الاثنين، 5 أبريل 2010

جلسة مع الحلاقين وسائقي التاكسي









في الأسبوع الماضي أصابني نوع من الكسل عن حلاقة ذقني فقررت الذهاب إلى الحلاق ليتولى تلك المهمة بالنيابة عني ولم أكن أدري بعد أن تسعيرة حلاقة الذقن قد دخلت في نطاق غلاء المعيشة أيضا وأصبحت بدينارين مما جعلني أتذكر بعد الإحصائيات التي يتم نشرها بين حين وآخر والتي تؤكد أن معدلات التضخم في بلدنا انخفضت عن سنوات سابقة ومع هذا لن أناقش ولن أخوض في الحديث عن تلك التقارير بل سأكتفي بالتساؤل فقط أنه في حالة ارتفاع الاسعار بشكل غير متواز مع نمو الأجور والرواتب والدخول وبالتالي ضعف قدرة الفرد الشرائية فهل هذا سيتسبب في انخفاض معدلات التضخم ؟

عموما هذا كان تساؤلا اقتصاديا على هامش الإدراج أما ما أردت الحديث عنه فهو حول ظاهرة بدأت أقتنع تماما أنها مرتبطة بشدة بالعديد من الحلاقين وسائقي التاكسي ويعود سبب اقتناعي بذلك أن العديد من الذين صادفتهم في حياتي من أصحاب تلك المهن لا بد أن يحدثوني عن مغامراتهم مع النساء وتهافتهن عليهم ، وصدقا في كل مرة أسمع قصصا وروايات لربما لا تكفي مئات الإدراجات لسردها .

في الواقع التساؤل الذي يحيرني في الرجال الذين يتحدثون عن تلك المغامرات بكل فخر ومباهاة أمام أقرانهم من الرجال ماذا يحاولون أن يثبتوا بذلك ؟

هل يحاولون إثبات فحولتهم ؟

هل يعتقدون أنهم سيكبرون في عيون الأشخاص الذين يستمعون إليهم ؟

أم أنها محاولة فاشلة في القضاء على عقد نقص كثيرة يعانون منها في جوانب أخرى من حياتهم ؟

هل هذه هي الرجولة في نظرهم ؟

صدقا في جلسة حلاقتي ذقني تلك استمعت لثلاثة روايات من ذلك الحلاق وجميعها تؤكد على تهافت النساء عليه وكيف أنه يحاول التخلص والتمنع عنهن ولايجد لذلك سبيلا ، ولازلت أذكر عندما كنت في فترة مراهقتي بعض سائقي التاكسي الذين بمجرد ركوبي معهم يبدأون بقص الروايات التي لا تنتهي عن هيام النساء اللواتي يركبن معهم بسحر رجولتهم الذي ليس له مثيل فلا يدعون طالبة جامعية ولا شابة تكون متجهة إلى عملها ولا امرأة متزوجة وحتى أن بعض الروايات كانت تشير إلى هيام نساء طاعنات في السن بهؤلاء السائقين من أول نظرة .

لازلت أذكر وصية والدي لي عندما كنت صغيرا حيث كان يقول لي دائما : (( يا ولدي إن لكل إنسان خصوصيات لا يجب أن يتحدث فيها أمام أحد )) فكيف بهؤلاء الذين لا يتورعون في الخوض بتلك الأحاديث أمام كل من يصادفهم في أثناء ممارستهم لعملهم ، أيحب أحدهم أن يخوض الآخرون في الحديث عن أعراضهم بتلك الطريقة ؟

صدقوني إنني أشعر بالاشمئزاز من أي رجل يستعرض بطولاته النسائية حتى ولو كان أخي فليست الرجولة تقاس هكذا فالرجل ليس بكثافة شاربيه ولا باتساع محيط عضلات ذراعيه ولابحسبه ونسبه وماله وجاهه ، بل الرجل بدينه وأخلاقه وشهامته ومروءته وبقدرته على ضبط نفسه وامتلاكها عند الغضب ، وبشجاعته في الحق وإيثاره في مساعدة الضعيف واحترام الكبير والصغير ، الرجل الحقيقي لا يخوض في الاعراض ولايضرب النساء ولايستعرض بطولات فحولته ، متى يا رجال العرب ستفضون أغشية عقولكم المهترئة من كل تلك التفاهات والسخافات ؟




هناك 12 تعليقًا:

  1. المشكلة إنو هالأيام اختفت الرجولة واختفت معانيها إلا ما رحم ربي, وانحصر تفكير (الذكور) بس بهالمواضيع!!!! إيش السبب مش عارفة!!

    ردحذف
  2. فضاوه وفراغة عين بعيد عنك
    إلى جانب أن هذه المواضيع محببه عند معظم الرجال الفاضيه

    ردحذف
  3. مساء الخير أِشرف
    موضوع طريف وساخر، لكن واقعي، يذكرني بمقولة شهيرة
    (ما أكذب من شاب متغرب إلا ختيار ماتت جياله)، فالسبب في كذب الشاب المتغرب،هو غياب شاهد يدحض أكاذيبه، والسبب في كذب الختيار هو أن كل الشهود على زمانه قد ماتوا، وأعتقد أن الحلاق وسائق التاكسي_الا من رحم ربي_ لا شهود عليهم، لكن صدقا أشرف، الكذب قصير الحبل، ولكن أعذرهم يا أشرف فساعات العمل طويلة جدا ولا بد من تزجيتها.
    صدقا يا أشرف لو علم الحلاق وسائق التاكسي _الا من رحم ربي_ نظرة الأخر له اثناء كذبه لما فعلها
    شكرا أشرف مرة أخرى على الموضوع الطريف

    ردحذف
  4. المشكلة يا ريت بس لو يعرفوا قديش تفاهة اللي بيحكوه :-)

    الله يهدي الجميع...

    ردحذف
  5. مرحبا غير معرف

    نعم معك حق اختفت معالم الرجولة الحقيقية ومعانيها في هذه الأيام إلا من رحم ربي وأعتقد أن انحصار تفكير العديد من الذكور بهذه المواضيع إنما هو عائد إلى الفراغ الذي يعيشونه في حياتهم أو بمعنى أصح الفشل والهروب من مجالات كثيره في الحياة فيعتقدون أن بتلك الاحاديث سيعوضون ذلك النقص أو الفشل .

    أشكرك على هذا المرور ومرحبا بك في مدونة أفكار وتساؤلات

    ردحذف
  6. أهلا وسهلا مياسي

    تماما ماقلته هو الواقع فهي فضاوة عين وبذات الوقت الرجال اللي ماعندهم شغله ولاعمله بتكون هادي مواضيعهم المفضلة معك حق تماما .

    نهارك سعيد

    ردحذف
  7. أهلا وسهلا نادر

    يعني صدقا المثل الذي ذكرته وطريقة ربطه مع سائقي التاكسي والحلاقين هو فعلا يجعل العديد من الروايات والقصص تطفو على سطح الواقع في حين أنها تكون في كثير من الاحيان مجرد أوهام تعيش في عقول هؤلاء الرجال .

    فعلا أتمنى ياصديقي أن يدرك هؤلاء الرجال أن أحاديثهم غير مرغوبه وتحط من قدرهم أمام من يجالسهم ويحاورهم .

    نهارك سعيد

    ردحذف
  8. أهلا وسهلا Naryat

    معك حق فعلا ياريت يعرفوا إنو أحاديثهم ليست سوى تفاهات تدل على مدى سخفهم وعقولهم الفارغه.

    نهارك سعيد

    ردحذف
  9. mar7ba ashraf
    modo3 7alo laken mawjood la2sef mathal ma7ka aljme3 ,i think those people b/c the have so much time on their hands they see a lot of people through the day the hear stories from them and so they either make up those stories or build on top of it stories .so i believe that's part of their job so if he is man who is he supposed to talk about other than women's ,and the opposite is true rite.so all we have to do is go with with and just listen ..i don't think it's about showing their manly ways in front others but it just happens .for example a married women all she talks about her marriage or if a mother her kids teachers his students and so on ,
    am not saying here it's OK to lie of course but for some reason those two take it a little bit far from the truth.allah ya dhoom.
    nice post ashraf thank you and have good day.

    ردحذف
  10. أهلا وسهلا نور

    نورت المدونة :)

    في البداية أرجو أن تكوني بصحة جيدة :)

    نعم هذا الموضوع وبكل أسف منتشر وموجود وكما قلتي حيث أن طبيعة عمل هؤلاء الاشخاص تجعلهم يصادفون العديد من الناس وبذات الوقت يسمعون قصصا وروايات كثيرة قد يتقمصوها على أنفسهم وقد يكون الامر يخرج منهم بشكل عفوي ولكن صدقيني هنالك طرق مبالغة واستعراض كثيرة في تلك القصص .

    ولايسعنا إلا أن نقول في النهاية الله يهدي الجميع .

    أشكرك نور ونهارك سعيد

    ردحذف
  11. مساء الخير اشرف


    اعتقد ان معظم هالقصص من محض الخيال, هاي القصص اللي بتمنو انهم يعيشوها
    و باعتقادهم هاد الشيء الوحيد اللي بقدرو يتفاخرو فيه, اكيد ما بعمم بس معظمهم ما في انجاز بحياتهم يحكو عنه فبتجهو لهالحكي.

    مش بس المهن اللي حكيتها, في كل مجتمع بتلاقي من هاي النوعيه من العالم بحاولو يغطو نقص معين عندهم بهالقصص على اعتبار انها بتعجب الكل
    مع ان ناس كتير بكرهو هالقصص و بالعكس بنزل المتحدث فيها من نظرك

    ردحذف
  12. أهلا وسهلا ويسبر

    أتفق معك تماما وأنا مقتنع بتلك الفكرة أيضا أن معظم القصص التي يتحدثون عنها تكون من محض خيالهم ليس أكثر ومع عدم التعميم فتلك القصص هي ملاذهم الوحيد كمحاولة منهم لاثبات أهميتهم أمام الآخرين .

    وفعلا معك حق فالموضوع يتجاوز ارتباطه بمهن معينة بل هو مرتبط بفئة كبيرة من الرجال ويحاولون من خلالها كما قلتي أن يغطوا نقصا موجودا لديهم وفي المقابل فكم من المتلقين الذين لابد لسمعهم أن يتلوث بتلك القصص التي يكرهون سماعها ولايجدون ملاذا للهروب .

    مساؤك سعيد :)

    ردحذف