السبت، 19 مارس 2011

رجل عانس وامرأة مطلقة

لابد له بين الفينة والأخرى من اللجوء إلى كهف الصمت والانعزال ، أو بالأحرى الفرار إلى محراب اليأس والانهزام ، فالمرء في كثير من الأحيان تصبح عزيمته كالريشة التي تتخطفها الأيام المجهولة المصير .

يسأل نفسه : (( ماذا أريد من النساء ؟ )) فيجد أنه لم يعد له فيهن أية أمنيات ، فقبيلة النساء التي أحبها رفضت مشاركته في أية تجربة عاطفية إلا في الخيالات والأحلام ، ولقد كانت هزيمته تتأكد في كل محاولة عندما كانت حبيبته المحتملة تعشق رجلا من محيط معارفه المقربين .

ونهاية حكاياته مع العشق ، كانت قد جمعت بينه وبين امرأة تجاوزت الأربعين ، ولكن ذلك لم يكن السبب في خسارته المعتادة للحب ، بل كانت والدته هي من تسبب في إقصاء أمنياته من بلوغ مرادها ، بعد أن أعلنت رفضها التام لفكرة ارتباطه من امرأة مطلقة .

احتدم الجدال مع والدته ، وأكد لها أحقية المرء في أن يحظى بفرصة أخرى في هذه الحياة ، وأن طلاق المرأة لا يعني أبدا أن ثوب سيرتها الأخلاقية قد دنس بالفحش الذي لايمكن طمسه ، ولكنها ظلت تردد على مسامعه المثل الشعبي الشهير : (( لو فيها خير ما رماها الطير )) .

وبين مد وجزر ، قرر أن يتزوجها دون موافقة والدته ، ولكنها لم تكترث البتة لقرار تمرده عليها ، بعد أن أكدت له أن أهل تلك المرأة سيرفضونه إذا أتاهم بمفرده .

ولكنه لم يجرب حظه في الذهاب إليهم ، وذلك بعد أن صارحته تلك المرأة وبكل حزم عن رفضها للزواج منه دون موافقة أهله ، فهي لم تقترف ذنبا يظل كوصمة عار تطاردها أينما ذهبت بسبب فشل زواجها السابق ، وأنه لا يشرفها الارتباط بعائلة تتشبث بمعتقدات بالية من عصور الظلام البائدة .

وعاد مهزوما كعادته إلى البيت ، واشتعلت ذكرياته مضرمة نيران كل علاقات حبه الفاشلة ، فتذكر ابنة الجيران التي تركته في الثانوية العامة بعد أن وعدته بانتظار قدومه مدى الحياة ، لتتزوج برجل يعمل في إحدى البلدان النفطية ويكبرها بعشرة أعوام ، وتذكر الفتاة التي عشقها في سنوات دراسته الجامعية ، وكيف أن والدتها اشترطت عليه ترك الجامعة والعمل في أية حرفة أو مهنة كي تزوجه منها .

وتذكر أول فتاة عرض عليها الزواج في مكان عمله ، وتذكر رفضها الفوري له ، بسبب راتبه الذي يقل عن راتبها ، وتذكر ابنة عمة وابنة عمته ، وابنة خاله وابنة خالته ، واللواتي رفضن جميعا الارتباط به بسبب التخوف من زواج الأقارب ، بينما هو كان يدرك تماما أن السبب الرئيس لرفضهن هو تواضع إمكانياته المادية .

إنه الآن رجل عانس ، ولم توافق على الزواج منه أية فتاة لم يسبق لها الزواج ، وعندما وجد القبول لدى امرأة مطلقة ، جاء الرفض من أهله الذين كانوا متلهفين لزواجه ، ثم أصبحوا غير مكترثين لعنوسته .

ومن هذه المعادلة المكونة من رجل عانس وامرأة مطلقة ، نشتق المجهول المتسبب في فشل حلها دوما ، فالمرأة ترتبط بالرجل الخاطىء بدءا ، وتستدرك خطأها عند الطلاق لتعاود البحث عن ذلك الرجل العانس الذي رفضته عندما كانت لا تزال عزباء ، فهل يا ترى هذا هو سبب خلل المعادلة حقا ؟

هناك 14 تعليقًا:

  1. مهما تطور المجتمع حوالينا بتفكيره ومهما نادى بالاستقلاليه بضل في نقاط معينه لسا ما تجاوزوها بتفكيرهم و موضوع المرأه المطلقه واحد منهم, شب مطلق مش مشكله ولكن ست مطلقه بكون في حواليها 100 علامة تعجب و استفهام

    البنت بس يجي حد يتقدملها اذا ما حست ان الشب واهله متعلقين فيها ما بتوافق على الارتباط لانها - من وجهة نظرها - بتعرف ايجابياتها و بتتوقع اللي قدامها يقدّرها - بغض النظر عن صحة هالايجابيات - فلما تحس البنت ان الشب واهله مش شايفينها زي ما هي شايفه حالها بترفض فما بالك بس يكون في تصريح و واضح بالرفض و سببه

    و نفس التساؤلات بتدور حول البنت و الشب اللي بتأخرو بالزواج, اكيد في شي غلط ويلا ليش لهلأ "قاعد/ه" لهلأ!!!

    ردحذف
  2. Mar7ba Ashraf

    Very interesting subject. To be honest i never heard of a (male maiden rajol 3anes) before. i didn't think it was common at all for that matter .

    First I hate how the people in the Arab world look at the divorced women or women or even the widowed.i don’t like it when people judge people like that i don’t thing its fair at all. it's their not their fault what happened to them that they got divorced or didn't married yet . that life and what goes come around i guess .

    and as for the maiden male i don’t think that is big deal for man at all i have an uncle of mine he got married when he was 45 to 25 women never been married before and mash Allah they are happily married with kids too . so i don’t think it a big deal foe the as for women sadly , how many time did we hear of men getting married in their 50's 60's or even 70's no problem and still have kids . But sadly for the women it's hardly the case, but i say again this life and what is meant to be is meant to be for those women and man too. So they just have to go with and live their life.

    Thank you Ashraf have a nice day.

    ردحذف
  3. أشرف! هذا مكتوب يوم الجمعة! عم بتخربطلي ساعتي التدوينية حضرتك :]

    فكرتك كتبت بدري الصبح بالأول !! "كم تنبيه صار عليك؟ ترا كله ب"كعكه" .. لوول"

    ---

    يا سيدي رجع منهزما ً و صار يفكر بكل "مغامراته"
    و .. و...

    الخلل بالمعادلة يمكن فينا إحنا! في ظروف خارجة عن إرادتنا بتخلي نتيجة المعادلة = سيئة! ماشي أنا معك بس برضه الأساس في فكرة الارتباط لدى الطرفين شبه معدوم -برأيي- ... مزبوط إنو الارتباط بيحتاج نصح و توجيه و هذا مفقود أيضا ً و لكن إذا الأساس قوي "اقتناع + تخطيط و لو مبدئي" باقي الأمور بتنحلّ !

    و اللا شو؟

    *أنا معطل اليوم و بيطلعلي أكتب بالعامية شوي :]

    ردحذف
  4. عادات وتقاليد توغلت فى عقول الكثيرين وماأنزل الله بها من سلطان ...وسبحان الله دائماً هذه العادات والتى تخالف الشرع تكون سبباً فى إفساد الحياة ونظامها.

    أحييك على طرحك لهذه القضية التى يعيش فيها الكثيرون

    ردحذف
  5. ويسبر

    نعم كلامك صحيح فالمجتمع مهما تطور يظل قاصرا أمام نقاط موروثة ومتحجرة في العقول ومنها قضية المرأة المطلقة .

    موضوع أن الفتاة ترفض الارتباط بأي شاب يظهر أهله صراحة عدم موافقتهم عليها هي الحالة الأكثر شيوعا ولو أنني شاهدت بعض الأمثلة التي تزوجت فيه فتيات دون رضى أهل الزوج علما أنهن لم يسبق لهن الزواج .

    التساؤلات حول تأخر الشاب أو الفتاة عن الزواج فهنا وبكل صراحة وبدون أي تجميل للحقائق يدور السؤال ذاته (( ليش لهلأ قاعد/ه )) أتفق معك تماما .

    كل الود لحضورك

    ردحذف
  6. نوارة المدونه

    لا تستغربي أبدا من اطلاق هذا المصطلح على الشباب لأن الواقع الذي يعيشه مجتمعنا في هذه الأيام بالفعل في غاية التعقيد ... المجتمع يعاني من خلل في تركيبته الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء .

    طريقة النظرة للمرأة المطلقة أو المتأخرة في الزواج هي نظرة وبكل أسف تفتقد للعدالة والموضوعية ... معك كل الحق .

    قضية التأخر في الزواج ولو أنها تسبب أذية للمرأة بشكل أكبر من الرجل ولكن يبقى السؤال الجوهري الأهم في كل ما يحدث ... لماذا هذا الخلل الاجتماعي يتفاقم ويتفاقم ؟

    أعتقد أن عملية الاصلاح لابد أن تبدأ من المستوى الفردي أولا وليس على مستوى المجتمع ككل فالاكتفاء بطرح قضايا عامة على طاولة الاصلاح لن تؤتي ثمارها طالما أن الاهتمام بالفرد لايزال بعيدا عن أذهان من ينادون بالاصلاح .

    كل الود لحضورك

    ردحذف
  7. هيثم يا هيثم :)

    قلناك يا زلمه إنو الادراج عم بينزل قبل نصف ساعه من موعده ... يعني على الساعه 11:30 والسبب متل ما قلتلك المره الماضيه (( BEREEEEEEEN )) وإذا بترجع مرة تانيه بتسألني رح انزل انشالله ادراج خصوصي عن الموضوع ورح يكون الجزء التاني من (( مجنون Beren )) :)

    أنا لا أختلف معك أبدا أن جزء كبير من أسباب الخلل في المعادلة يتحمله الأفراد في الدرجة الأولى ولكن لابد أيضا من التأكيد أن الجانب المادي وبسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المجتمع تؤدي وبكل أسف إلى عشوائية كبيرة في اتخاذ قرارات الارتباط .

    كتبت بالعامي أو الفصحى كلو منك زي العسل :)

    كل الود لحضورك

    ردحذف
  8. أستاذي العزيز محمد الجرايحي

    نعم هي عادات وتقاليد متحجرة في عقول الكثيرين وبكل أسف ...ودوما كما قلت تكون مثل تلك المعتقدات سببا في إفساد الحياة ومخالفة الشرع ... أتفق معك تماما .

    كل الود لحضورك

    ردحذف
  9. أنا بعرف بيرين اللي بأفلام الكرتون و بس!

    :pP

    ردحذف
  10. هيثم

    الله يرضالي عليك ... خلص بس أروح انشالله على استنبول بتصل معك وبقلك عن مين قصدي :)

    يسعد صباحك

    ردحذف
  11. رجل عانس وامرأة مطلقة نتاج مجتمع ذات عقلية تقليدية قديمة رجعية اصبحت اساسياته تافهة تعتمد على الكم والكيف باسلوب متسلط مفزع
    "فالكل يبحث عن الجاه وده هيجيب كان وهى معاها ايه وهو معاه مش عارف ايه"
    وجة نظر شخصية : لابد ان نعيد نظرتنا الى الامرأة المطلقة فهى لاذنب لها فلا مانع ان تتزوج مرة اخرى مع مرعاة السن ايضا سواء للاصغر ام للأكبر
    وايضا نعيد النظر الى متطلبات الزواج فالاسرة السعيدة تبدأ أولى خطواتها من المشاركة الغير متكلفة فالسعادة ليست فى المال ولا فى الجاة
    " السعـــــادة فــــى راحــــة البــــــال "

    ردحذف
  12. محمد سامي

    أشكرك على هذه الكلمات العميقة بالموضوع ، ففعلا لابد للنظرة المجتمعية من أن تتغير تجاه المرأة المطلقة وتجاه متطلبات الزواج السعيد والتي لا تكمن إلا في راحة البال ... معك كل الحق .

    كل الود لحضورك

    ردحذف
  13. اعجبني القصه البسيطه التي طرحتها و سؤالك الذي باخره

    مازال امامنا الكثير و الكثير من الوقت لتغيير نظرة المجتمع للمطلقات

    ولكن موقف تلك السيده المطلقه في رفض العريس
    موقف صحيح لان الزواج ليس مجرد الارتباط برجل و انما الزوج ارتباط بعائله كامله

    ردحذف
  14. NOHnoh

    ارحب بك أجمل ترحيب في مدونة أفكار وتساؤلات ...سعدت وتشرفت جدا بزيارتك ... وأهلا وسهلا بك دائما :)

    بالفعل أوافقك الرأي فهنالك الكثير مما يلزم مجتمعاتنا لتغيير النظرة للمطلقات وبالطبع ينبثق من هذا عدم انجراف المرأة المطلقة وراء أية فرصة قد تلوح بالأفق وذلك فقط كي تتخلص من نظرة المجتمع السلبية لها ... أتفق معك تماما ...

    لك مني كل الود

    ردحذف