الأربعاء، 17 فبراير 2010

365 يوم للكراهية

في البداية لاحظت مفهوما مغلوطا لدى العديد من الأشخاص الذين يهاجمون والاشخاص الذين يدافعون عن ( يوم الحب ) حيث يطلقون عليه تسمية ( عيد الحب ) ولست أدري كيف تم ترجمتها من اللغة الانجليزية لتكون الكلمة المرادفة لها في اللغة العربية ( عيد وليس يوم ) .

في الواقع بدأت أشك في صحة معلوماتي فقمت بمراجعة العديد من المصادر الأجنبية فوجدت دائما عبارة واحدة أمامي وهي ( Valentine’s Day ) .

إذن لنتفق في البداية أنه ليس عيد ولا يجوز في أي حال من الأحوال نعته بذلك ، لأننا كمسلمين ليس لدينا سوى عيدين في السنة فقط وهما عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك .

وحيث أننا في هذا المجتمع نتميز دائما بحروب بين مؤيد ومعارض لكافة القضايا وفي جميع المجالات ونواحي الحياة ومن المستحيل أن نجتمع على كلمة واحدة ، فقد بدأ الصراع الذي توقعته مسبقا في الرابع عشر من شهر شباط بين المحتفلين بيوم الحب وبين المحاربين له ، وبالطبع بدأ المعارضون ممن يعتبرون أنفسهم من فئة النخب أو الأوصياء على المجتمع بقذف تهم التكفير والاستهتار بعقول الناس وتسخيفها ، في حين كان المؤيدون يبالغون في هجومهم المضاد من خلال المباهاة في الترف والبذخ في شراء الهدايا وفي إحياء طقوس الاحتفال بيوم الحب ، والذين وقعوا ضحية لهذا الصراع ولتلك الحرب هم فئة تحاول أن تعيش بسلام وليس من ضمن ميزانياتها المحدودة جدا شراء هدايا ليوم الحب أو الاحتفال به ولكنهم لديهم أماني وأحلام بسيطة جدا في التغلب على سمة ( الكشرة ) التي لا تفارق محياهم طوال أيام السنة بسبب ضيق العيش ونوائب الدهر .

وهذه الفئة البسيطة بأفكارها النقية من شوائب الغرور والنرجسية والحقد والكراهية للآخرين تجد نفسها في وسط صراع ليس لها فيه أدنى علاقة وتتحمل أوزار تلك الصراعات طوال أيام السنة و التي تعصف بكل محاولاتهم البريئة في التعبير عن مشاعرهم تجاه من يحبون من أزواج وأبناء وآباء وأمهات وإخوة وأخوات وجيران وأصدقاء .

ففئة أوصياء المجتمع تتلذذ في استفزاز كافة أفراد الشعب بكل طبقاته من استهتار بالعقول ونقد دائم للتصرفات والسلوكيات المختلفة ، في حين أن فئة المقلدين للغرب والذين هم في أغلب الحالات من طبقات ثراء فاحش يستمرون بالتكبر والغطرسة في الترف والبذخ كردة فعل مضادة على فئة النخب ، والذي يدفع ثمن هذا الصراع وبكل أسف هم الفئة البسيطة التي كتب عليها أن تعيش أيام الكراهية والحقد والبغضاء على مدار السنة وبالتالي أصبح لديهم 365 يوما للكراهية لأنهم إذا حاولوا إظهار أية مشاعر أخرى فسيتعرضون لمحاكمة سريعة بتهمة الكفر والعقل السخيف والخيانة لقضايا الأمة ومصائبها ، فليس من حقهم أبدا أن يعبروا عن مشاعر محبتهم لمن حولهم لأنهم في نظر فئة النخب لايعرفون كيف يحبون ولايعرفون ما هو معنى الحب ، وفي المقابل فهم في نظر فئة مقلدي الغرب أشخاص لا يعرفون معنى الحضارة ولا المدنية الحديثة .

وفي خضم هذه الصراعات التي لا تنتهي وجدت أمامي هذه الصور البسيطة التي لا تسلم أبدا من تلك الحروب :

- رجل يقوم باللعب مع أطفاله في الحدائق العامة يبدأ بتلقي وتراشق التهم من كل حدب وصوب بأنه سخيف وعقله لا يتناسب مع عمره من وجهة نظر النخب أما مقلدي الغرب فسيضحكون عليه لعدم إلمامه بأساليب التربية الغربية الحديثة التي تتطلب وجود مربية متخصصة في تربية الاطفال ، وطبعا ذنب ذلك الرجل البسيط أنه حاول فقط التعبير عن مدى محبته لأولاده .

- الابتسامة وطلاقة الوجه وإلقاء السلام على الجيران تدخل في حسابات لا تنتهي أبدا ، فصاحب عقلية النخب سينظر إلى تلك الابتسامة البريئة بأنها تدل على السذاجة والسخافة وعدم الوعي لما يحدث من قضايا تترصد بهذه الأمة ، وأما مقلد الغرب فسيخاف من تلك الابتسامة ويبدأ بتحليل مقاصدها وماذا يخفي صاحبها من نوايا سيئة أو قد يعتبره متطفلا ولا يحترم خصوصيات وحريات جيرانه ويحاول أن يفرض نفسه عليهم .

- الصورة الاخيرة هي لزوجين بالكاد يملكان قوت يومهما ومع هذا يحبان بعضهما كثيرا وهما مقتنعان بحياتهما ونصيبهما من هذه الدنيا ، فيخرجان بنزهة سيرا على الأقدام وقد تشابكت أيديهما معا ، ولكن هل سيكملان نزهتهما بسلام ، هيهات هيهات أن يحدث ذلك ، ففئة النخب ستبدأ بهجومها عليهما أنهما ليس لديهما أي حياء أو ذوق أو مراعاة لمشاعر الأخرين ، أما فئة مقلدي الغرب فستنهال منهم عبارات السخرية والضحك بقول ( مو معقول شو بلدي هادول ما بعرفوا كيف يمسكوا ايدين بعض بطريقة مودرن شوي ) .

دعونا وشأننا يا فئة النخب ويا فئة مقلدي الغرب فنحن لسنا بحاجة لمزيد من الكراهية والحقد والبغضاء والتحقير والاستهتار والتكبر والغرور والنرجسية .

دعونا نعيش حياتنا ببساطة لعلنا نعيد شيئا من المعاني الجميلة في المحبة والإخاء واحترام بعضنا بعضا ، أنتم تفوقتم على الغرب في احباطنا وشعورنا بالمذلة والمهانة ، نحن بشر مثلكم ولسنا عبيدا ننتظر أوامركم وتوجيهاتكم فقد ولدنا من بطون أمهاتنا أحرارا ، أحرار ، أحرارا .

هناك 8 تعليقات:

  1. mar7ba ashraf masa al5er

    i totally agree with in this post there is some people i think they are but on earth just bug others (am not sure if it's 7aram to say that but inshallah la )those people don't leave others live in peace bel3arbe heek la ber7mo wala be5lo ra7mt Allah tanzel
    ya3ne ana mab3rf lish ba7shro 7alhom be amor alnas lish alt3l2 ale ma alo d3ee, ya3ne ab7ab yal3b m3 abno ween almoshkal wala aza zoj masak ed marto ween almoshkala hoon walaaza beshofo b be7an 3ala binto baeser 7ako anhoo zalam tyab kter wa besero ytl3 7ake kter ,and about those who like to celebrate valentine day whats wrong with that is 7aram to show some extra love that day.seriously those people need to get a life and leave alnas be 7alha .and for the people who suffer from those ignorant people i say just ignore them let it go in one ear out the other because you will never keep up with their need and stupid comments they live on bugging people who try live happy and simple.
    thank you ashraf and have a good day

    ردحذف
  2. أهلا وسهلا نور وصباح ومساء الورد :)

    يعني بصراحه وكما قلتي هؤلاء الجماعات ( لا برحمو ولا بخلو رحمة الله تنزل ) واضف إلى ذلك وكما يقول المثل (مابعجبهم العجب ولا صيام برجب ) .

    وفعلا هذا الهجوم المبالغ فيه على يوم الحب هو أحد بنود أجندتهم الممتدة طوال أيام السنة في الهجوم والانتقاد المستمر لسلوكيات الناس وتصرفاتهم ولكن المشكلة أنهم لايصلحون المجتمع بل يقومون فقط باستفزاز البشر والاستهتار بهم وكأنهم هم من كوكب والناس من كوكب آخر .

    وفعلا أصبتي كبد الحقيقة يا نور فهؤلاء الاشخاص يجب تجاهلهم وتجاهل وجودهم حتى يرتاح الناس من احاديثهم وتعليقاتهم التي لا تسمن ولاتغني من جوع في الاصلاح وانما تكون عبارة عن مزيد من النرجسية والغرور والاستهتار بالبشر .

    شكرا نور وأتمنى لك نهارا سعيدا .

    ردحذف
  3. صباح الخير أشرف

    يذكرني بوستك الجميل بقصة رجل متزوج من إمرأتين، الأولى كبيرة في السن وتدعى حانا والثانية صغيرة وتدعى مانا، الكبيرة كانت تحب الشيب في لحية زوجها، أما الصغيرة فقد كانت تحب سواد لحيته، ومرة شرعت الأولى في نتف الشعرات السوداء من لحية الزوج المسكين لكي لا يبقى منها إلا الشعرات البيضاء، والثانية شرعت في نتف الشعرات البيضاء لكي يبقى منها فقط الشعرات السوداء، وبين هذه وتلك نظر الرجل في المرآة ليجد نفسه بلا لحية أبدا ومن يومها خرج المثل الشهير ( بين حانا ومانا ضيعنا لحانا).

    الهدف من القصة أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأنا أنصح الجميع بأن يفعل ما يملي عليه ضميره وقناعاته ويرفع شعار (القافلة تسير والكلاب تنبح)، فالملتفت إلى كلام الناس سيبقى نفسه حبيسة المطرقة والسندان، وليتذكر الجميع أن المرء حين يسقط لن يجد يدا تمتد لتساعده على النهوض مجددا من هؤلاء الذين أتعب عقله في حسبة إرضائهم.
    إذن افعل ما تجده يرتقي بحياتك للسماء دون أن تلتفت لأحد وتذكر أنك حين تموت سترحل وحدك.

    أشرف سؤال خطر على بالي: ماذا لو كانت السنة كبيسة هل ستكون أيام الكراهية 366؟

    ردحذف
  4. أسعد الله صباحك الجميل أخي نادر

    في البداية وردا على سؤالك في نهاية التعليق فلا أعتقد أنه سيكون هنالك فرق فيما إذا كانت السنة كبيسة أم لا لأنها ستكون فقط زيادة يوم آخر من أيام تلك الكراهية العمياء .

    بصراحة أشكرك كثيرا على القصة التي ذكرتها وفعلا هي أنسب ما يمكن أن يقاس عليه مما يحدث من حولنا في تلك الصراعات التي ليس لنا فيها ناقة ولا جمل .

    أنا معك وسأرفع ذلك الشعار لتبقى القافلة تسير وتبقى الكلاب تنبح .

    وفعلا كما قلت أن المرء حين يسقط لن يجد يدا تمتد نحوه من هؤلاء الذين يدعون بأنهم أوصياء ومهتمون بمصلحته .

    أشكرك أخي نادر ونهارك سعيد .

    ردحذف
  5. مساء الخير

    لو قسنا على اي شي بحياتنا بنلاقي ان الوسطيه هي الافضل بكل شي

    المفروض ان الواحد يقيس تصرفاته عالدين, حرام و حلال, و هو عنده عقل ان يحط الامور بنصابها الصحيح
    وطول ما التصرف مش حرام, ما حد اله دخل ومش مفروض انّا نفكر برأي العالم لان ارضاء الناس غاية لا تدرك

    ردحذف
  6. أهلا وسهلا ويسبر

    بصراحه كلامك صحيح ولا غبار عليه أبدا وكما قلتي إذا كان ذلك السلوك ليس من ضمن الامور المحرمة فلا يجوز لاحد أبدا أن يتدخل بذلك السلوك .

    تحية .

    ردحذف
  7. بعض الناس يعتقدون انهم اوصياء على البشرية
    و انهم هم الوحيدون القادرون على توعية المجتمع
    و لا خطا فيهم
    و من الملاحظ انهم هم انفسهم الذين دوما ما يقعون و ننجدهم
    و لا يعرفون التصرف باقل عثرة

    لكن كثلما انهيت سابقا
    القافلة تسير و الكلاب تنبح

    ردحذف
  8. أهلا وسهلا جفرا

    فعلا ستسير القافلةوالكلاب ستظل تنبح

    ولابد لهؤلاء الاوصياء من أن يحسنوا الوصاية على أنفسهم قبل محاولة الوصاية على الآخرين .

    ففاقد الشيء لا يعطيه .

    تحية .

    ردحذف