

    ابدعت كالعادة
    تحية

    ردحذف
    الردود
    1. لبنى :)

      عندي كلام كتير حابب أحكيه على تدوينات كتبتيها بالفترة الأخيرة وخصوصا فساد ديني ... أنا صحيح منقطع كنت عن التدوين بس متابع صامت لكل اللي بتكتبيه وانت بتعرفي أديش آرائك وأفكارك بحترمها وبقدرها ... رح اكمل الكلام في تعليقي على تدوينك الأخيرة :)

      لك مني كل المودة

      حذف
  4. الف ااحمد لله على السلامه صديقي :)

    اشتقنا لكتاباتك المتميزه...اوعك تقطعنا مره تانيه و ما تطول الغيبه :)

    ردحذف
    الردود
    1. ويسبر :)

      الله يسلمك ويخليك يا رب :)

      ولو إني زعلان منك كتير لأنو في الفترة الأخيرة براقب وبراقب وبتلصص وبشمشم على تدويناتك وروحك المرحة اللي كنت ألاقيها في كتاباتك زمان بس حاسس انها مختفيه هاليومين ...يعني متذكرة التدوينة اللي كتبتيها عن الزيارة اللي بتبلش من اول وجديد عند الباب (( زيارة مع السلامه )) ... بدنا ويسبر ترجعلنا زي زمان ... ماشي :)

      تحياتي وتقديري

      حذف
  5. سعيدة بتواجدي معكم

    أسلوب ممتع لخلاصة الحياة التي تنتظرنا
    ربما نحن بين مرحلة الكيمياء والفيزياء نتجول
    ومها صعبت المراحل هذا هو الواقع الذي ينتظرنا

    كل الود

    ردحذف
    الردود
    1. زينه :)

      صدقا كم تشرفت بتواجدك على صفحات مدونتي وخصوصا أنني من أشد المعجبين بشعرك وكتاباتك المميزة التي لطالما كنت أتابعها من بعيد لبعيد :)

      أهلا وسهلا بك يا زينه :)

      حذف
    2. أهلا بك أشرف

      لم أعرف بتواجدك " من بعيد لبعيد ..؟؟"

      ليش من بعيد أقوى قلبك وتواجد بشكل رسمي

      وجودك دوما يشرفني

      حذف
    3. زينه :)

      خلص رح أتشجع هادي المره :)

      وصدقيني انا كمان وجودك بسعدني وبشرفني كتير :)

      كل الود

      حذف
  6. تحيه للقدر والبلوغر الذان تواطئا لنشر هذه التدوينه واعادتك :) وخلوك متل الاطرش في الزفه :))
    و أسفي على الكيمياء الذي الذي خمدت تفاعلاته بفعل الزمن...و حولته الى ... تاريخ للاسف !

    ردحذف
    الردود
    1. نيسانة التدوين :)

      يعني جماعة العلمي اللي كسبانينها مش جماعة الادبي اللي زي حالاتي :)

      كل الود

      حذف
  7. عوده قويه ورائعه كعادتك
    نورت البلوجر يا اشرف

    ردحذف
  8. هبه :)

    البلوجر منور فيكم يا رفاق التدوين الأعزاء :)

    مشتاق وجدا لكتاباتك يا هبه فقد لاحظت أثناء انقطاعي أنك كنت أيضا لا تدونين إلا ما ندر ... ولكن أعتقد أن وجبة دسمة في انتظاري مع الأحمر الفاقع والفضول يكاد يقتلني كي اطير من مدونتي لمدو نتك لألتهم حروفك الرائعة :)

    كل المحبة والتقدير والاحترام

    ردحذف
  9. صباح الغاردينيا أستاذ أشرف
    مقال رائع ومدونة راقية
    مصافحة أولى لعبق حروفك "
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
    الردود
    1. ريماس :)

      وصباحك مسك وسكر وعنبر :)

      مصافحة تشرفت بها وجدا :)

      لك مني كل الود والتقدير

      حذف