الأربعاء، 24 فبراير 2010

غباء طبيب والضحية زوجة مخلصة

كانت مثالا للزوجة الصالحة وكم من الصعب أن تجد امرأة تجمع بين أروع أربع صفات يتمنى كل رجل أن يجدها في شريكة حياته . فلقد كانت له كالأم في حنانها وكالعشيقة في أنوثتها وسحرها ، وكانت الصديقة الوفية في حفظ أسراره وستر عيوبه وكانت الخادمة التي لا تتذمر أبدا من الاعتناء بشؤونه المنزليه .

كان الجميع يحسدونه عليها ويتمنون لو أن لهم قليلا من الحظ الذي يملك ، ولكنه كان دائم الحيرة أمام تلك المرأة التي كانت تجمع أربعة نساء في جسد واحد .

وكما هي عادتها دائما عند وداعه في الصباح وهو في طريقه إلى العمل ، تغمره بأجمل وأحلى معاني الحب والعشق وتتشدد في وصاياها له وخوفها عليه من أن يصيبه مكروه وهو يكون دائم التذمر من ذلك الخوف غير المبرر من وجهة نظره معللا ذلك بأنه ليس طفلا في مقتبل العمر .

وكعادته عند عبوره للشارع يرفض الصعود إلى جسر المشاة ويقفز من فوق القضبان الحديدية التي تفصل جنبات الطريق وبعدها يعيد الكرة عند الاقتراب من عبور الشارع الآخر فيترك نفق المشاة ويمارس هوايته المعتادة في مسابقة اجتياز الحواجز الحديدية ، لكن وعند اقترابه من عبور الشارع الأخير الذي يفصله عن عمله تجاهل تماما الاشارات الضوئية للمشاة وقفز مهرولا في وسط الشارع لعبوره ولكن هذه المرة لم يتمكن من إنجاز المهمة بنجاح فلقد كانت السيارة القادمة مسرعة جدا فاصطدمت به وأصابت من جسده منطقة رجولته .

أسرع الناس إلى مكان الحادث وبدأ الجميع بالقاء التهم الباطلة الإدعاء على سائق السيارة وكأنها محاولة من هؤلاء المشاة للدفاع عن ثقافة يتميزون ويفاخرون بها دائما في تعطيل حركة السير في الشوارع بسبب عدم تقيدهم بعبور الطريق عند الاشارة الخضراء وعدم استعمال الانفاق والجسور التي تم انشاؤها حفاظا على حياتهم ولكن فعلا هو أمر غريب هل أصبح الناس مستهترين بأرواحهم إلى هذا الحد ؟

تم نقل ذلك الرجل إلى المستشفى لعلاجه وبفضل ونعمة من رب العالمين كتب له أن يعيش ، أما زوجته فبعد أن علمت بما حدث لزوجها أصيبت بنوبة عصبية شديدة من فرط خوفها ومحبتها له ، ولولا قيام أولادها الثلاثة بنقلها سريعا إلى المستشفى لتتأكد بنفسها من سلامة زوجها لربما أصيبت بنوبة قلبية حادة لمجرد عدم تقبلها لفكرة أن حبيب عمرها قد أصابه مكروه .

بعد خروجه من المستشفى بعدة شهور يذهب الرجل لمراجعة الطبيب للاطمئنان على سلامته ومعرفة نتائج الفحوصات والتحاليل التي أجريت له ، فيخبره الطبيب أنه مصاب بالعقم ، فيتسائل الرجل ببراءة أن سبب ذلك العقم أتى من الحادث ؟ والطبيب لا يزال ينظر إلى نتائج التحليل بتمعن شديد ، ليباغت ذلك الرجل بحقيقة كانت سببا في نهاية مشوار سعادة حياته الزوجية ، فيقول له الطبيب أنه مصاب بالعقم منذ ولادته ولا يستطيع الانجاب ، الرجل وبكل ذهول وبعد رعشة بدأت تهتز في كل أوصاله ، يتعجب من كلام الطبيب ويخبره أن لديه من الاولاد ثلاثة ، ولكن الطبيب يصر على موقفه ويشعل نيران الشك في نفس ذلك الرجل معللا أن أمانته الطبية توجب عليه أن لا يخفي الحقيقة مهما كانت مؤلمة .

الرجل يخرج من العيادة مسرعا وغاضبا ليواجه زوجته بتلك الحقيقة الطبية الكاذبة التي تجهل وتعجز عن تفسير إرادة الله عز وجل في تحقق أي أمر مهما كانت درجة استحالته ، كم كان ذلك الطبيب جاهلا على الرغم من كل شهاداته الدنيوية التي تزين جدران عيادته فهو لا يملك أهم شهادة في حياته والتي من شروط النجاح فيها التسليم المطلق بأن أمره تعالى بين الكاف والنون وهو على كل شيء قدير .

الزوجة كعادتها تستقبل زوجها بكل حرارة وشوق ولهفة ولكنها لم تكن تدري أن ذلك اللقاء الذي تنتظره في كل يوم بكل سعادة سيكون آخر اللقاءات وسينتهي بدمائها البريئة التي ستروي قصة إخلاصها وتفانيها مع ذلك الزوج الذي أنكر حسن عشرة كل تلك السنين بكلام غير دقيق من طبيب متجرد من كل ذمة وضمير .

كم ستستمر مسلسلات الأخطاء الطبية التي تزهق بسببها أرواح بريئة ليس لها ذنب سوى أنها وقعت في براثن هؤلاء الأطباء الذين يتاجرون بأرواح الناس ويبيعونها بأبخس الأثمان ؟

هناك 10 تعليقات:

  1. Mar7ba ashraf masa al5er
    What a sad story and am sure it happened in real life many many times. To be honest am not sure here who to blame which there is so many to blame here first to how gave this doctor his PhD license and how gave him the rite to play with peoples life like that on his be half why he couldn't made more tests to make sure before telling an (specifically Arab man) that can not have kids from long time ago. This a serious thing just through in people face not the less to be married with kids already it mast have been a shock.
    and main blame goes to mean husband who seems to couldn't’t find a faster way to get rid of his wife after all those years why did he ask more make more tests to prove other wise (but we can say hamjia 3amia ma fe saber 3and alnas ) .I kind of blame the wife and women in general why would she give her self that much to man like that when I say that it's because am not with I idea of loving a person more than my self idea ,she gave him so much love that he did’t deserve and in split second in heart beat just like that he ends by killing her before asking about the truth and imagine how stupid he will feel him and the doctor if the result would end up wrong so ignorant people .
    Unfortunately always patent's takes the doctor opinion or decision from the first time, and he Accepted
    It without a debate or without asking or consulting more than one opinion before making a decision for him or others in his life(,kanho kalam monzal for some reason). Am not sure when people going to learn that asking doctors or more than one doctor about any thing is bothering you is not 7aram not 3eb and it's ok to ask.
    3njad some times I feel sorry for those people who just always ashamed to ask or go to the doctors especially men when it comes to their manly hood.
    Thank u asharf for this post even though it was sad one, but I think should have been written so maybe now Arab people (men)now ,know how bad shape their brains and thinking are ,for god sake we are 21 century bekfe raj3ia.

    ردحذف
  2. أهلا وسهلا نور

    كم هو محظوظ إدراج يوم الاربعاء من هذا الاسبوع لأنه كان مكتمل الاركان من خلال تعليقك الذي أنتظره بشغف دائما :)

    نعم في البداية قد تصيبنا الحيرة في معرفة على من يقع اللوم ولكن وكما قلتي فإن ذلك الطبيب يتحمل وزرا كبيرا فقد كان يتوجب عليه أن يتناول الموضوع من كل جوانبه فذلك الرجل متزوج ولديه من الاولاد ثلاثه وهذا بالتأكيد كان مدعاة لإجراء المزيد من الفحوصات للتأكد أكثر نظرا لخطورة الموقف .

    أما بخصوص الزوج فأنا أيضا اتفق معكي كثيرا بخصوص أنه أخذ كلام الطبيب ككلام مصدق لايأتيه الباطل أبدا ولم يتحرى ولم يجري المزيد من الفحوصات لدى أطباء آخرين والمشكلة الاكبر أنه نسي أو تناسى كل هذه العشرة الحسنة من زوجته والتي مضت عليها كل هذه السنين وهو يعرفها حق المعرفة ليصدر حكما مخالفا ويطعنها بشرفها لمجرد أن طبيبا تكلم كلاما عابرا في ثوان معدودة .

    أما الزوجة فلا أستطيع إلا أن أقول أن تكريس حياتها مع كل هذا الحب فعلا لم يشفع لها مع ذلك الرجل وبكل أسف .

    أما الاخطاء الطبية فهي مشكلة بدأنا نسمع عن تبعاتها الكثير في مجتمعنا والغريب في الموضوع أن بعض الاطباء عندما يبدون رأيهم في حالة معينة نجد أن بعض الناس يأخذون بكلامهم وكما قلتي ككلام منزل ولايشككون ويحاولون تقصي الحقيقة أكثر من خلال مراجعة أكثر من طبيب ولربما قد حان الوقت لتحديد طرق المساءلة التي تتم بحق الاخطاء الطبية في بلدنا.

    وكما قلتي يانور وأضم صوتي معكي أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ولست أدري متى ستبدأ تلك العقول المتحجرة بالتكسر من قيود أفكارها المظلمة ؟

    ردحذف
  3. مساء الخير اشرف


    البوست اليوم فيه اكتر من موضوع, موضوع اخطاء المشاة اللي بتحملها السائقين, وموضوع الاخطاء الطبيه وموضوع الثقة اللي المفروض تكون بين الزوجين.

    اول موضوع ما راح احكي عنه لانه مش الاساس هون

    موضوع الثقه بين الزوجين, مرات بتكون شكليه فقط, لو كان عند هالرجل الثقة بزوجته كان فورا واجهه الطبيب وحكاله انه غلطان و راح يحكي لزوجته عن اللي صار و يشكيلها الطبيب.

    ما بدي احكي بحكم الحب اللي بينهم, بس بحكم العشرة والمعاملة والعيشة هاد كله بخليه يحكم عليها و شو ممكن تعمل.

    اما بالنسبة للاخطاء الطبية فحدّث ولا حرج, قصص كتيرة بنسمعها و القانون ما بعاقب المخطئ, بداية من نسيان ادوات في جسم المريض خلال العمليه, لعمل عملية مش مقررة للمريض لمجرد ان رقم الغرفه مكتوب على جدول المريض غلط, بتحسهم ما بتعاملو مع بني ادمين, مع ارقام غرف و طوابق.

    لو في قانون يعاقب هالطبيب و يخليه يتحمل مسؤوليه شغله و قسمه اللي اقسمة هالامور اذا ما اختفت بتتناقص.

    ردحذف
  4. يسعد مساكي ويسبر

    فعلا إدراج اليوم تناول المواضيع الثلاثة التي تحدثتي عنها وكنت أتمنى معرفة رأيكي بموضوع ثقافة المشاة على الطرقات في مجتمعنا ولكن معكي حق فهذا الموضوع لا بد من تناوله بشكل منفرد وبتفصيل عميق .

    أما بخصوص موضوع الثقة بين الازواج فهي كما قلتي وبكل أسف تكون شكلية في العديد من الحالات وبمجرد هبوب نسمة رياح الشك تنهار تلك العلاقة لأسخف الاسباب .

    الاخطاء الطبية هي فعلا أصبحت موضوع مؤرق جدا في مجتمعنا ومن مطالعة الاخبار في الصحف اليومية نستطيع معرفة حجم المآسي التي تحدث يوميا في مختلف المستشفيات والمراكز الطبية والغريب في الامر أنه ولغاية الآن لم يتم تفعيل قوانين المساءلة لتلك الاخطاء الطبية بالشكل المطلوب .

    أشكرك ويسبر ونهارك سعيد .

    ردحذف
  5. مساء الخير اشرف

    سامح الله بطلنا، أولاده اصبحوا شباب ناضجين، ولا زال يقفز عن (الدرابزينات)، وها هو يدفع ثمن طيشه و حركاته الصبيانية، والغريب في الموضوع أنه صدر أزماته إلى قلب زوجته.
    ورغم أن أبطال القصة من رسم (كيبوردك)إلا أنني أرى الزوجةالأن جثة هامدة مضرجة بالدماء، وأرى الزوج وقد رسى على ميناء الدماء يحدق في الفراغ و.....
    لن أطيل عليك كثيرا صديقي
    خلاصة الأمر أشرف كالتالي
    غريبة الحياة، قاسية، قاسية، قاسية إلى أبعد الحدود، فتخيل أن أركان هذا البيت التي ملئت بالحب يوما بعد يوم، وشهر بعد شهر، وعاما بعد عام، حتى طاولت السماء، تخيل أنها الأن مسوية بالأرض، لا لشيء إلا سهوة قطع شارع أو سهوة طبيب،
    فعلا غريبة الحياة، تعاقب وتعاقب وتطاردك على أصغر الذنوب إلى أخر يوم من عمرك، هذا طبعا إن تلطفت بك ولم تجتثك من جذورك
    كل الود

    ردحذف
  6. أهلا أخي نادر

    أعجبتني جدا عبارتك أنه صدر أزماته إلى قلب زوجته فقد كان طيشه واستهتاره الدائم في عبور الطرقات السبب الرئيس في ذلك .

    وفعلا لست أدري كم من تلك السهوات والعثرات التي يزهق بسببها كل تلك الدماء البريئه .

    في جملتك الاخيرة عجز لساني عن الكلام فمن منا يخلو من الذنوب ؟

    تحية .

    ردحذف
  7. مسا الخير اشرف
    البوست اليوم مختلف او الو نكهة غريبة بنهاية غير متوقعة
    هاي هي الحياة دايما مو متوقعة
    ما في فايدة لانو نلوم حدا
    بصراحة كتير اشيا بالمجتمع فاسدة لكن فساد العقل و الامانة هي اسا خراب اي مجتمع
    ما اظن انو الرجال بس ملوم و لكن الطبيب كمان
    مش عارفة بس كل واحد بيتحمل جزء من النتيجة
    \
    تحية لقلمك

    ردحذف
  8. يسعد مساكي جفرا

    فعلا الحياة دائما مليئة بالمفاجآت ولكن لعلنا نتمنى دائما أن تكون قدر الإمكان بشائر سارة وليست مصائب نرفع بها رصيد حساب أيامنا من الهموم .

    بصراحة كلمة أرفع لها القبعة احتراما وتقديرا ففعلا أساس خراب المجتمعات بشكل رئيس هو فساد العقول وخيانة الأمانة .

    وأتفق معكي تماما أن النتيجة النهائية لما حصل هي مسؤولية مشتركة فعلا ولكن ومما لاشك فيه أن تلك الزوجة كانت هي الضحية .

    أشكرك جفرا ودمتي بكل الخير .

    ردحذف
  9. السلام عليكم اهلا اخي اشرف

    حقا بعد قراءة القصة للاخير ارى انك لم توفق او صاحب الرواية لم يوفق في عنوانها فليش خطء الطبيب هو السبب انما قلة ادب الزوج و نكرانه للجميل و غباؤه و وحشيته هي سبب فقدان هذه الزوجة لن انعتها بالطيبة فايا كانت طيبة او فاسقة ما امر الله بهذا و ما له هو ان يسلط عليها العقاب فهنالك رب و قصاص و اولي امر ثم عندي سؤال سيختم كل هذا ..
    لو كان هو من زنا هل كانت ستقتله بهذه الوحشية ام هو قانون الغاب يقتل فيه القوي الضعيف؟
    لعن الله جاهلية هذا الزمان لعنها و ازالها اللهم امين

    ردحذف
  10. سيدة الصباح

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... في البداية سعيد أنني أجد لك تعليقا في أرشيف تدويناتي القديمة وهذا أمر يشرفني بالفعل :)

    بالتأكيد أنا متفق معك تماما أن الزوج هو المسؤول الأول والأخير عن تلك الجريمة وبخاصة أن زوجته كانت طوال حياتها متفانية في محبته ومحبة بيتها ومخلصة إلى أبعد الحدود فكيف يقوم ذلك الزوج بهدم كل ذلك في لحظات ؟

    الهدف كان من ذكر موضوع الطبيب هو التركيز على الاخطاء الطبية التي بتنا نعاني منها كثيرا في الآونة الأخيرة وهذا كان سبب ذكرها في العنوان .

    بالفعل كلامك جواهر فهذا الزمن فيه من طقوس الجاهلية الأولى ما تعجز عن وصفه الاقلام .

    كل الود لحضورك الجميل

    ردحذف